لم تكتمل فرحة اللاجئ الفلسطيني إسماعيل عجّاوي (17 عاماً) بحصوله على منحة دراسية كاملة للالتحاق بجامعة هارفارد في مدينة كامبردج الأمريكية يوم 16 آب/أغسطس، حين أعلنت صحيفة The Harvard Crimson التابعة للجامعة في 27 آب/أغسطس أن شؤون الهجرة في الولايات المتحدة رحّلت الطالب اللاجئ.
وأشارت الصحيفة الجامعية إلى أنه بينما يستعد الطلبة لدخول السكن الجامعي، يواجه عجّاوي، المقيم في مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين في مدينة صور (جنوب لبنان)، مصيراً مجهولاً، ناقلةً تفاصيل ما تعرّض إليه قبل إلغاء تأشيرته مساء الجمعة 23 آب/أغسطس بعد ساعات قليلة من وصوله مطار لوغان في مدينة بوسطن، والسبب منشورات لأصدقائه في فيسبوك اعتبرت "مناهضة للولايات المتحدة".
واستُجوب عجّاوي ثماني ساعات من قبل المسؤولين في شؤون الهجرة الذين سألوه عن ديانته والممارسات الدينية في لبنان، كما فتشوا هاتفه وحاسوبه الشخصي، وفق تصريحه.
وتصفّح المسؤولون حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي مدة خمس ساعات، وطرحوا عليه أسئلة متعلقة بمنشورات أصدقائه. يقول عجّاوي: "كلّما طلبت الهاتف لأُوضح لهم منشوراً ما، كانوا يرفضون، ويطلبون منّي أن أجلس في مقعدي، دون أي حركة".
وأضاف: "بعدما انتهت الساعات الخمس، صرخت مسؤولة في وجهي، وقالت لي إنها وجدت منشورات سياسية تعارض الولايات المتحدة على مواقع التواصل من قبل أصدقائي".
وقال العجّاوي إنه أبلغها بأنه لم يقم شخصياً بالكتابة أو بالمشاركة في أي من المنشورات السياسية، "ومن المفترض ألا أكون مسؤولاً عمّا يكتبه رفاقي".
وتابع في بيان لـ The Harvard Crimson: "قلت لهم إن لا علاقة لي بأي منشور، وإنني لم أضع إعجاباً حتى، ولا قمت بإعادة النشر، ولا التعليق"، موضحاً أنه لا يملك منشوراً سياسياً واحداً عبر حساباته على مواقع التواصل.
وعليه، ألغت شؤون الهجرة في الولايات المتحدة تأشيرته، سامحةً له بمكالمة مع أهله، وفقاً لتقرير الصحيفة الجامعية.
"تخيّل أنك لاجئ فلسطيني في لبنان، حظيت بالدراسة في هارفارد التي تعدك بحياة جيدة، والانتقال إلى الولايات المتحدة، التي تعد حلماً لكثيرين، ثم تُرحَّل"… هذه قصة إسماعيل عجاوي
الولايات المتحدة ترحّل لاجئاً فلسطينياً حلّ في المرتبة الأولى في جنوب لبنان وفي المرتبة الثامنة على مستوى لبنان في الامتحانات الرسمية للشهادة الثانوية، بعد تلقيه منحة دراسية كاملة في جامعة هارفارد… والسبب منشورات أصدقائه في فيسبوك
نعمل لحلّ الموضوع
أوضح المتحدث باسم جامعة هارفارد، جوناثان سواين، من جهته، أن المسؤولين في الجامعة يعملون لحلّ الموضوع مع مسؤولي الهجرة قبل أن يبدأ الفصل الدراسي يوم 3 سبتمبر/أيلول، مشيراً إلى أن للجامعة مختصين للعمل على من تُرفض تأشيراتهم/ن مثل عجّاوي الحاصل على منحة كاملة من المؤسسة الأمريكية الشرق أوسطية لخدمات التعليم والتدريب غير الربحية (AMIDEAST).
وأشار عجّاوي إلى أنه في تواصل أيضاً مع AMIDEAST التي عيّنت محامياً له.
في هذا السياق، قال المتحدث باسم هيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية (CBP) مايكل مكارثي إن دخول الطالب الفلسطيني إلى الولايات المتحدة اعتُبر "غير مقبول" بناءً على المعلومات التي تم اكتشافها أثناء التحقيق من دون أن يكشف عن الخطر الذي يشكّله الفتى الفلسطيني على أمن الولايات المتحدّة نظراً لـ"سرية" معاملات التأشيرة.
كم إسماعيل يُرحَّل؟
وتفاعل روّاد التواصل مع نبأ ترحيل عجاوي،
فقال طالب في هارفارد إن "ترحيل إسماعيل عجاوي سرق حماسة عودته إلى الجامعة هذا العام"،
متسائلاً: "كم إسماعيل يتم ترحيله يومياً من الولايات المتحدة؟ كيف يمكننا إصلاح عمليات الهجرة، لنتأكد من عدم ترحيل أي مهاجر بسبب منشورات على مواقع التواصل أو بسبب المعتقدات الدينية؟"
و
قال آخر "لا يهتمون إذا كنت لاجئاً سياسياً، أو قادماً لتتعلّم. إذا كنت مهاجراً، يعاملونك أقل من إنسان".
في حين
اختصر مغرّد الكثير من خيبات الأمل بقوله: "تخيّل أنك لاجئ فلسطيني في لبنان، حظيت بالدراسة في هارفارد التي تعدك بحياة جيدة، والانتقال إلى الولايات المتحدة، التي تعد حلماً لكثيرين، ومن بعدها تُرحَّل بسبب منشور يعود لإصدقائك…".
أثناء دراسة عجاوي في ثانوية دير ياسين التابعة لوكالة الأونروا،
حلّ في المرتبة الأولى في جنوب لبنان وثامناً على مستوى لبنان في الامتحانات الرسمية للشهادة الثانوية في فرع علوم الحياة بمعدل 18.82 على 20، مقرراً دراسة البيولوجيا الفيزيائية والكيميائية في جامعة هارفارد تمهيداً لتخصصه في الطب لاحقاً. وكان قد حصل على درجة امتياز في الشهادة الرسمية المتوسطة، حائزاً المرتبة الثالثة على مستوى لبنان قبل ثلاث سنوات.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
نُور السيبانِيّ -
منذ يومالله!
عبد الغني المتوكل -
منذ يومينوالله لم أعد أفهم شيء في هذه الحياة
مستخدم مجهول -
منذ يومينرائع
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ أسبوعتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت