شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
مقال رئيس الوزراء البريطاني عن النقاب تسبب بتضخم الإسلاموفوبيا بـ375%

مقال رئيس الوزراء البريطاني عن النقاب تسبب بتضخم الإسلاموفوبيا بـ375%

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الثلاثاء 3 سبتمبر 201902:26 م

كشفت منظمة "Tell MAMA" البريطانية غير الحكومية المعنيّة برصد نزعات الكراهية الموجّهة ضد المسلمين في 2 أيلول/سبتمبر عن أن الإسلاموفوبيا (رُهاب الإسلام والعداء ضد المسلمين) زادت بنسبة 375% بعد كتابة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في عام 2018 مقالة شبّه المنقبات فيها بـ"صناديق البريد" و"لصوص المصارف".

وقالت المنظمة التي تأسست في عام 2012 في تقريرها السنوي إن واقعتين أحدثتا طفرة في حوادث كراهية الإسلام ومعاداة المسلمين في بريطانيا خلال عام 2018، الأولى ما سُميّ بـ "يوم معاقبة المسلم"، إذ دعت مجموعة من الأشخاص أن يتم تخصيص الثالث من نيسان/أبريل يوماً "لمعاقبة مسلم"، وكلّما زاد الأذى كضرب مسلم، أو خلع حجاب سيدة مسلمة، حصل المعتدي على "نقاط أكثر"، والثانية كانت كتابة جونسون مقالة شبّه المنقبات فيها بـ"صناديق البريد" و"لصوص المصارف".

ولفتت المنظمة إلى أن الأسبوع الذي تلا نشر المقالة شهد 38 حادثاً إسلاموفوبياً مقارنة بثمانية حوادث في الأسبوع الذي سبقه، ومن الـ38 اعتداء، شمل 22 منهم سيدات منقبات، وهو ما يُشير إلى تأثّر نسبة لا بأس بها بمقالة جونسون.

وسجّلت المنظمة 57 حادثاً إسلاموفوبياً في الأسابيع الثلاثة التي تلت نشر المقالة، مؤكدة أن 32 من الضحايا نساء مسلمات. وأشارت "Tell MAMA" إلى أن 42% من المعتدين في الأماكن العامة تطرقوا إلى جونسون وخطابه المستخدم في مقالته.

منظمة بريطانية تكشف عن أن الإسلاموفوبيا (رُهاب الإسلام) زادت بنسبة 375% بعد كتابة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في عام 2018 مقالة شبّه المنقبات فيها بـ"صناديق البريد" و"لصوص المصارف"
"إنه أمر سخيف أن تبدو النساء أشبه بصناديق البريد"... مقالة لرئيس الوزراء البريطاني عن النقاب تتسبب بزيادة نسبة الإسلاموفوبيا في بريطانيا بنحو 375%

"البرقع ظالم"

وفي مقاله الذي تزامن مع حظر الدنمارك للنقاب، قال جونسون إن لديه "كامل الحق" في أن تخلع المرأة المسلمة نقابها عند التحدث إليه في مكتبه، مضيفاً أنه يجب تطبيق هذا الإجراء أيضاً في المدارس والجامعات حتى "لا تتحول الطالبات إلى ما يشبه لصوص البنوك". واعتبر أنه أمر سخيف أن تبدو النساء "أشبه بصناديق البريد".
وكتب: "إذا قلت لي إن البرقع ظالم، فسأتفق معك. وإذا قلت إنه أمر مريب ونوع من الاضطهاد، فسأتفق معك تماماً، وسأضيف أنني لا أجد أي سند شرعي في النص القرآني يبرر مثل هذه الممارسة".

معاقبة المعتدين نادرة

وقال متحدث رسمي باسم المنظمة إن زيادة نسب التمييز وخطابات الكراهية ضد المسلمين تُشير إلى أن زيادة نسب عدم التسامح والكراهية بشكل عام، لافتاً إلى أن نادراً ما تتم معاقبة المعتدين في هذه الحالات وأنه من الصعب تقديم حلول مُرضية للضحايا. 
وأضاف أنه في العام الجاري تم رصد ظاهرة الاعتداء اللفظي على الإسلام والمسلمين بشكل لافت. ورصدت المنظمة منذ تأسيسها 1072 اعتداءً إسلاموفوبياً، من بينها 745 حادثة في الأماكن العامة، و327 عبر الإنترنت.
وفي عام 2018، حدثت الغالبية العظمى من الاعتداءات بحق المسلمين في الأماكن العامة، وزادت نسبتها في الأماكن الخاصة 11% مقارنة بعام 2017، كما زادت نسبة الاعتداءات في أماكن العمل 8% مقارنة بالعام الذي سبقه.
وشكّلت النساء نسبة 57% من ضحايا الاعتداءات، بينما شكّل الرجال النسبة الأكبر من المعتدين. وفي هذا السياق، تقول مديرة المنظمة، إيمان عطا، إن "كراهية الإسلام والمسلمين أصبحت ظاهرة لا تزول، بل يتم تضخيمها منذ أن بدأنا في مساندة ضحاياها في عام 2011. نطالب جميع السياسيين ببناء مستقبل أفضل لهذا البلد".

تراجع كراهية المسلمين في ليفربول

في سياق متصل، أظهرت دراسة نشرها معهد سياسات الهجرة البريطاني في أيار/مايو الماضي بعنوان "هل يمكن للمشاهير تخفيف التحيز: تأثير محمد صلاح على سلوكيات العداء والمواقف المعادية للمسلمين" أن انتقال اللاعب المصري محمد صلاح إلى نادي ليفربول الإنجليزي (2017) أدى إلى تراجع هجمات الكراهية في مقاطعة ميرسيسايد البريطانية التي تقع فيها مدينة ليفربول بنسبة 18.9%.  
ولفتت الدراسة إلى أن نسبة التغريدات المسيئة للمسلمين لدى جماهير نادي ليفربول انخفضت بمقدار النصف (من 7.2%  إلى 3.4%) مقارنة بجماهير بقية النوادي البريطانية، وذلك بعدما رصدت 15 مليون تغريدة من جماهير كرة القدم في المملكة المتحدة.
وخلُصت الدراسة إلى أن هذه النتائج تؤكد أهمية النماذج التي تقدمها الشخصيات العامة في المجتمع، ومدى تأثيرها في تغيير اتجاهات الأفراد فيها.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image