أعلن المخرج الإيراني "حسن فتحي" على صفحته على موقع إنستغرام أنه سيبدأ تصوير فيلم عن مولانا جلال الدین محمد البلْخي، المعروف بالرومي، وعلاقته مع "شمس التبريزي"، في المستقبل القريب في مدينة قونية في تركيا، وهو مشروع سينمائي مشترك بين إيران وتركيا، ويحمل الفيلمُ عنوان "في نشوة الحبّ".
وواجه خبر إنتاج الفيلم بين الإيرانيين في مواقع التواصل الإجتماعي ترحيباً واسعاً، لكنه واجه الكثير من النقاش حول من سيمثل دور الشاعر المتصوف جلال الدين الرومي وصديقه المقرّب شمس الدين التبريزي.
وأعلن القائمون على إنتاج الفيلم أن الممثل الشاب الإيراني الشهير "شهاب حسيني" سيؤدي دور شمس التبريزي، أما دور الرومي فسيقوم به ممثل تركي، الأمر الذي أثار الجدل بين الإيرانيين الذين أعلنوا بأن الرومي يجب أن يمثله إيرانيٌّ وليس تركيّ. وهذا يعود إلى خلاف قديم بين إيران وتركيا بل وحتى أفغانستان على انتماء جلال الدين الرومي، فكلّ واحد من هذه البلدان يدعي انتماء الشاعر الكبير إليه.
الجدل حول الممثلين أدى إلى تقديم توضيحات من جانب مخرج الفيلم الذي طلب من الإيرانيين تجاهل الشائعات وقال إنه رغم أن فِكرَ الرومي العالمي يتجاوز كلَّ التحيزات العنصرية والعرقية والجغرافية، لكنه سيلعب دوره في الفيلم ممثل إيراني وليس تركيّ. وما هو إلا الممثل الإيراني الوسيم "بارسا بيروز فَر".
قال كاتب السيناريو إن "الكثيرين يعتقدون أنه اذا لعب دورَ الرومي ممثّلٌ تركي هذا يعني أنه سوف تتمّ مصادرته لصالح تركيا، ولكن يجب القول بأنه كيف لعب أنتوني كويين دور "حمزة" في فيلم "الرسالة" رغم أنه كان أميركياً؟ وكيف مثّلَ دورَ عمر المختار في الفيلم المتعلق به؟ فهل هذا يعني أن أنتوني كويين أو بلده قد صادرا هاتين الشخصيتين؟"
وقال كاتب السيناريو "فرهاد توحيدي" إن "الكثيرين يعتقدون أنه اذا لعب دورَ الرومي ممثّلٌ تركي هذا يعني أنه سوف تتمّ مصادرته لصالح تركيا، ولكن يجب القول بأنه كيف لعب أنتوني كويين دور "حمزة" في فيلم "الرسالة" رغم أنه كان أميركياً؟ وكيف مثّلَ دورَ عمر المختار في الفيلم المتعلق به؟ فهل هذا يعني أن أنتوني كويين أو بلده قد صادرا هاتين الشخصيتين؟".
النزاع بين إيران وتركيا وأفغانستان على جلال الدين الرومي
رغم ان الرومي قال "ما الحيلة أيها المسلمون فلستُ عليماً بنفسي/ لست مسيحيًا ولا يهوديًا ولا مجوسياً ولا مسلمًا/ لست من الشرق ولا من الغرب، ولا من البحر ولا من البرّ... لا من الهند ولا من الصين، ولا من البلغار ولا من سقْسين/ لستُ من أرضِ العراقيْن ولا من خُراسان"، إلا أن تركيا وإيران وأفغانستان تتنازع على امتلاك الرومي، وبين حين وآخر يحدث جدل بين هذه البلدان حول انتماء الرومي.
تقع مقبرة الرومي في مدينة قونية في تركيا، وتقيم تركيا كلَّ عام مراسم ذكرى رحيل الرومي في مدينة قونية، ويعتقد الإيرانيون أن تركيا قامت بمصادرة الرومي الإيراني لأغراض اقتصادية.
والمعروف أن جلال الدين الرومي مولود في إقليم "بَلْخ" في أفغانستان، لكنه غادر بلخ مع غزو المغول، واتّجه نحو إيران للدراسة. وكتب غالبية أشعاره بالفارسية وقليلًا منها بالعربية والتركية. ثمّ سافر إلى بغداد ودمشق، قبل أن يُمضي معظم حياته في المدينة التركية "قونية"، التي تستضيف مرقده حاليًا. ويقال إنه في ذلك الوقت كانت مدينة قونية تحت سلطة سلاجقة الروم، ومن هنا جاء تلقيب مولانا جلال الدين بـ"الرومي".
وأبرز جدل بين إيران وتركيا وأفغانستان حول الرومي وقع قبل 3 سنوات عندما أبدت إيران وتركيا اهتماماً كبيراً بإدراج أشهر دواوينه "المثنوي المعنوي"، في قائمة يونيسكو للتراث العالمي باعتباره تراثهما الثقافي المشترك، والذي أدى إلى جدل بين إيران وتركيا. كما احتجّت أفغانستان أمام يونيسكو على سعي تركيا وإيران تسجيل ديوان "المثنوي" ضمن تراثهما الثقافي المشترك في قائمة يونيسكو، وأعلنت أن الشاعر المتصوف ولد في أفغانستان ولأفغانستان حصة فيه!
بين هذه النقاشات وفي حين ينتظر الإيرانيون فيلم جلال الدين الرومي بحماس، أعلن مرجع الدين الإيراني "ناصر مكارم شيرازي" بأنه يعارض إنتاج هذا الفيلم، ويعتبره حراماً، ويجب منع إنتاجه، بسبب ترويجه للفرقة الصوفية "الضالّة"
وقد تقدمت الوزارة الخارجية في أفغانستان بشكوى رسمية إلى ممثلة اليونسكو في أفغانستان. كما طلب وزير الخارجية الأفغاني من نظيره التركي مزيدًا من التفاصيل، ووعده الوزير التركي أن يأخذ بعين الاعتبار أن أفغانستان هي مسقط رأس جلال الدين الرومي.
وكتاب "المثنوي المعنوي" الذي يحظى بأهمية كبيرة في البلاد الناطقة بالفارسية خاصة إيران، ويُعتبر أحد أهمّ الكتب الصوفية، هو أحد أشهر أعمال الرومي، والذي يتكون من 6 فصول وحوالي 26 ألفًا من الأبيات الشعرية، تسرد معاناة الإنسان في الوصول إلى الله.
موقف المتشددين في إيران من فيلم جلال الدين الرومي
بين هذه النقاشات وفي حين ينتظر الإيرانيون فيلم جلال الدين الرومي بحماس، أعلن مرجع الدين الإيراني "ناصر مكارِم الشيرازي" بأنه يعارض إنتاج هذا الفيلم، ويعتبره حراماً، ويجب منع إنتاجه، بسبب ترويجه للفرقة الصوفية "الضالّة".
وجاء هذا الموقف ردًّا على رسالة كتبها عدد من طلاب العلوم الدينية أعلنوا فيها عن معارضتهم الشديدة لإنتاج هذا الفيلم، وطلبوا فيها من "مكارم الشيرازي" أن يعبّر لهم عن موقفه.
قامت بعض وسائل الإعلام الإيرانية بنشر تصريحات من المرشد الأعلى علي خامنئي الذي يبدي إعجابًا فيها بشخصية جلال الدين الرومي وأشعاره
كما أعلن المرجع الدين الإيراني "حسين نوري الهمداني" في ردّه على رسالة هؤلاء الطلّاب: حسب ما قال الإمام الصادق فإن الصوفية هي عدوّنا، والترويج لها بأيّ حال من الأحوال غير مسموح به ومحظور. هذه الفرقة فرقة ضالّة، وقد حاربت الإسلام.
وردّت وزارة الثقافة الإيرانية على هذه المواقف وقالت بأنها تحترم المواقف المختلفة من هذا الفيلم، لكنها لن توقِف مسيرة إنتاج الفيلم.
كما قامت بعض وسائل الإعلام الإيرانية بنشر تصريحات من المرشد الأعلى علي خامنئي الذي يبدي إعجابًا فيها بشخصية جلال الدين الرومي وأشعاره.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ يومينعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامرائع