شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
من

من "عاصفة الحزم" إلى "إعادة جنودنا البواسل"... كيف تبدل موقف الإماراتيين من اليمن؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأربعاء 21 أغسطس 201906:57 م

دعا العديد من الإماراتيين، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلى إعادة جنود بلادهم من اليمن، بالتزامن مع توجيه انتقادات واتهامات مباشرة لأبو ظبي بدعم متمردين في جنوب اليمن، رفضتها الإمارات بشدة.

وتصدر وسم #إعادة_جنودنا_البواسل_للوطن قائمة الأعلى قراءة في الإمارات والسعودية ومصر في الساعات الأخيرة. واستنكر المغردون الإماراتيون توجيه اتهامات لبلادهم بالوقوف ضد "الشرعية" في اليمن ودعم متمردين جنوبيين.

تضحيات ومساعدات إنسانية

وأشار هؤلاء إلى أن "تضحيات جنود الإمارات هي التي حررت الكثير من المناطق اليمنية"، وأوقفت "ظلم وإجرام الحوثيين” على حد تعبيرهم فيما سلط آخرون الضوء على الجهود الإنسانية لبلدهم لإغاثة اليمنيين أمام خطر المجاعة وتفشي الأوبئة.

وتحدث مغردون إماراتيون وسعوديون كذلك عن "مخطط إخواني لتشويه صورة الإمارات والتحالف العربي" الذي تشارك فيه إلى جانب حليفتها السعودية منذ العام 2015، متسائلين عن جدوى البقاء في اليمن بينما حكومتها المعترف بشرعيتها "هاربة ونائمة في العسل".

مجرد دعوة شعبية؟

ومنذ حزيران/يونيو الماضي، تتحدث تقارير إعلامية عن "رغبة إماراتية للانسحاب من اليمن"، نفى صحتها وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، في تموز/يوليو الماضي، مشيراً إلى أن ما تقوم به بلاده هو "إعادة انتشار لقواتها فقط" مشدداً على أنها وبقية التحالف "باقون في اليمن".

لكن كثيراً ما تتحرك منصات مواقع التواصل الاجتماعي في الإمارات لتأييد الموقف الرسمي لا العكس، ويعني هذا أن الدعوة إلى سحب الجنود الإماراتيين من اليمن ربما يكون مبعثها رغبة المسؤولين، ويتضح ذلك من "الثقة" و"اللهجة القوية" التي استخدمها مغردون إماراتيون بارزون لتحريك هذه الدعوة.

فكتب الخبير العسكري والإستراتيجي الإماراتي خلفان الكعبي، عبر تويتر: "الإمارات أرسلت أبطالها لنصرة اليمن وحققوا وحرروا المناطق المحددة لهم في وقت قصير... تخاذل (الحكومة) الشرعية وحزب الإصلاح واضح ورجال الجنوب يستحقون الدعم وهم في مرحله حساسة للغاية".

وأردف في تغريدة أخرى: "المملكة تستحق كل الدعم والأمور أصبحت واضحة، الرؤوس الفاسدة من الشرعية تجب إزاحتها. حوار جدة فرصة للتصحيح لن نسمح لكائن من كان بتوجيه الاتهامات للإمارات، الهمز واللمز الذي يتبعه البعض لانتقادنا سنرد عليه".

وأضاف محذراً: "(الحكومة) الشرعية تقليداً لأسيادهم الحوثة في المؤتمرات السابقة يعلنون امتناعهم عن حضور حوار جدة لا أدري ما هي انجازاتكم ومن أنتم حتى تمتنعون عن حضور حوار دعا له التحالف ستحضرون صاغرون الأفضل أن تحضروا الجنوب لن يقبل جحافلكم وميليشياتكم كلام نهائي أفهمتم".

الدعوات لم تقتصر على المطالبة بعودة الجنود الإماراتيين بل السعوديين أيضاً مشيرين إلى أنها ستكون "عودة بشرف كما ذهبوا بشرف".

في الأثناء، دعا المغرد الإماراتي المثير للجدل حمد المزروعي إلى "دعس" المعارضين لسياسة بلاده في الإمارات، معلقاً على صورة للرئيس اليمني المعترف به عبد ربه منصور هادي وهو نائم في أحد المؤتمرات بقوله "عندما كنت أنت وأبناؤك تنعمون في الفنادق، كان عيال زايد يقاتلون في ميادين العز والشرف ويقدمون التضحيات لليمن الشقيق. لعنة الله على ناكر المعروف يا الكعلة".

ما موقف اليمنيين؟

وقدمت بعض الحسابات المنسوبة ليمنيين من الجنوب الشكر للإمارات على جهودها، معتذرةً عما بدر من الحكومة المعترف بها دولياً التي وصفتها بـ"العميلة". ولم يتسنَّ لرصيف22 التأكد من حقيقة هذه الحسابات لاسيما وأنها حديثة نسبياً وتضع، غالباً، علمي السعودية والإمارات وتدافع عنهما في معظم منشوراتها.

لكن يمنيين آخرين دشنوا وسم #المتغطي_بالتحالف_عريان مبرزين "الانتهاكات" الإماراتية في اليمن، متحدثين عن دور أبو ظبي في "قتل وتشريد مواطنين يمنيين وتعميق الأزمة اليمنية ومحاولات تقسيم البلاد".

وتساءل الشاعر علي حسان الجمل عن "وعود السعودية بدحر الحوثيين وإعادة الاستقرار للبلاد ووحدة أراضيه".

وتأتي الحملة الإماراتية الحالية للانسحاب من اليمن متباينة تماماً مع الحشد السابق لدعم  عاصفة الحزم قبل نحو 4 سنوات.

اتهامات مردود عليها

وجاءت الدعوة إلى سحب الجنود الإماراتيين بعد اتهام الحكومة اليمنية المعترف بشرعيتها دولياً، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، مساء 20 آب/أغسطس، الإمارات بدعم تحركات الانفصاليين في جنوب اليمن، بعدما سيطروا بالقوة على مدينة عدن ومعسكرين لقوات تابعة لها.

وقال مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة عبد الله السعدي: "لولا الدعم الكامل الذي وفرته الإمارات تخطيطاً وتنفيذاً وتمويلاً لهذا التمرد، ما كان له أن يحدث".

ورد نائب المندوبة الدائمة للإمارات في الأمم المتحدة سعود الشامسي على هذه الاتهامات خلال الجلسة نفسها معرباً عن "أسف بلاده الشديد ورفضها القاطع جملةً وتفصيلاً هذه المزاعم والادعاءات”.

ووفق ما ذكرته وكالة أنباء الإمارات (وام)، في 21 آب/أغسطس، فإن الممثل الإماراتي أعلن تجديد بلاده "موقفها الثابت كشريك في التحالف، وعزمها مواصلة بذل قصارى جهودها لتهدئة الوضع الراهن في جنوب اليمن".

وأشار الشامسي إلى قلق بلاده البالغ والذي عبرت عنه رسمياً قبل أيام بشأن وقوع مواجهات مسلحة في عدن بين الحكومة اليمنية الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي، لافتاً إلى دعوتها "للتهدئة وعدم التصعيد من أجل الحفاظ على أمن وسلامة المواطنين اليمنيين"، ومذكراً "إجراءاتها الحاسمة ضد الحوثيين وجهودها في إعادة إعمار اليمن".

كما تحدث عن "عجز الحكومة الشرعية في اليمن عن إدارة شؤونها الداخلية وضعف أدائها" و"أجواء الانقسام الداخلي السياسي والمناطقي المستشري الذي لم تستطع الحكومة إدارته بالحوار البنّاء، والتواصل مع المكونات اليمنية كافة".

بعد اتهامات الحكومة اليمنية للإمارات بدعم الانفصاليين الجنوبيين، إماراتيون يدشنون وسم #إعادة_جنودنا_البواسل_للوطن متسائلين عن جدوى "تضحياتهم" هناك بينما المسؤولون اليمنيون "هاربون أو نائمون في العسل"
الإماراتيون الذين حشدوا بقوة لعاصفة الحزم قبل سنوات، يطالبون الآن بإعادة جنودهم إلى الوطن... ما الذي تغير؟


وعلى الرغم من مشاركة الإمارات في التحالف الذي تقوده السعودية بهدف إعادة الحكومة "الشرعية" إلى السلطة، إلا أن علاقتها بالحكومة "متوترة".

ويزعم الانفصاليون الجنوبيون في اليمن أن لهم 50 ألف مقاتل سلحتهم ودربتهم الإمارات، ويقولون إن هدفهم "استعادة دولة اليمن الجنوبي المستقلة" التي اتحدت مع اليمن الشمالي في العام 1990 بعد حرب طويلة.

وتمكن هؤلاء من السيطرة، في 10 آب/أغسطس الجاري، على مدينة عدن، التي كانت عاصمة مؤقتة لحكومة هادي، وإجبارها على مغادرة معسكرين في محافظة أبين، بعد اشتباكات مع القوات الحكومية أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات.

كما نقلت وكالة رويترز، في 20 آب/أغسطس، عن سكان ومسؤولين تأكيدهم "سيطرة  الانفصاليين الجنوبيين على معظم قواعد الحكومة اليمنية الأمنية والعسكرية قرب ميناء عدن" بينها معسكرات الشرطة العسكرية والقوات الخاصة والجيش في زنجبار (على بعد 60 كيلومتراً شرقي عدن).

ومن البداية اعتبرت الحكومة اليمنية هذه الجهود الانفصالية "انقلاباً" واتهمت الإمارات صراحةً بالوقوف خلفها. وسبق أن اتهمت الحكومة اليمنية الإمارات في أيار/مايو الماضي بـ"تدريب دفعة من 300 جندي انفصالي في عدن تمهيداً لإرسالهم إلى جزيرة نائية في بحر العرب (سقطرى) وإنزال أكثر من 100 منهم بالفعل عليها". وكانت الحكومة وجهت اتهامات مشابهة للإمارات بإنزال قوات ودبابات على الجزيرة العام الماضي.

الحكومة اليمنية ترفض مشاورات جدة

وفي سياق متصل، كان مقرراً أن تستضيف جدة، حواراً بين الانفصاليين الجنوبيين وحكومة هادي، خلال الأيام المقبلة. وبالفعل وصل عيدروس الزبيدي رئيس ما يعرف بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي" (الجناح السياسي للانفصاليين) إلى جدة مساء 20 آب/أغسطس.

غير أن وزير الخارجية اليمني محمد الحضرمي أكد عبر حساب الوزارة على تويتر "عدم المشاركة في أي حوار مع ‘الانتقالي‘ إلا بعد امتثاله لما ورد في بيان التحالف والانسحاب من المواقع التي تم الاستيلاء عليها، بالإضافة إلى تسليم السلاح وعودة القوات الحكومية وإيقاف كافة الانتهاكات".

وأشار إلى أن بلاده "بصدد التحرك لاتخاذ الإجراءات اللازمة وفقاً لما يخوله القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة لضمان إيقاف الدعم الإماراتي للمجلس الانتقالي والذي مكن عملية التمرد المسلح في عدن وأبين".

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard