شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
من بيروت... المهرجان المسرحي الأوربي الوحيد في العالم العربي

من بيروت... المهرجان المسرحي الأوربي الوحيد في العالم العربي

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الأربعاء 2 أكتوبر 201902:00 م

هو المهرجان المسرحي الأوربي الوحيد الذي يقام في العالم العربي، حسب الكلمة التي ألقاها ممثل مفوضية الاتحاد الأوربي في بيروت رالف طراف.

إنها السنة الثانية التي يقدم فيها مهرجان المسرح الأوربي في بيروت، والذي يعتبر فرصة للتعرف على النتاجات المسرحية من العديد من بلدان الاتحاد الأوربي. ستقدم تسعة عروض مسرحية من ثمانية بلدان أوربية هي: فرنسا، الدنمارك، اسبانيا، رومانيا، إيطاليا، وإيرلندا، وعرضان مشاركان من لبنان.

يتميز المهرجان في هذا العام بتكثيف الأنشطة الموازية للعروض، وخصوصاً ورشات العمل المختصة بكل جوانب العمل المسرحي. ما يقارب ثماني ورشات عمل مسرحية ستجمع مختصين مسرحيين من أوروبا مع مختصين ومهتمين من طلاب المسرح وطلاب الفروع الجامعية الأخرى، لتنفيذ ورشات عمل، بعضها سينتج عروضاً تقدم في إطار فعاليات المهرجان.

كما أن هناك قراءة أدائية ومعرض ملصقات بوسترات مسرحية، يعرفنا على تصميم الملصقات الإعلانية بأسلوب المدرسة البولونية التي تميزت بتصميم بوسترات مسرحية في ستينيات القرن الماضي.

العروض المسرحية

اختير العرض الفرنسي "مكان، إخراج تمارة السعدي"، ليُقدّم في حفل افتتاح المهرجان. العرض حكاية ياسمين المولودة في بغداد، والتي غادرت في ظل أحداث حرب الخليج الأولى بين إيران والعراق، إلى فرنسا. تتراوح المسرحية في قصتها بين الذكريات المرتبطة بالعائلة والحرب القادمة من بغداد، وبين محاولات ياسمين الاندماج في المجتمع الفرنسي والثقافة الجديدة التي تحيط بها في تجربة الهجرة. تنقسم ذات ياسمين إلى قسمين، تؤديهما ممثلتان على المسرح، الأولى ترغب البقاء في إطار عائلتها وذكرياتها العراقية، وياسمين الثانية تحاول ما أمكنها الاندماج مع المجتمع والثقافة الفرنسية: تعلم اللغة، الدراسة الجامعية، وعيش علاقات الحب والصداقة.

هو عرض عن الأنا المنقسمة بين الذاكرة المرتبطة بالماضي والمليئة بالجراح، ورغبة المستقبل التي تواجه عوائق الاندماج والأنماط الثقافية المفروضة.

في عرض "الدنماركي الحق، إخراج هنريك هارتمان" تحاول خمس شخصيات من الدنمارك أن تجيب على سؤال: ماذا يعني أن تكون شاباً في الدنمارك؟ يروون شهاداتهم عن مرحلة الشباب التي عاشوها في الدنمارك. تم تطوير هذه القصص بالتعاون مع مؤسسة C:NTACT، المختصة في مسرح الحكايات والشهادات المستمدة من تجارب حقيقية.

قصص هذه الشخصيات تحمل طابعاً عالمياً متعلقاً بمرحلة الشباب، فنجد في القصص المواجهة المعروفة عند الشباب مع الأعراف والتقاليد المفروضة. لذلك ستتطرق هذه الحكايات المتميزة إلى العلاقات المعقدة مع الأهل، وإلى المرض العقلي، وكذلك الانغماس في عالم الجريمة.

"رحلة في عوالم لوركا، إخراج إيميليا إيكاي"، عرض إسباني يقدم تنويعات من العوالم الإبداعية للأديب غارسيا لوركا منها: "برناردا، عرس الدم، يرما، الأغاني الغجرية، ديوان التماريت، شاعر في نيويورك، فارس أولميدو"، لتشكل بمجموعها حلماً مسرحياً مستلهماً من الأعمال الأدبية والشعرية لهذا الكاتب.

يرافق المقتطفات الأدبية مؤلفات موسيقية على البيانو تعزف بشكل حي على المسرح، وتقدم مقطوعات لمؤلفين موسيقيين عالميين من حقب موسيقية مختلفة منهم: "واكيم تورينا، أرنستو هالفتر، أنريكه غرانادوس، كلود ديبوسي، وإدوارد غريغ".

في العرض الروماني "غبار"، توظف المخرجة آنا لامبرو، وسائط متعددة: النصوص، الدمى، تقنيات مسرح الغرض، ومسرح خيال الظل، لتروي حكايتين تنطلقان من حادثة مشتركة، وهو الحريق الكبير الذي اندلع في شركة Triangle Shirtwaist، في العام 1911 في مدينة نيويورك.

الحكاية الأولى من بداية القرن العشرين، حيث تهاجر الشابة ماريا من رومانيا للعمل في أميركا. الحكاية الثانية تجري بعد مائة عام، حيث تواجه إحدى حفيدات ماريا المصير نفسه، أي خيار الهجرة، وفي سبيل عثور هذه الحفيدة على قراراتها الخاصة، تحاول استرجاع حكاية جدتها ماريا وإعادة رواية قصتها مجدداً.

شجرة الزيتون ايرلندا

كتبت الصحافة الإيرلندية عن عرض "شجرة الزيتون، ديفيد كيلهر" بوصفه واحداً من أفضل الإنتاجات المسرحية الإيرلندية هذا العام. العرض يبدأ في يوم ماطر في دبلن/ إيرلندا، حيث تمزق تيسكو، الموظفة المتعبة في سوبرماركت ورقة "المقاطعة الاقتصادية" الملصقة على زجاجة زيت الزيتون، لكن وفجأة، ما تلبث شجرة الزيتون التاريخية الفلسطينية أن تعود إلى الحياة منتصبة أمامها. العرض رحلة واقعية سحرية عن قصص وكفاحات متعلقة في فلسطين، الماضي، الحاضر، والمستقبل. وهو من كتابة كيتي أوكيلل وأدائها.

بولتنشينيلا ايطاليا

عرضان إيطاليان مشاركان، الأول "بولتشينيلا، برونو ليوني"، بولتشينيلا هو شخصية من مسرح كوميديا ديلارتي الإيطالية في القرن السابع عشر، يمثل نموذجاً لرجل العامة القادر على الخلاص من الموت عبر السخرية من السلطة والسخرية من الحذلقة، وذلك بالتعبير عن مشاعر الخوف والفزع، وغيرها من المشاعر التي تتعارض مع مشاعر الأبطال الأسطوريين، بل تنتمي إلى أحاسيس رجل العامة الذي يمثله البولتشينيلا.

في هذا العرض، الجمهور مدعو لاكتشاف كيف يمكن لحكايات الماضي أن تكتسب تلك القدر من المعاصرة والعالمية، من خلال الدخول في العالم العجائبي لمسرح الدمى Guarattelle . يرافق العرض جان لوكا فوسكو، عازفاً أنغاماً موسيقية تعود إلى التراث النابوليتاني، وهي موسيقى استثنائية تزيد من سحر المشهد وجاذبيته، ومن التفاعل بين المتفرجين والدمى المسرحية.

العرض الإيطالي الثاني هو "لا تدْعوهم قطاع طرق، مارسيلو غوتنغو"، أيضاً قصة هذه المسرحية تعود إلى التراث الإيطالي لكن في مرحلة تاريخية لاحقة. تدور أحداث الحكاية في إقليم بولينا، بين عامي 1859 – 1863، قبيل إعلان توحيد إيطاليا. يضطر شقيقان هما فلاح وراعي، وبسبب الظروف الظالمة، للتحول إلى قاطعي طريق، وهكذا يختبران تحولات مؤلمة في مسار حياتهما.

خلال تلك الفترة، كانت إيطاليا أيضاً تعيش تحولات مماثلة. المسرحية سلسلة من الأحداث الدرامية والكوميدية، تروي لنا قصة إيطاليا التي كانت تحت حكم أسرة باربوني، ثم انتقلت إلى حكم أسرة سافويا، من دون أن تُدرك كيف ولماذا حدث هذا التحوّل، الذي لم يكن باهظ التكلفة، لكن تبعاته والانقسامات التي خلّفها لا تزال جلية حتى اليوم فيما يُعرف بـ"قضية الجنوب". "لا تدْعوهم قطاع طرق"، تروي بسخرية، لكن دون الإنقاص من أحد، حالة "التحوّل" السياسي والأيديولوجي والاجتماعي الذي طالما ميّز الشعب الإيطالي.

بين عروض هذا العام، عرضان من لبنان، الأول "الصفحة 7" من إخراج وأداء عصام بو خالد، وفادي أبي سمرا. وقد قُدِّم العرض على بعض المسارح الأوربية، وهو يقدّم للمرة الثانية فقط في لبنان مشاركاً في هذا المهرجان. العرض اللبناني الثاني للمخرجة كارولين حاتم بعنوان "الزفاف"، مقتبس من نص الكاتب المسرحي المتميز برتولد بريخت بعنوان "العرس عند البرجوازية الصغيرة"، يدور حول عرس عائلي يرغب جميع الأفراد فيه بالتظاهر بأنهم على مايرام، بينما تتجه الأحداث من سيء إلى الأسوأ. بمزيج من الخفة والقسوة، تسخر المسرحية من التقاليد والأوهام، وتلقي الضوء على المفارقة التي تعيشها الشخصيات والتي نعيشها نحن، بين ما نرغب بتقديمه للآخرين عن أنفسنا، وبين الواقع المتغلب علينا باستمرار.

في مهرجان المسرح الأوروبي في بيروت (2019)، عرضان من لبنان: الأول "الصفحة 7" الذي قُدِّم على بعض المسارح الأوربية، ويقدّم للمرة الثانية فقط في لبنان، والثاني بعنوان "الزفاف"، مقتبس من نص الكاتب المسرحي بريخت "العرس عند البرجوازية الصغيرة"، يدور حول عرس عائلي يرغب جميع الأفراد فيه بالتظاهر بأنهم على مايرام، بينما تتجه الأحداث من سيء إلى الأسوأ

في مهرجان المسرح الأوربي في بيروت (2019)، تقدم مجموعة عمل "كونتاكت" الدنماركية ورشة عمل تركز على كيفية رواية القصص المستمدة من الجمهور مباشرة على المسرح، سيعمل فريقها مع شبان وشابات من لبنان، سورية، وفلسطين، وذلك بغاية إفساح الفرصة أمام الفئات المستبعدة عادة عن المسرح، للصعود إلى خشبته

ورشات العمل المسرحية

ورشة عمل "ماكبث مفككاً"، هي عمل مكثف من تسعة أيام على نص ماكبث لشكسبير، تزوّد المشاركين بها من الطلاب أو من الممثلين المحترفين بتقنيات دراماتورجية، وذلك عبر التعامل مع نصٍّ من الكلاسيكيات المسرحية، حيث سيتم تحديد الأدوات المطلوبة لاستخراج المحاور الدراماتورجية في النص، وليجري العمل على تحويلها إلى عناصر دراماتورجية ملائمة للعصر الحالي والسياق المعاصر.

أما مجموعة عمل "كونتاكت" الدنماركية فتقدم ورشة عمل تركز على كيفية رواية القصص المستمدة من الجمهور مباشرة على المسرح، سيعمل فريق كونتاكت مع شبان من لبنان، سورية، وفلسطين، وذلك بغاية إفساح الفرصة أمام الفئات المستبعدة عادة عن المسرح، للصعود إلى خشبته. تسعى الورشة إلى تمكين هؤلاء الشباب وتشجيعهم وتزويدهم بالتقنيات اللازمة، مثل تقنيات المشهدية، التمثيل، والدراماتورجيا، لتوظيفها من قبل المشاركين في رواية القصص على المسرح.

تركز ورشة عمل فرقة "كابيا" من إسبانيا، على التعمق في تقنيات الارتجال، لتطوير أدوات المشاركين في التعامل مع عنصري الزمان والمكان على المسرح، وذلك من خلال الوصول إلى وعي مزدوج، يوفق بين: الوعي بالحضور والأداء الفردي من جهة، والوعي بالتفاعلات مع الممثلين الآخرين الحاضرين على الخشبة في الآن عينه. موضوعات التدريب ستركز على: الإيقاع، الاستجابة بالحركة في الزمن، الهندسة، العلاقات المكانية، دراسة المساحات، البروفات، التكرار، الشكل والحركة.

أما ورشة العمل الألمانية بعنوان "السينوغرافيا الديجتالية"، فهي عبارة عن تمرين عملي حول كيفية إنتاج عمل مسرحي في لبنان. سيتدرب المشاركون والمشاركات على كيفية التفكير مع المخرج حول مفهوم محدد وتطويره، ومن ثم تنفيذه باستخدام التكنولوجيا في المسرح، وخصوصاً علاقة التكنولوجيا مع الفضاء، الممثلين، والمشهد المسرحي.

من رومانيا، ورشة عمل بعنوان "احتمالات الورق"، وهي ورشة عمل خاصة بتصميم الدمى المسرحية من خلال تقنيات تحويل وتفتيت ونحت لمادة الورق، وذلك لتشكيل شخصيات دمى مسرحية، تمتلك حكايات وأفكار وصفات مميزة للأداء المسرحي.


يرافق أيام المهرجان معرض فني للبوسترات المسرحية، يعرض لأبرز الملصقات المسرحية للمدرسة البولندية التي شكلت تياراً فنياً بارزاً في أوائل الستينيات من القرن العشرين. تميز أسلوبها بالأشكال والرموز الغرافيكية البسيطة، وقدمت بتصاميمها صبغة ثقافية خاصة. تعتبر هذه البوسترات اليوم من الأعمال الفنية المرجعية في مجال التصميم الغرافيكي. المعرض يضم يقدم عشرات الملصقات لعروض المسرح والأوبرا، والتي صممت في التسعينيات من القرن العشرين. من بين مصمميها فنانين بولنديين بارزين، منهم: "فييسواف فاوكوسكي، رافاو أولبينييسكي، فكتور سادوفسكي، وفالدمار شفييدجي".

للاطلاع على عروض المهرجان وورشات العمل (رابط).


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image