تضامناً مع فرقة مشروع ليلى، في وجه قمع الحريّات، أُقيم مساء 9 آب/أغسطس حفل موسيقي مجّاني في "ذا بالاس" في منطقة الحمرا بالعاصمة اللبنانية بيروت، في اليوم نفسه الذي كان مقرراً أن تحيي فيه مشروع ليلى حفلها ضمن فعاليات مهرجانات بيبلوس (جبيل) الدولية، قبل أن يُلغى "منعاً لإراقة الدماء وحفاظاً على الأمن والاستقرار" لاتهام الفرقة بـ"الإساءة للديانة المسيحية".
وبالتزامن مع الحفل، قام أكثر من 100 محلّ في لبنان، و3 محطات تلفزيونية، و11 إذاعة ببث أغنيات فرقة مشروع ليلى وعزفها في التاسعة مساء 9 آب/أغسطس تحت شعار "الموسيقى أعلى من القمع".
وشهد العالم الافتراضي كذلك تضامناً واسعاً. فمن لم يستطع حضور الحفل ليغنّي للحرّية عالياً، نشر فيديو وهو يستمع لموسيقى مشروع ليلى في بيته، أو في الشارع، أو على شطّ البحر، ومن هؤلاء مديرة مكتب صحيفة نيويورك تايمز في بيروت، آن برنارد، التي تمايلت على أنغام أغنية "تاكسي" على شاطئ جزيرة باروس في اليونان، أثناء غروب الشمس، من أجل "الحريّات والموسيقى الرائعة في لبنان وكل مكان".
وجرى هذا كله بعدما أُطلقت حملة "القمع مش مشروع" على فيسبوك، معلنةً مشاركة عدد من الفنانين والفنانات في حفل بديل (لم تكن فيه فرقة مشروع ليلى) لأن "الدولة لم توفّر الحماية اللازمة وتجاهلت التهديدات، وحولت الضحية، فرقة مشروع ليلى، إلى متهم خاضع للتحقيق"، وفقاً لبيان الحملة.
الأمر تطلّب رفضاً فيزيائياً
"الحفل البديل حمل رسالة مفادها أن إلغاء حفل موسيقي لن يمرّ من دون رد فعل في لبنان. والأمر تطلّب رفضاً فيزيائياً لا افتراضياً فحسب"... من أجل الحريّة، كان التاسع من أغسطس "ليلة" مشروع ليلى
"اجتمعنا اليوم لأنه امبارح اجتمع نظام بكامله على فرقة موسيقية. تجيشت العصبيات، تدخلت الأجهزة، استنفرت الأبواق. صار الأسلوب واضحاً، وصار النظام من وراه أوضح"... لأنها "ليلة" مشروع ليلى
الكلمة الافتتاحية للحفل
"مساء الخير لكل الموجودين. مساء الخير لـ9 أغسطس/آب اللي تحوّل من نهار منع وقمع لنهار منع القمع. مساء الخير مشروع ليلى"، هكذا جاءت كلمة الحفل الافتتاحية التي قدّمها الممثل بديع أبو شقرا والفنانة ندى بو فرحات، مؤكدين لمشروع ليلى: "طاردوك بس ما هذبوك وما ركّعوك وما درّبوك وما يأسوك حتى تبيع حريتنا، ونحن ما رح نبيعكن وما رح نبيع حريتنا. نحن اللي التقينا بالساحات. نحن اللي طالبنا بحقوق. نحن اللي اعترضنا على العنف. نحن اللي عم نجرب نعيش ببلد ما بقى يشبهنا".وتتضمن الـ"نحن" أيضاً، من يُهان إيمانه يومياً ببلد "لا تموت الناس فيه على أبواب المستشفيات بسبب الفقر، وبلد لا تخسر المرأة فيه أولادها بسبب قوانين رجعية، وبلد لا تنتحر عاملة فيه هرباً من العنصرية".
وأكملت: "نحن كل واحد ووحدة عم تشوف كل يوم إيمانها عم ينهان وما عم تستعمل العنف وما عم تهدد بإراقة الدماء. نحن كل واحد ووحدة عم تشوف كل يوم إيمانها عم ينهان وعم تعمل حفلة، لأنه إيمانها قوي وإيمانها حلو وايمانها أقوى من خوفن".
وختمت بو فرحات أن الحفل الذي أقيم، يشبه "البلد الذي نريده"، يتسع الجميع، ويتسع لمشروع ليلى.
وجاء في كلمة بديع أبو شقرا: "اجتمعنا اليوم تنقول إنه القمع مش مشروع وصوت الموسيقى أعلى. اجتمعنا اليوم لأنه امبارح اجتمع نظام بكامله على فرقة موسيقية. تجيشت العصبيات، تدخلت الأجهزة، استنفرت الأبواق. صار الأسلوب واضحاً، وصار النظام من وراه أوضح".
وأشار إلى أن "الكراهية" هي عنوان هذا النظام، وأن "القمع" هو أسلوبه، و"الإقصاء" هو المنطق الذي يتبعه.
ولفت إلى أنه تعرّض لانتقادات بسبب تقديمه كلمة الحفل الافتتاحية، إذ قيل له: "شو بدك بالشغلة، ولو، كنا نحبك"، فأجابهم في الحفل: "بدي قلّن اليوم مشروع ليلى، بكرا نحن، بعد بكرا أنتوا".
وأكد أنه لم يأتِ للحفل دفاعاً عن مشروع ليلى فحسب، بل عن "حريتنا"، مضيفاً: "جايين نقول إنه ما بدنا بيّ (أب) للكل، بدنا حقوق الكل. جايين نقول إنه ما بدنا نكون عنصريين بلبنانيتنا، بدنا نكون أحرار شو ما كانت جنسيّتنا".
وأشار إلى أنه ابتداءً من صباح 10 آب/أغسطس، ستبدأ معركة الحرّيات، "حرية مشروع ليلى وحرية كل مشاريعنا".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...