وصل اللاجئ الفلسطيني إسماعيل عجّاوي، في 2 أيلول/سبتمبر، جامعة هارفارد بعد 10 أيام على ترحيله من قبل مسؤولي هيئة الجمارك والحدود الأمريكية إلى لبنان، قبل ساعات على بدء العام الدراسي الجديد في 3 أيلول/سبتمبر.
وقد أصدرت عائلة عجّاوي (17 عاماً) بياناً، في 2 أيلول/سبتمبر، عبر محاميه لتقديم الشكر لأولئك الذين أبدوا دعماً له وساعدوه على تحقيق حلمه، بحسب ما نشرته صحيفة The Harvard Crimson التابعة للجامعة.
شكر ورجاء
ورد في بيان العائلة أن "الأيام العشرة الأخيرة كانت صعبة ومليئة بالقلق، لكننا ممتنون للغاية لآلاف رسائل الدعم وخاصةً جهود المؤسسة الأمريكية الشرق أوسطية لخدمات التعليم والتدريب غير الربحية (AMIDEAST)".
وأردفت العائلة في بيانها "إننا نقدر حقاً الجهود التي بذلها الكثير من الأفراد والمسؤولين في لبنان وواشنطن وماساتشوستس وهارفارد والتي مكنت ابننا إسماعيل من بدء دراسته في هارفارد مع زملائه".
وتمنت أيضاً "أن يحترم الجميع خصوصيتنا وخصوصية إسماعيل الذي يمكنه الآن التركيز ببساطة على الاستقرار في الكلية وعمله الدراسي المهم".
من جهته، أعرب رئيس AMIDEAST تيودو
وأردف قائلاً: "إسماعيل شاب مشرق، مكّنه عمله الشاق والذكاء والدافع من التغلب على التحديات التي ما زال شباب اللاجئين الفلسطينيين يواجهونها للحصول على منحة دراسية".
أما مكتب وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في الولايات المتحدة فنشر عبر حسابه على تويتر "نشعر بسعادة غامرة لرؤية عجاوي، أحد أبنائنا الطلاب السابقين في لبنان، قد عاد إلى الولايات المتحدة ووصل هارفارد بسلام في الوقت المناسب لبدء دراسته”… صمودك سيخدمك كثيراً خلال مسيرتك الأكاديمية".
منشورات الأصدقاء تغضب واشنطن
وعجّاوي أحد اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في مخيم الرشيدية في مدينة صور (جنوب لبنان). وكان قد اجتاز مرحلة الثانوية العامة، في دير ياسين التابعة للأونروا، بحلوله في المرتبة الأولى على جنوب لبنان والثامنة على مستوى لبنان. وقد قرر دراسة البيولوجيا الفيزيائية والكيميائية في جامعة هارفارد قبل التخصص في مجال الطب.
وكان عجّاوي قد منع من دخول الولايات المتحدة بعد ثماني ساعات من الاستجواب في مطار بوسطن لوغان الدولي، في 23 آب/أغسطس الماضي، بسبب منشورات "معادية للولايات المتحدة” نشرت على حسابات أصدقائه في فيسبوك.
اللاجئ الفلسطيني إسماعيل عجّاوي يصل إلى جامعة هارفارد للدراسة، قبل 24 ساعة من انطلاق العام الدراسي، بعدما أثار ترحيله من أمريكا من قبل مسؤولي الهجرة تعاطفاً عالمياً واسعاً
وقال عجّاوي آنذاك للصحيفة الطلابية إنه سئل عن ممارساته الدينية في لبنان، وجرى تفتيش هاتفه وتتبع مشاركات أصدقائه عبر مواقع التواصل الاجتماعي ورفضت جميع محاولاته لشرح الأمور.
وأثارت الصعوبات التي واجهها عجاوي في دخول الولايات المتحدة غضب مجموعات من طلاب هارفارد، التي تقدم العديد منها بالتماس يدعمه، وقّع عليه أكثر من 7000 شخصٍ حتى ليلة 2 أيلول/سبتمبر.
وجاء في الالتماس: "في أعقاب الخطاب العنصري لهذه الإدارة (الأمريكية) حول الهجرة، فإننا نسعى إلى تحرك الكونغرس من أجل سلامة وأمن جميع المهاجرين. على وجه التحديد، من المهم الاعتراف بأن اللاجئين الفلسطينيين هم أحد أكثر السكان استهدافاً من خلال سياسات الهجرة غير الإنسانية".
كما أثارت أزمة عجّاوي الانتقادات للإدارة الأمريكية الحالية بـ"إتباع سياسات هجرة منحازة وفرض قيود على الزوار والطلاب من البلدان العربية والإسلامية".
ودعمت عضوة الكونغرس الأمريكي من أصل فلسطيني رشيدة طليب حق عجّاوي في منحته الدراسية، مؤكدةً أنه "لا ينبغي أن يسلب حلم هارفارد الذي عمل بجد لتحقيقه" و"ينبغي أن يكون في الولايات المتحدة يستعد للدراسة في الوقت الحالي"، بحسب ما كتبت قبل أيام على تويتر.
واستنكر سياسيون ومشاهير وإعلاميون ما قام به مسؤولو الحدود لرفضهم دخول اللاجئ الفلسطيني الذي جذبت قصته أيضاً اهتمام وسائل الإعلام الأمريكية والدولية، وصدرت تصريحات داعمة لحقه في المنحة من عدة منظمات بما في ذلك وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) ومؤسسة الحقوق الفردية في التعليم ومقرها الولايات المتحدة.
في الأثناء، كان المسؤولون في جامعة هارفارد وAMIDEAST، يعملون بجد مع المسؤولين الفيدراليين لضمان قدرة عجّاوي على اللحاق بالدراسة في الوقت المحدد.
وكان المتحدث باسم جامعة هارفارد جوناثان سواين قد صرح، في الأسبوع الماضي، بأن المسؤولين في الجامعة يعملون لحلّ الموضوع مع مسؤولي الهجرة قبل بدء الفصل الدراسي.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...