شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!

"قولوا لي مساء الخير"... عندما التقى الأمين العام للجامعة العربية بالوفد السوري

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

السبت 28 سبتمبر 201901:11 م

يفتح الباب، ويطل الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، مخاطباً وفد الحكومة السورية في أروقة الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك: "قولوا لي يا أخي مساء الخير…يعني مش معقول". يفاجأ الوفد بهذه الحفاوة البالغة، وقبل أن يرد أحد منهم يبادر أبو الغيط بتقبيل وزير الخارجية السوري وليد المعلم.

تبادل العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي المقطع المصور الذي يظهر بالصوت والصورة لحظات اللقاء “المفاجئ”، وبدت في الفيديو حماسة أبو الغيط الشديدة لدى مقابلة أعضاء الوفد، لكنهم تعاملوا معه بفتور واضح.

في المقطع ظهر أبو الغيط وهو يقترب مبتسماً من الوفد السوري، الذي ضم وزير الخارجية وليد المعلم، ونائبه فيصل المقداد، والمبعوث السوري إلى الأمم المتحدة بشار الجعفري.



وقال أبو الغيط موجهاً الكلام للوفد: "قولولي يا أخي مساء الخير. يعني مش معقول"، فقال له وليد المعلم بلهجة وصفها البعض بالفاترة: "ليه؟". هنا تقدم أبو الغيط وصافحه، ثم توجه لمصافحة المقداد قائلاً له إنه يفرح جداً حين يراهم، في إشارة للوفد، فرد عليه المقداد بلهجة رأى فيها مستخدمون بعض السخرية: “باين... باين".

وقبل أن يغادر أبو الغيط الوفد، اقترب من المقداد والمعلم وهمس لهما كلاماً لم يسمعه الحاضرون.



حين "طُردت" سوريا من الجامعة العربية

هذا المقطع الذي يظهر مبادرة أبو الغيط بالترحيب بالوفد الحكومي السوري، يأتي فيما تعطل الجامعة العربية عودة سوريا إلى مقاعد الجامعة برغم الدعوات التي سبقت قمة تونس الأخيرة. وكان أبو الغيط قد علق في آذار/ مارس الماضي عند سؤاله بشأن مقعد سوريا الشاغر في الجامعة بأن عودتها “أمر مبكّر"، في إشارة منه إلى عدم حصول توافق عربي حول الموضوع.

وكانت جامعة الدول العربية قد جمدت عضوية سوريا في تشرين الثاني/نوفمبر من العام 2011، بعد شهور قليلة من اندلاع الثورة السورية التي تحولت في ما بعد لحرب أهلية، معلنة وقتذاك أن سبب التجميد هو "قمع سوريا الوحشي للاحتجاجات السلمية ضد الرئيس بشار الأسد".

لحظة لقاء الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط والوفد السوري في أروقة الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك... حفاوة بالغة منه وفتور من الجانب السوري. كيف رد فيصل المقداد على أبو الغيط حين أخبره عن “سعادته" بلقاء الوفد السوري؟

وفي كانون الثاني/يناير من العام الجاري، قال وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي، خلال مؤتمر صحافي، قبيل استضافة بلاده للقمة العربية، إن المكان الطبيعي لسوريا هو "داخل جامعة الدول العربية"، مؤكداً أن القرار الأخير في هذا الشأن يعود لوزراء الخارجية العرب لأن "قرار عودة سوريا ليس قراراً تونسياً وطنياً"، على حد تعبيره، مضيفاً أن "سوريا دولة مهمة وأساسية في الوطن العربي، وموقعها الطبيعي أن تكون على الساحة العربية".

لكن بعد ذلك بشهرين، وبالتحديد في آذار/مارس الماضي، أعلنت الجامعة العربية أن موضوع عودة سوريا إلى الجامعة غير مدرج "حتى الآن" على جدول أعمال القمة العربية التي عقدت في الشهر نفسه في تونس.

حينذاك قال المتحدث باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية، محمود عفيفي، في مؤتمر صحافي رداً على سؤال بشأن مناقشة موضوع عودة سوريا إلى الجامعة العربية خلال قمة تونس: "لم يطرح موضوع عودة دمشق بشكل رسمي خلال اجتماعات الجامعة العربية".

وقال الأمين العام المساعد للجامعة حسام زكي في الشهر نفسه إن عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية مرتبطة برؤية الدول الأعضاء لموقف النظام السوري من التسوية السياسية والعلاقة مع إيران.

وكانت صحيفة الغارديان البريطانية قد كشفت في تقرير نشر في كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي، عن أن دول الخليج بقيادة السعودية في طريقها إلى إعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية، بعد عدة سنوات من طردها.

وتزامن نشر تقرير الغارديان مع زيارة قام بها الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير لنظيره السوري بشار الأسد، وهذا ما جعله أول قائد عربي (حينذاك) يزور سوريا منذ تجميد عضويتها في الجامعة، وقد فسر المراقبون الزيارة بأنها بادرة صداقة نيابة عن السعودية.

فما الذي سيتغير بعد ترحيب أبو الغيط الحار بالوفد السوري؟


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image