موجة من الغضب والألم أثارها مقطع مصور لأب عربي وهو يضرب رضيعته بوحشية على وجهها، ويهز أطرافها الصغيرة بعنف، وهي تصرخ وتتوسل وتحاول حماية وجهها بكفيها الصغيرتين. الغضب اجتاح مواقع التواصل ولم يهدأ حتى بعد القبض على المتهم الذي سارع بتصوير "اعتذاره" وتبرير فعلته بالظرف النفسي الذي كان يمر به وبمشاكل الحياة.
خلال الساعات القليلة الماضية انتشر مقطع الفيديو للأب المعنف وتداوله الآلاف عبر وسمي savegirl# و#معذب_طفله، مطالبين بالكشف عن هوية المجرم ومعاقبته أشد عقاب.
وفيما زعم مغردون أن حادثة التعنيف وقعت في السعودية،
خرج المتحدث باسم وزارة العمل والتنمية الاجتماعية السعودية خالد أبا الخيل للتأكيد أن "الزملاء والزميلات وحدة الحماية الاجتماعية التابعة للوزارة ينسقون للوصول إلى المعنف والتحقق من صحة المعلومات التي وصلت مركز بلاغات العنف"، مشدداً على أنه "سيتم تطبيق نظام حماية الطفل ولائحته التنفيذية عليه" فور الوصول إليه.
كما أوضحت هيئة حقوق الإنسان في السعودية أنها تتابع الواقعة مع الجهات المختصة تمهيداً لاتخاذ الإجراءات النظامية التي يتضمنها القانون لاسيما في نظام حماية الطفل ونظام الحماية من الإيذاء.
وبعد قليل،
أفاد المتحدث باسم شرطة منطقة الرياض أنه تم القبض على معنف طفلته البالغة من العمر 3 سنوات جنوب العاصمة الرياض موضحاً أنه مقيم فلسطيني الجنسية في العقد الرابع من العمر، ومشيراً إلى اتخاذ الإجراءات القانونية بحقه والاعتناء بأطفاله الأربعة.
طلب العفو والدعاء
وظهر الأب المعنف في مقطع مصور جديد بثه أحد جيرانه (سعودي الجنسية) في ساعة متأخرة من ليل 21 أيلول/سبتمبر.
وبينما سعى الشيخ السعودي إلى الدفاع عن جاره المعنف بالقول إنه "جداً تأثر" عندما سأله عن الحادثة، ظهر المعنف وهو يقول: "هذا المشهد الذي رآه العالم قديم، كنت أُعلِّمُ البنت على المشي وها هي صارت تمشي بمفردها… لأكثر من أسبوعين أهتم بـ 4 أطفال بمفردي بعدما تركتهم والدتهم ولم أقم بأي تعنيف".
ثم عاود سرد أعذاره بالقول: "الموضوع قديم وتبت إلى الله، كنت أمر بحالة نفسية سيئة، وكنت أعلمها المشي وكانت تخشى أن تضع قدمها على الأرض" متابعاً "أرجو السماح والدعاء لي بدلاً من الدعاء عليّ وبارك الله فيكم".
أعذار واهية
وعقب بث اعتذار الأب المعنف وأعذاره،
رفض كثيرون "حججه الواهية" مؤكدين أن
تمرير هذا العنف من غير عقاب قد يمنح الكثير من غير الأسوياء نفسياً فرصاً للإقدام على الاعتداء على الأطفال معتبرين كلامه "غير مبرر و لا يعفيه من العقاب" وأن "عذره
أقبح من ذنبه".
و
دافع كثيرون عن الأم رغم زعم الأب أنها صورت المقطع لتكيد له، مشددين على أنها هربت منه بسبب عنفه ضدها.
ولفت البعض إلى أن الأب لم يعتذر لطفلته، متسائلين عن موقفها منه وإحساسها تجاهه حال رأت مقطعاً كذاك حين تكبر، مشككين في أن يتحول الأب المعنف إلى "السند"، كما درجت العادة في بلاد العرب عند الإشارة إلى الأب ودوره في حياة ابنته.
غير أن البعض (كانوا من الرجال في الغالب)
تعاطفوا مع الأب ودعوا له بالشفاء كما طلب.
حادثة تعنيف طفلة لا تتعدى 3 سنوات من قبل والدها تثير الغضب، رجال يتعاطفون مع اعتذار الأب الذي برر فعتله بأنه كان يعاني من أزمة نفسية، وآخرون يتعاطفون مع الأم الهاربة التي صورت الحادثة… لكن من يتعاطف مع الطفلة؟
الخبير النفسي بمحكمة الأسرة في وزارة العدل المصرية يؤكد لرصيف22 أننا أمام شخص "غير سوي ومريض نفسي يعاني من عدة اضطرابات شخصية" وأن الأم أقدمت على التصوير لـ"خوفها الشديد وقلة حيلتها” #معذب_طفلة
"مريض ويحتاج تأهيلاً سلوكياً ونفسياً"
الخبير النفسي بمحكمة الأسرة التابعة لوزارة العدل المصرية محمد مذيد قال لرصيف22 إن ما شاهده في المقطع المشار إليها يشير إلى أن الشخص "غير سوي نفسياً" ويعاني من عدة "اضطرابات شخصية".
ووفق تقييم مذيد، فإن حالات تعنيف الآباء منتشرة وستظل قائمة طالما كانت المنظومة الأسرية غير سوية، موضحاً أن من يقدم على فعل كهذا لا بد وأنه كان بدوره قد تلقى تنشئة غير سوية عانى فيها من النموذج الأبوي (المعاملة الأبوية) التسلطي أو العنيف أو المُهَمِش".
وبخصوص حالة هذا الأب المشار إليه في الواقعج، يؤكد الخبير النفسي المصري: "نحن أمام شخص يعاني عدة اضطرابات شخصية بينها الشخصية العدوانية أو العدائية وسوء المزاج" مضيفاً "هو أيضاً شخص غير قادر على تحمل المسؤولية، وضعيف نفسياً وغير متزن".
كما أشار إلى أن هذه الحالة تتضمن "إزاحة أو نقل من موضوع الغضب الأصلي وهو الخلاف مع الزوجة والغضب من هروبها إلى موضوع ثانوي وهو الاعتداء على الطفلة لأي سبب وإن كان تافهاً".
أما عن تحليله لإقدام الأم، حال صحة ادعاء الأب، على تصوير الطفلة من دون التدخل لحمايتها من الأب، فقال: "أرى تصرفها انعكاساً لحالة الخوف الشديد الذي عاشت فيه وقلة حيلتها. ويعني هذا أنها عانت منه كما عانت طفلتها وربما أكثر وأنها سعت لتصويره لإدانته للخلاص وأطفالها منه إن أتيح لها ذلك".
ورغم ما سبق، يؤكد مذيد أن الحل في هذه الحالات ليس العقاب القانوني بالسجن مثلاً، وإنما عرض المعنِّف فوراً على طبيب نفسي والخضوع لعلاج وتأهيل نفسي وسلوكي إلى حين التأكد من أن الأب بات "سوياً وقادراً على رعاية صغاره بحب كما ينبغي أن تكون بحسب الفطرة السوية".
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع