شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!
ضد السيسي… اشتباكات في السويس وتهديدات عبر الأبواق الإعلامية

ضد السيسي… اشتباكات في السويس وتهديدات عبر الأبواق الإعلامية

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأحد 22 سبتمبر 201901:30 م

اشتبك عشرات المتظاهرين في مدينة السويس المصرية، في ساعة متأخرة من مساء 21 أيلول/سبتمبر، مع قوات الأمن التي أطلقت الغاز المسيل للدموع وطاردت التظاهرة التي خرجت لليوم الثاني على التوالي احتجاجاً على نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي ومطالبةً برحيله.

وأكدت وكالة فرانس برس تعقب الأمن المصري لمئات المتظاهرين في السويس الساحلية وإطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريقهم. في حين أظهرت مقاطع مصورة متداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فرار عشرات المتظاهرين من قنابل الغاز وهم يرددون "رجالة… سوايسة"، فيما حاول البعض منهم الرد على سلاح قوات الأمن بالحجارة.


وهتف متظاهرو السويس "لا إله إلا الله والسيسي عدو الله" و"ارحل ارحل".
وتداول نشطاء مقاطع مصورة لأشخاص ينزفون دماءً قائلين بأن الأمن المصري "أطلق رصاصاً حياً وخرطوشاً" على المتظاهرين. 
ولم يتسن لرصيف22 التحقق من دقة ما ورد في الفيديو، لكن صحيفة الغارديان البريطانية أشارت إليه في مقالها المنشور في 22 أيلول/سبتمبر.
وشاركت النساء في الاحتجاجات بإلقاء الزجاجات والأواني من شرفات بيوتهن على قوات الشرطة والمدرعات التي حاولت تعقب المتظاهرين والقبض عليهم.

استهداف من يقوم بالتصوير

واستهدف أحد أفراد الأمن سيدة كانت تصور بهاتفها المحمول من بيتها تعقب الأمن للمتظاهرين حين ألقى عليها قنبلة غاز وهي في عقر دارها وأمرها "اطفي (اغلقي الهاتف) يا هانم" أو اغلقي الهاتف، لتصرخ السيدة ثم يتوقف البث.

وبث شخص يدعى محمد سعيد مقطعاً مصوراً قال فيه "قوات الأمن أسفل منزلي… جاءت لاعتقالي وأنا لم أفعل شيئاً سوى التصوير (تظاهرات السويس)"، قبل أن يختم بصوت يظهر فيه الرعب "أستودعكم الله… يقفون أسفل منزلي الآن".
في الأثناء، تحدث العديد من النشطاء عن قيام السلطات بنشر مجموعة من العناصر التابعة لها للتوغل بين المتظاهرين محذرين من عواقب وخيمة قد تسيء إلى سلمية التظاهرات. 

ماذا عن القاهرة؟

أما العاصمة المصرية فتحولت إلى ثكنة عسكرية لاسيما المناطق الحيوية منها ومناطق التجمعات مثل ميدان التحرير.
وبحسب ما كتبه الناشط المعارض والصحافي البارز حسام بهجت عبر حسابه على فيسبوك فإن "(ميدان) التحرير ليس فقط محاطاً بعربات الشرطة بمختلف أحجامها ومن كل اتجاه، لكنه يشهد تواجداً مكثفاً للمخبرين بمعدل مخبر واحد معه جهاز (اتصال) لاسلكي لكل مواطن".
وأضاف: "أما الرتب الكبيرة، فقد عاودت النزول كما في السابق وهي توجد على النواصي… الحركة والمرور عاديين، لكن الصمت عجيب في الميدان"، مشيراً إلى أن الأمن "يستوقف المواطنين المارين بالميدان لتوجيه الأسئلة والتفتيش دون القبض على أحد… من يجرى توقيفهم هم المراهقون الذكور فقط". 

تهديد عبر الأبواق الإعلامية

وعبْر الإعلامي الموالي للنظام أحمد موسى، خرج تهديد صريح من السلطات لجميع المتظاهرين الذين خرجوا في 20 أيلول/سبتمبر، بالاعتقال والمحاكمة حين أشار موسى عبر التلفزيون مخاطباً من يتظاهر إلى أن البلد جميعها مراقبة بالكاميرات.
وقال موسى: "هذه دولة قانون (في إشارة إلى قانون حظر التظاهر)، كل من شارك أو أساء سوف… (يقبض عليه) نعم بالطبع، حتى إذا كان عاد إلى بيته آمناً ليس آمناً… سيحاسب بالقانون" مردفاً "من لم يقبض عليه أمس سيقبض عليه اليوم أو غداً أو بعد غد… وقته سيأتي… لن يهرب".

ثم تابع قائلاً: "لقد ظهر… ميدان التحرير مليء بالكاميرات، ووسط البلد (وسط العاصمة القاهرة) كذلك… وفي جميع الأماكن التي خرجوا فيها في المحلة والإسكندرية (شمال البلاد) جميعها كاميرات".

وأردف: "هذه دولة ليست فوضى… ستكون هناك إجراءات وخطوات (ضد المتظاهرين)".

وفي 20 أيلول/سبتمبر، خرج مئات المصريين إلى الشوارع في عدة مدن مطالبين الرئيس السيسي ونظامه بالرحيل، احتجاجاً على الأوضاع الاقتصادية المتدهورة وانتهاكات حقوق الإنسان والحريات.

مدينة السويس المصرية تشهد تظاهرات ليلية مناهضة لنظام السيسي لليوم الثاني على التوالي، تطالبه بالرحيل والسلطات تواجهها بالغاز المسيل للدموع، أما النشطاء فيؤكدون أن الأمن أطلق الرصاص الحي والخرطوش وتعقّب كل من قام بالتصوير
الإعلامي الموالي للنظام المصري أحمد موسى يهدد كل من يخرج في التظاهرات بالاعتقال والمحاكمة وبأنه "ليس آمناً" لأن البلاد جميعها مراقبة بالكاميرات


خرج بعض المصريين في تلك المدن استجابةً لدعوة أطلقها مقاول شاب يدعى محمد علي اتهم الرئيس المصري وقادة في الجيش بالفساد وهدر الملايين على مشروعات غير هامة فيما يرزح واحد من كل 3 مصريين تحت خط الفقر (يعيشون على أقل من 1.40 دولاراً يومياً)، وفق أرقام رسمية حديثة.

وكانت حكومة السيسي قد فرضت تدابير تقشفية صارمة منذ عام 2016، في إطار التزامها بحزمة قروض بقيمة 12 مليار دولار تلقتها من صندوق النقد الدولي.

ويرى مراقبون أن الأعداد القليلة نسبياً، من المحتجين لا تعبر عن حجم الغضب الشعبي تجاه قادة الدولة، مرجحين أن تكون عدة عوامل خلف ثني المصريين عن الخروج أبرزها الخوف من البطش الأمني وعدم الثقة في فرص نجاح محاولة الثورة على النظام الديكتاتوري.

ويتسق هذا الرأي مع ما كشفه الصحافي والناشط المصري محمد الجارحي، صاحب مشروع مستشفى 25 يناير لغير القادرين، عبر حسابه في تويتر، في 22 أيلول/سبتمبر، حيث قال: "أقر وأعترف أني أصبحت جباناً، أخشى على بناتي من البهدلة، وأمي، وحلم عمري (المستشفى)، أشاهد ما يحدث لإني لا أفهم ما يجري، لكن حزين أني أصبحت هذا الشخص".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image