شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!

"الفرصة الحاسمة للحوثيين"... الإمارات تدّعي السعي إلى حل سياسي للأزمة اليمنية

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الثلاثاء 23 يوليو 201905:24 م

أكدت الإمارات أن التحركات الأخيرة لقواتها في اليمن لا تعكس انسحاباً من التحالف الذي تقوده السعودية هناك، بل هو مجرد إعادة انتشار، مشددةً على "فخرها بدورها العسكري" في الأزمة اليمنية، برغم إقرارها بأن "الأوان آن للبحث عن حل سياسي" لها.

وفي مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أمس 22 تموز/يوليو، كتب وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش: "لنكن واضحين، الإمارات وبقية التحالف لن تغادرا اليمن. سنعمل بشكل مختلف، لكن سيبقى وجودنا العسكري".

"لا نصر سهلاً... ولا سلام يسيراً"

أضاف: "سنواصل تقديم المشورة والمساعدة للقوات اليمنية، والرد على الهجمات التي تستهدف التحالف والدول المجاورة. سنتعاون أيضاً مع الشركاء الدوليين لتأمين الوصول إلى المجاري المائية الحيوية".

وأردف: "عندما أنجزنا سحب قواتنا وإعادة نشرها في اليمن، لم يختلف هذا عن الطريقة التي بدأنا بها. كن ندرك التحديات آنذاك كما نفهمها اليوم. لم نفكر البتة في تحقيق نصر سهل، ونعي أنه لن يكون هناك سلام يسير".

وعدد ما سماه "نجاحات" التحالف في اليمن، قائلاً "حرمنا إيران من التحكم في مجرى بحري إستراتيجي آخر في المنطقة، وضمننا حرية الملاحة بين آسيا والبحر الأبيض المتوسط عبر مضيق باب المندب والبحر الأحمر وقناة السويس"، و"منعنا تكرار نموذج حزب الله اللبناني المزعزع للاستقرار. وكانت إيران تدرب الحوثيين وتعدهم للسيطرة الكاملة على اليمن للاستفادة من ذلك".

وأوضح: "نجحنا في تحييد تهديد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. وأسقطت القوات اليمنية مدعومة من التحالف الخلافة الناشئة للتنظيم في مدينة المكلا الساحلية والمناطق المحيطة بها".

وكتب وزير الخارجية كذلك: "ينبغي أن ينظر العالم بعيون فاحصة ومفتوحة إلى ما تغير في اليمن. استعادت الحكومة الشرعية السيطرة على أجزاء كبيرة من البلاد، وتعيش هذه المناطق ظروفاً أفضل حالياً. استؤنف الحوار السياسي كذلك، والقاعدة في شبه الجزيرة العربية في أضعف حال منذ سنوات، وتم التحقق من العدوان الإيراني".

ولم ينكر قرقاش خسائر التحالف. قال "لسنا عمياناً عن تكلفة هذا التقدم أو عن الصعوبات التي ما زالت قائمة. بالتأكيد، لا يزال إصلاح اليمن غير مكتمل، ولا يزال السلام الحقيقي غير محقق. لكن رغم هذا، أصبح تحقيق هذا الهدف في متناول اليد أكثر مما كان قبل أربع سنوات (فترة الحرب)".

"فرصة حاسمة" للحوثيين

ثم بيّن أن "القوة العسكرية وحدها لن تحل أبداً الصراع في اليمن، وإن هيأت الظروف لعملية سلام متجددة".

واستطرد قرقاش: "حان الوقت الآن لمضاعفة الجهود السياسية (لحل الأزمة). ينبغي للفصائل اليمنية، وخاصة الحوثيين، رؤية ما ندعو إليه الآن (الحل السياسي) على حقيقته وملخصه ‘إجراء لبناء الثقة وخلق قوة دفع جديدة لإنهاء الصراع".

وطالب "المجتمع الدولي اغتنام هذه الفرصة بردع أي طرف يسعى لاستغلال أو تقويض هذه الفرصة، والتعجيل بالتسوية من جميع الأطراف، ودعم جهود الوساطة التي تقودها الأمم المتحدة".

وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش يؤكد بقاء قوات بلاده ضمن التحالف الذي تقوده السعودية، لكنه يطرح على الحوثيين "فرصة حاسمة" للسلام

رداً على تقارير إعلامية تؤكد انسحابها من اليمن بسبب الخسائر، اعتبرت الإمارات أن سحب قواتها ليس سوى "إعادة انتشار" لتحقيق أهداف إستراتيجية

وأشار  قرقاش إلى أن اتفاق الحديدة، في العام 2018، برغم عدم اكتمال تنفيذه، ساهم في "إنقاذ الأرواح وتحسين الوضع الإنساني ووفّر موطئ قدم لعملية سياسية أوسع"، خاتماً مقاله بالقول: "نأمل أن يكون الحوثيون منفتحين على هذه الفرصة الحاسمة".

تغيير الوسائل لهدف إستراتيجي

وكان قرقاش قد استبق مقاله بتغريدتين عبر حسابه على تويتر، أكد فيهما أن "التحالف العربي في اليمن وفي قلبه السعودية الشقيقة ودولة الإمارات، صلب وقوي وعزز آلياته امتحان الأزمة والحرب. التحالف يستعد للمرحلة المقبلة بأدواته السياسية والعسكرية وبإصرار على تحقيق أهدافه الإستراتيجية".

كذلك تحدث عن كون "الحروب الحديثة معقدة وأفغانستان والعراق وسوريا أمثلة على ذلك. علماً أن التحالف العربي حقق مجموعة من أهدافه الإستراتيجية، على رأسها صد محاولات تغيير التوازنات الإستراتيجية في المنطقة وعودة الدولة وتحرير الأرض، ويبقى أمامه مشروع الاستقرار السياسي واستدامته".

وتأتي تصريحات قرقاش بعد تداول تقارير إعلامية توقعت انسحاب الإمارات من التحالف الذي تعد شريكاً رئيساً للرياض فيه منذ اندلاع الحرب على اليمن عام 2015، بسبب التكلفة العالية للصراع المستمر هناك والانتقادات الحقوقية والدولية لارتفاع الخسائر الإنسانية ورغبتها في الاستعداد لمواجهة قد تكون وشيكة مع إيران.

كما تأتي بعد 4 أيام من كشف سفير السعودية لدى الأمم المتحدة عبد الله المعلمي، في 18 تموز/يوليو، عن رغبة بلاده في إنهاء الأزمة اليمنية.

وقال المعلمي آنذاك: "نعم، آن الأوان للأزمة اليمنية أن تنتهي. آن الأوان للحوثيين أن يقبلوا القرار 2216 وينهوا احتلالهم غير المشروع للسلطة ومراكز الحكم في اليمن".

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard