شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
عن البطريركية والتراث الغنائي والأدب والمسرح السوري المعاصر

عن البطريركية والتراث الغنائي والأدب والمسرح السوري المعاصر

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الأحد 8 سبتمبر 201911:31 ص

أعدّت هذه المادة نورا أبو حمزة ضمن شباب22 "You22"، برنامج زمالة رصيف22 الذي ترعاه D-Jil، بالاعتماد على منحة مشتركة بتمويل من الاتحاد الأوروبّي، تشرف على تنفيذها CFI.

تقدم المقالة تقريراً عن فعالية ثقافية نظمتها مؤسسة "اتجاهات"، وهي اللقاء الثالث المفتوح حول البحث الثقافي في الجامعة الأمريكية في بيروت.

حفظ التراث الغنائي الفراتي

في الجلسة الأولى، تناول النقاش التراث الثقافي المحلّي السوري الذي ينال اهتماماً كبيراً من عدّة جهات، حيث تمّت فيها مناقشة سمات وخصائص بعض مكوّنات التراث الثقافي المحلي لمنطقتي جبل العرب ووادي الفرات، أما الجلسة الثانية فكانت عن بعض الأسئلة حول الكتابة الإبداعية الراهنة ومنتجيها.

"من لا يعرف ثقافته لا يستطيع الدفاع عن بلده" هكذا ابتدأت الجلسة الأولى من اللقاء، فتكلمت نسرين علاء الدين وآلاء عليوي، عن بحثهما حول حفظ التراث الغنائي الفراتي في سوريا الذي يتميز بنوعي الغناء (الموليا والسويحلي).

ركز البحث على المقارنة بين منطقتي دير الزور والرقة، حيث التراث متشابه جداً ولكنه تغير مع الزمن، ووصلتا لنتيجة أن هناك تهميشاً كبيراً، سياسياً واجتماعياً وثقافياً، من الأفراد وأيضاً أن من الإعلام الذي لا يقوم بتسليط الضوء على هذا التراث ولا يقوم بأي مجهود لحفظ التراث الغنائي في المنطقة الشرقية، كما تطرّقت الباحثتان إلى المدِّ الديني المتزمّت في المنطقة الشرقية، والذي يؤدي إلى تحريم العزف والغناء ما يؤدي إلى ضياع التراث الغنائي الفراتي.

ونبّهت الباحثتان إلى أن تحريم الغناء على النساء يؤدي إلى صعوبة توثيق الأعمال الغنائية التراثية التي تقوم فيها النساء بأدوار الغناء.

 البطريركية في التراث الثقافي لجبل عرب

أما هناد الشحف، فقد بحث حول البطريركية في التراث الثقافي لجبل عرب. استناداً على كتاب نشأة البطريركية (لغيردا ليرنر)، تحدث الشحف عن النظام الإقطاعي السائد وعن قساوة العيش في تلك البيئة، التي  بدأت في أواخر القرن السابع عشر فترة استقرار السكان فيها.

فحدّد الشحف الإشكالية في العلاقة بين البطريركية والموروث الثقافي لجبل العرب. من العادات والتقاليد والمعتقدات.

من أبرز النتائج التي توصل إليها هذا البحث، تجلّي البطريركية في أطر رئيسية، هذه الأطر تتضمّن مجموعة من الآليات الثقافية التي تولد البطريركية، وأخرى تقوم على تكريسها، هي المعتقدات الدينية و التدين، والجندرية التي تتضمن تعظيم الذكورة و تبخيس الإناث، وذلك يظهر في عده أمثال شعبية في مجتمعاتنا العربية منها : "مش كل مين حبلت جابت صبي" أو "الله يطعمك ولد أبرك منها"، وضمن التمييز الجندري هناك ثنائية السيطرة و الخضوع، حيث تصبح السيطرة وظيفة اجتماعية للذكر، أما الخضوع فهو وظيفة اجتماعية للإناث. وهنا أشار الباحث أن جرائم الشرف لازالت موجوده في جبل عرب ومستخدمة.

الباحث هناد الشحف

أما الآلية الثالثة والأخيرة فهي تتجلّى بالتنشئة الاجتماعية التي تلعب دوراً كبيراً ومؤثراً، فهناك تبعية الأصغر للأكبر، من خلال مثال احترام الأكبر سنّاً.

من ثم ينقلنا الشحف للتحدث عن العصبية العشائرية المبنية على الولاء، فيحدثنا عن القضاء العشائري، وثم يقوم بتوضيح فكرة أن العائلات تصدر البيانات بوجود زعيم، لذلك السلطات الرسمية تتعامل مع الوحدات الإدارية للقرى حسب الزعامات الذكورية.

أخيراً تكلم الشحف عن استعمال سكان جبل عرب "المضافة"، ففيها تفرض العائلات "آداباً" معينة تحدّد ما الذي يسمح بالحديث عنه وكيف ومتى، بالإضافة الى وجود الصور المعلقة على الجدران للمشايخ وللزعماء والتي بدورها تسلّط الضوء على مفهوم البطريركية الذكورية.

 حاول السوريون توثيق واقعهم للتغلب على الرواية الرسمية، خوفاً على التجارب من النسيان، فابتكروا أدواتٍ جديدة للتعبير

 في بحثه الذي يتناول العلاقة بين البطريرطية والموروث الثقافي لجبل العرب، أشار الباحث هناد الشحف إلى أن جرائم الشرف لا زالت موجودة في جبل العرب، في ثقافة تضمن فيها المعتقدات والممارسات الاجتماعية  تعظيم الذكورة و تبخيس الإناث، ونتنج أمثلاً كـ"الله يطعمك ولد أبرك منها"

الأدبية والتوثيق، نماذج روائية سورية معاصرة

الجلسة الثانية ابتدأتها الباحثة علا المصياتي، عن ورقةٍ بحثيةٍ بعنوان (الأدبية والتوثيق، نماذج روائية سورية معاصرة) حيث اعتمدت على ثلاثة نماذج و قالت: "تطلبت الموضوعات الجديدة القادمة من صلب التغيير آليات توثيق جديدة للواقع، مختلفة عن محاولة كل شخص لرؤية ما حصل وما يجري، وهذا ما أثر على شكل الكتابة وطريقتها".

ووضحت الباحثة أن الناس اليوم يشهدون على الحدث، ولذلك حاول السوريون توثيق واقعهم للتغلب على الرواية الرسمية، خوفاً على التجارب من النسيان، فابتكروا أدواتٍ جديدة للتعبير، هنا تجلّت إشكالية البحث في "كيف حاكى الكتّاب السوريون واقعهم في السنوات الممتدة بين 2013 و 2017، وهل قدّمت الرواية السورية وجهه نظر عن المجتمع؟ وما الدور الذي لعبه كل من التخييل والتوثيق في كتابه الروايات السورية المعاصرة؟

الباحثة علا المصياتي

لذلك ركّزت نطاق بحثها على ثلاث روايات تتحدث عن الأزمة السورية بطرق مختلفة وتعبّر عنها، الرواية الأولى: "الذين مسهم السحر" للكاتبة روزا حسن، التي حدثتنا عن سحر التغيير وكسر حاجز الخوف، من خلال استخدام الأزمنة في آن معاً، وكان هناك عدد من الرواة لمحاكاة الواقع الأليم ومرارة الحرب والتدمير والتهجير.

الرواية الثانية "الموت عمل شاق" لخالد خليفة، التي تلخّص المحنة السورية بامتياز، وهي تبدأ بوصيه أب لابنه "بلبل" لدفنه بقريته البعيدة "العنابية" فعندها يلبي الابن هذا الطلب الذي يبدو عملاً سهلاً، لكنه في الحقيقة كان صعباً ومثقلاً جداً. في النهاية ختمت علا المصياتي بحثها برواية "المشاءة" لسمر يزبك، حيث تحدثت عن بطله الرواية، وهي طفلة تملك مقومات جسدية غريبة للغاية، تحاول الروي عن تجربة العيش في سوريا، تصف الطفلة - الراوية ما يجري في دوما وتحول القصف لألوان وموسيقى وأصوات. هذه الشخصية تعرفنا على حكايات عديدة، وكأنها تشير إلى صعوبة وصف الحكايات السورية.

رصدت الباحثة في كل منهم التقنيات المستعملة من قبل الأدباء والأديبات في التعبير عن الحدث السوري وفي رواية الراهن الاجتماعي السوري اليوم، من خلال الدمج بين التوثيق والتخييل.

المسرح... حضور وغياب الذات

في استكشاف لمفهوم الهوية والذات في النص المسرحي السوري المعاصر، قدمت  الباحثة "لمى عبد المجيد" ورقة بحثية بعنوان "حضور وغياب الذات في خطاب المسرح السوري"، قامت فيها بسبر أهمّ الرؤى والعوامل النفسية التي تشكّل هوية الذات، ضمن الظرف التاريخي الذي يعيشه المسرحيون في الفترات الأخيرة، سواء داخل سورية أو خارجها.

اختارت عبد المجيد أربعة نصوص تتحدّث عن "الأنا" و"الهنا" السوريين، وعن الصراع التي تتخبط فيه الذات بين الوجود والخضوع، وهي "حبك نار، مضر الحجي"، "وقائع مدينة لا نعرفها، وائل قدور"، "هن، آنا عكاش"، و"هدنة، عدنان أزروني".

الباحثة وديعة فرزلي، التي قدّمت أيضاً على المسرح السوري،  بالتركيز على ما أنتج منه في ألمانيا، حملت ورقتها البحثية عنوان "موضوعة اللجوء في المسرح السوري – الألماني". بيّنت الباحثة الكيفية التي ينطرح من خلالها موضوع اللجوء في المسرح السوري في ألمانيا، وتساءلت ما إذا ساهمت هذه المعالجات المسرحية في تنميط صوره اللاجئ السوري في المجتمع الألماني أم العكس.

فاعتمدت على دراسةٍ تحليلية لمجموعةٍ من العروض المسرحية السورية التي قُدّمت على مسارح ألمانيا خلال 2017-2018، وهي: (أفيجينيا، عمر أبو سعدة ومحمد العطار)، (أوديسة، أنيس حمدون)، و(Please repeat after me، لزياد عدوان)، وبيّنت الكيفيات المختلفة لكل منها في تعامل هذه العروض المسرحية المتنوعة مع تيمة اللجوء، وصورة اللاجئ في المجتمع الألماني.

صورة المقال لـ Rostyslav Savchyn تصور لاجئة سورية وابنتها 


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image