شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
كانت

كانت "ليلة" مشروع ليلى

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

السبت 10 أغسطس 201903:44 م

تضامناً مع فرقة مشروع ليلى، في وجه قمع الحريّات، أُقيم مساء 9 آب/أغسطس حفل موسيقي مجّاني في "ذا بالاس" في منطقة الحمرا بالعاصمة اللبنانية بيروت، في اليوم نفسه الذي كان مقرراً أن تحيي فيه مشروع ليلى حفلها ضمن فعاليات مهرجانات بيبلوس (جبيل) الدولية، قبل أن يُلغى "منعاً لإراقة الدماء وحفاظاً على الأمن والاستقرار" لاتهام الفرقة بـ"الإساءة للديانة المسيحية".

وبالتزامن مع الحفل، قام أكثر من 100 محلّ في لبنان، و3 محطات تلفزيونية، و11 إذاعة ببث أغنيات فرقة مشروع ليلى وعزفها في التاسعة مساء 9 آب/أغسطس تحت شعار "الموسيقى أعلى من القمع".

وشهد العالم الافتراضي كذلك تضامناً واسعاً. فمن لم يستطع حضور الحفل ليغنّي للحرّية عالياً، نشر فيديو وهو يستمع لموسيقى مشروع ليلى في بيته، أو في الشارع، أو على شطّ البحر، ومن هؤلاء مديرة مكتب صحيفة نيويورك تايمز في بيروت، آن برنارد، التي تمايلت على أنغام أغنية "تاكسي" على شاطئ جزيرة باروس في اليونان، أثناء غروب الشمس، من أجل "الحريّات والموسيقى الرائعة في لبنان وكل مكان".

وجرى هذا كله بعدما أُطلقت حملة "القمع مش مشروع" على فيسبوك، معلنةً مشاركة عدد من الفنانين والفنانات في حفل بديل (لم تكن فيه فرقة مشروع ليلى) لأن "الدولة لم توفّر الحماية اللازمة وتجاهلت التهديدات، وحولت الضحية، فرقة مشروع ليلى، إلى متهم خاضع للتحقيق"، وفقاً لبيان الحملة.

وتحت شعار "صوت الموسيقى أعلى"، دعت الحملة الفئات المؤمنة بالحريّات (من دون تجزئتها) للمشاركة "رفضاً للقمع ورفضاً لثقافة إسكات الرأي الآخر بالقوة"، لافتةً إلى أن "هذه حلقة من مسلسل طويل من التعدي على الحريات العامة والفردية، ومن حملات تشويه السمعة التي يتعرض لها أي معارض لهذه المنظومة السياسية، إن كان على خلفية معتقداتهم وآرائهم، أو ميولهم وهوياتهم الجنسية".
في السياق نفسه، أطلق مركز الدفاع عن الحريات الإعلامية والثقافية سكايز (عيون سمير قصير)، حملة "للوطن"، داعياً التلفزيونات والإذاعات المحلية والإقليمية من خلالها بث أغنيات فرقة مشروع ليلى عند الساعة التاسعة مساءً (9 آب/أغسطس)، كما حّث حانات ومطاعم وأماكن السهر على بث الأغنيات وعزفها لمدة ساعة.

الأمر تطلّب رفضاً فيزيائياً

قال لرصيف22 الكاتب والناشط أدهم الحسنية الذي شارك في الحفل، وفي الدعوة إليه إن "حفل فرقة مشروع ليلى هذه السنة بالتحديد كان منتظراً، خاصةً بعد الجولة العالمية التي قامت بها على أهم المسارح، منها قاعة الأولمبيا في باريس"، مؤكداً أن قرار الإلغاء كان "بشعاً".
ولفت إلى أن هذا الحفل البديل حمل رسالة مفادها أن "إلغاء حفل موسيقي لن يمرّ من دون رد فعل"، مؤكداً: "ليس مسموحاً إلغاء حفل موسيقي، بغض النظر عن المضمون". 
وقال الحسنية إن إلغاء الحفل لم يكن قانونياً وإن القضاء لم يتحرك لحماية الفرقة والجمهور، ولذلك تطلّب الأمر رفضاً فيزيائياً لا افتراضياً فحسب عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ووصف أجواء الحفل بـ"الرائعة"، قائلاً إنه "كان هناك من يعتبر المعركة الحقيقية هي الدفاع عن الحقوق الفردية". وأشار إلى أن أجمل ما في الحفل هو "تقاطع الحقوق"، موضحاً: "هناك من حمل شعار قوس القزح، وهناك من طالب بحقوق اللاجئين، وحقوق المرأة". 
أضاف أن الحفل البديل لا يعتبر "رادعاً لوقف القمع المستقبلي على الفنّ في لبنان"، لأن "القمع ممنهج، يتم فيه استخدام السلطة الدينية والسياسية"، ولكنّه أكّد أن "المس بالحريات ستقابله معركة".
"الحفل البديل حمل رسالة مفادها أن إلغاء حفل موسيقي لن يمرّ من دون رد فعل في لبنان. والأمر تطلّب رفضاً فيزيائياً لا افتراضياً فحسب"... من أجل الحريّة، كان التاسع من أغسطس "ليلة" مشروع ليلى
"اجتمعنا اليوم لأنه امبارح اجتمع نظام بكامله على فرقة موسيقية. تجيشت العصبيات، تدخلت الأجهزة، استنفرت الأبواق. صار الأسلوب واضحاً، وصار النظام من وراه أوضح"... لأنها "ليلة" مشروع ليلى

الكلمة الافتتاحية للحفل

"مساء الخير لكل الموجودين. مساء الخير لـ9 أغسطس/آب اللي تحوّل من نهار منع وقمع لنهار منع القمع. مساء الخير مشروع ليلى"، هكذا جاءت كلمة الحفل الافتتاحية التي قدّمها الممثل بديع أبو شقرا والفنانة ندى بو فرحات، مؤكدين لمشروع ليلى: "طاردوك بس ما هذبوك وما ركّعوك وما درّبوك وما يأسوك حتى تبيع حريتنا، ونحن ما رح نبيعكن وما رح نبيع حريتنا. نحن اللي التقينا بالساحات. نحن اللي طالبنا بحقوق. نحن اللي اعترضنا على العنف. نحن اللي عم نجرب نعيش ببلد ما بقى يشبهنا".
وتابعت بو فرحات أن الـ"نحن" تتضمّن الضحية التي قررت ألا تسكت عن الجريمة، والتلميذة التي تريد أن تتعلم في جامعتها الوطنية، والناشطة التي تريد أن تعبّر عن رأيها برغم الملاحقات المعلوماتية، واللاجئة التي تغادر منزلها وتتجه إلى عملها برغم اللافتات والقوانين العنصرية وتلك التي لم تشعر بمكان لها في لبنان. 

وتتضمن الـ"نحن" أيضاً، من يُهان إيمانه يومياً ببلد "لا تموت الناس فيه على أبواب المستشفيات بسبب الفقر، وبلد لا تخسر المرأة فيه أولادها بسبب قوانين رجعية، وبلد لا تنتحر عاملة فيه هرباً من العنصرية".

وأكملت: "نحن كل واحد ووحدة عم تشوف كل يوم إيمانها عم ينهان وما عم تستعمل العنف وما عم تهدد بإراقة الدماء. نحن كل واحد ووحدة عم تشوف كل يوم إيمانها عم ينهان وعم تعمل حفلة، لأنه إيمانها قوي وإيمانها حلو وايمانها أقوى من خوفن".

وختمت بو فرحات أن الحفل الذي أقيم، يشبه "البلد الذي نريده"، يتسع الجميع، ويتسع لمشروع ليلى.

وجاء في كلمة بديع أبو شقرا: "اجتمعنا اليوم تنقول إنه القمع مش مشروع وصوت الموسيقى أعلى. اجتمعنا اليوم لأنه امبارح اجتمع نظام بكامله على فرقة موسيقية. تجيشت العصبيات، تدخلت الأجهزة، استنفرت الأبواق. صار الأسلوب واضحاً، وصار النظام من وراه أوضح".

وأشار إلى أن "الكراهية" هي عنوان هذا النظام، وأن "القمع" هو أسلوبه، و"الإقصاء" هو المنطق الذي يتبعه. 

ولفت إلى أنه تعرّض لانتقادات بسبب تقديمه كلمة الحفل الافتتاحية، إذ قيل له: "شو بدك بالشغلة، ولو، كنا نحبك"، فأجابهم في الحفل: "بدي قلّن اليوم مشروع ليلى، بكرا نحن، بعد بكرا أنتوا".  

وأكد أنه لم يأتِ للحفل دفاعاً عن مشروع ليلى فحسب، بل عن "حريتنا"، مضيفاً: "جايين نقول إنه ما بدنا بيّ (أب) للكل، بدنا حقوق الكل. جايين نقول إنه ما بدنا نكون عنصريين بلبنانيتنا، بدنا نكون أحرار شو ما كانت جنسيّتنا". 

وأشار إلى أنه ابتداءً من صباح 10 آب/أغسطس، ستبدأ معركة الحرّيات، "حرية مشروع ليلى وحرية كل مشاريعنا".

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image