بعد 6 أشهر فقط من إطلاق سراحه عقب قضائه عقوبة السجن لمدة خمس سنوات بسبب "التظاهر بدون تصريح"، اعتقلت السلطات المصرية، صباح 29 أيلول/سبتمبر، الناشط السياسي والمدون المعارض علاء عبد الفتاح، حسبما أفادت أسرته ومحاميه.
وصباحاً،
قالت شقيقة علاء، الناشطة منى سيف، عبر حسابها في تويتر: "علاء اتخطف من المراقبة من قسم الدقي (الذي ينفذ فيه المراقبة الشرطية اليومية) ومش معروف هو فين. القسم بلغنا أنه رُحِّل إلى نيابة أمن الدولة. نحن بانتظار أي معلومة تطمئننا عليه، بعيداً عن كلام (وزارة) الداخلية الذي بيتغير كل ربع ساعة".
اختطاف
و
لفتت إلى أن والدتها، ليلى سويف، كانت في انتظاره خارج القسم كالمعتاد حين منعها حراس القسم "من الدخول من على ناصية الشارع لعدم الوصول إلى باب القسم"، مستخلصةً أن هذا الإجراء كان يهدف إلى "تضليلها لئلا ترى علاء وهو يختطف من القسم".
كما
أكد المحامي الحقوقي خالد علي، وهو محامي علاء أيضاً، الخبر لافتاً عبر حسابه على فيسبوك إلى أن الدكتورة ليلى سويف هاتفته صباحاً من أمام القسم في انتظار خروج ابنها بعد انتهاء المراقبة، مشدداً على أنه "لم يخرج وجاءت مأمورية (قوات) لاستلامه من القسم واصطحابه لمكان غير معلوم".
وأوضح أن شقيقته منى تمكنت من الدخول إلى القسم حيث أبلغها ضباط أنه مقبوض عليه وتم ترحيله إلى نيابة أمن الدولة العليا للتحقيق.
ثم
عادت منى سيف وأوضحت ظهراً: "تقدمنا بتلغراف للنائب العام بخصوص واقعة اختطاف علاء من قسم الدقي أثناء تنفيذه المراقبة واحتجازه في مكان غير معلوم. حتى اللحظة ليس لدينا معلومة أكيدة عن مكان علاء ولا أسباب خطفه ولا إذا كان سيعرض على النيابة اليوم".
وكان آخر ما
كتبه علاء مقال عبر موقع "مدى مصر" بعنوان "خمس استعارات عن التعافي"، كتب فيه: "إن أصروا على معاملتنا كحيوانات بلا أهلية فليكن، ولكن لنتخطى الماشية والدواب والحيوانات الأليفة والمدربة ولنستلهم من الزواحف ونجوم البحر وديدان الأرض، تلك الكائنات القادرة على التجدد بعد أي إصابة مهما عظمت. لنتقبل فقط أن ما ينمو عند موضع الإصابة قد لا يطابق القديم، قد يبدو شائهاً. لكن -تمعن قليلاً سترى جمال المشوه، فالمسخ وحده يحمل تاريخ الحلم والأمل وواقع الهزيمة والألم معاً. المسخ وحده لا ينسى جراحه القديمة ولا يخشى جراحاً جديدة".
غضب يجتاح تويتر
وفور انتشار نبأ إعادة القبض على علاء، وعبر وسمي #FreeAlaa و#علاء_فين، أعرب العديد من الشخصيات البارزة والنشطاء والمعارضين للنظام المصري عن صدمتهم وغضبهم لاعتقال علاء مرة أخرى، مطالبين بالكشف عن مكانه والإفراج عنه فوراً للعودة إلى ابنه الذي
حرم منه طويلاً و"لم يشبع منه بعد".
وتصدر الوسم الأول قائمة الأعلى تداولاً في مصر بأكثر من 5000 تغريدة عند كتابة هذا التقرير.
و
علق الفنان المصري المعارض للنظام خالد أبو النجا على اعتقال علاء بالقول: "يجب أن يكون العالم شاهداً على الديكتاتور المجنون (يقصد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي) والذي لا يعادله سوى بينوشيه شيلي"، في إشارة إلى رئيس شيلي الديكتاتوري السابق أوغستو بينوشيه.
غضب كبير اجتاح تويتر فور انتشار أنباء عن إعادة اعتقال الناشط المصري علاء عبد الفتاح أو "خطفه" من قسم الشرطة حيث كان يقضي مراقبة يومية لمدة 12 ساعة ستستمر 5 أعوام
علاء عبد الفتاح اعتقل عقب أيام قليلة من نشره مقالاً ضد الديكتاتورية، يرى مدير مركز القاهرة لحقوق الإنسان بهي الدين حسن أنه يكشف كيف أن "رعب الجهلاء خطر"
و
كتب الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي "علاء عبد الفتاح مكانه مصر وليس سجون مصر".
في حين
أشار مدير مركز القاهرة لحقوق الإنسان بهي الدين حسن إلى أن "رعب الجهلاء خطر أيضاً" شارحاً أنه توقع ألا يمر مقال علاء الأخير بسلام "ليس لأن المقال خطير سياسياً، ولكن لأنه مكتوب بلغة راقية ومكثفة فوق مستوى ثقافة وتعليم ضباط الأجهزة الأمنية. آمل أن يبادر علاء بشرح مقاله للمحققين".
ويعتبر علاء عبد الفتاح من أبرز المدونين والناشطين المعارضين لنظام الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك. وهو نجل عائلة نشطة سياسياً، فوالده الراحل هو المحامي الحقوقي أحمد سيف الإسلام ووالدته الناشطة اليسارية ليلى سويف وشقيقته منى سيف هي مؤسسة حملة "لا للمحاكمات العسكرية للمدنيين".
وأنهى علاء (37 عاماً) الشهير بـ"التنين البمبي" حكماً بالسجن مدته خمس سنوات قضت به محكمة الجنايات في القضية المعروفة إعلامياً "أحداث مجلس الشورى"، في 27 آذار/مارس الماضي. وأفرج عنه رسمياً يوم 29 من الشهر ذاته.
غير أنه كان يقضي "العقوبة المكملة" المتمثلة في قضاء 12 ساعة يومياً في قسم الشرطة القريب من منزله، قسم الدقي، من السادسة مساءً وحتى السادسة صباحاً، حين قبض عليه.
يذكر أن النظام المصري الحالي اعتقل في الآونة الأخيرة قرابة 2000 شخص على خلفية احتجاجات مناهضة للسيسي خرجت في بعض المناطق المصرية يومي 20 و21 أيلول/سبتمبر الجاري. ومن بين هؤلاء شخصيات بارزة مثل المحامية ماهينور المصري وأستاذي السياسة بجامعة القاهرة حسن نافعة وحازم حسني، والصحافي البارز خالد داود.
وترى منظمات حقوقية دولية ومحلية أن النظام الحالي وصل في قمع معارضيه إلى مرحلة لم يبلغها أي نظام مصري سابق.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Mohammed Liswi -
منذ يومأبدعت بكل المقال والخاتمة أكثر من رائعة.
Eslam Abuelgasim (اسلام ابوالقاسم) -
منذ يومينحمدالله على السلامة يا أستاذة
سلامة قلبك ❤️ و سلامة معدتك
و سلامك الداخلي ??
مستخدم مجهول -
منذ 4 أياممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ 4 أيامفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ 4 أيامعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ 5 أيامtester.whitebeard@gmail.com