شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!

"صوت الموسيقى أعلى" في لبنان... مواجهة قمع الفن بالفن

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

السبت 3 أغسطس 201908:37 م

تحت شعار "صوت الموسيقى أعلى"، يحيي عدد من الفنانين والفنانات حفلاً موسيقياً مجانياً يوم التاسع من آب/ أغسطس المقبل في بيروت، تضامناً مع فرقة مشروع ليلى، بعد إلغاء حفلها ضمن مهرجانات جبيل الدولية، في لبنان، إثر اتهامها بـ"الإساءة للديانة المسيحية"، وتهديدها.

ودعت صفحة حملة "القمع مش مشروع" على فيسبوك للمشاركة في حفل موسيقي مجاني في التاسع من آب/ أغسطس، في "أريسكو سنتر" في منطقة الحمرا، بـ"نفس تاريخ وتوقيت حفل مشروع ليلى الملغى". وستشارك في الحفل الذي ينطلق من فكرة أن  "#القمع_مش_مشروع" ومن ضرورة الصمود في مواجهته "مجموعة من الفنانين والفنانات تضامناً مع مشروع ليلى وضد القمع".

وقالت الصفحة في تعريفها بالمناسبة: "في 9 آب، كانت جبيل على موعد مع حفل غنائي لفرقة مشروع ليلى، لكن المناسبة ألغيت من قبل لجنة مهرجانات بيبلوس بعد حملة همجية منظمة استهدفت الفرقة وهددت سلامة جمهور الحفلة. وفي الوقت نفسه تهجّم البعض على مشروع ليلى تحت حجج مذهبية، والدولة لم توفّر الحماية اللازمة للناس وتجاهلت التهديدات، وحولت الضحية، فرقة مشروع ليلى، إلى متهم خاضع للتحقيق".

وأضافت: "هذه  حلقة من مسلسل طويل من التعدي على الحريات العامة والفردية، ومن حملات تشويه السمعة التي يتعرض لها أي معارض لهذه المنظومة السياسية، إن كان على خلفية معتقداتهم وآرائهم، أو ميولهم وهوياتهم الجنسية. وهذه ظاهرة صار يشهدها لبنان بشكل متكرر ومقلق، بما يهدد أبسط الحقوق المدنية والإنسانية، خاصة في ظل تخلي الدولة ومؤسساتها عن مسؤوليتها عن حماية الفن والثقافة والحفاظ على أمن وسلامة كل سكانها".

وختمت دعوتها بالقول: "لنرفع صوت الموسيقى ليلة 9 آب، رفضاً للقمع ورفضاً لثقافة إسكات الرأي الآخر بالقوة، ولنقول لهم #القمع_مش_مشروع ولسّا (لا زلنا) صامدين".

في السياق نفسه، وقّع أكثر من 1600 شخص على عريضة احتجاجية بعنوان "لا للمحاكمات في الشارع، نعم لدولة القانون".

لأن #القمع_مش_مشروع، فنانون وناشطون يحيون حفلاً موسيقياً تضامناً مع فرقة "مشروع ليلى" في بيروت، في نفس توقيت حفلها الملغى بسبب حملة استهدفتها واتهمتها بـ"الإساءة للمسيحية"

وجاء في العريضة: "بعد حملة التحريض والبروباغندا ضد فرقة مشروع ليلى من قبل أشخاص وجهات نافذة، وما شابها من تهديد وكراهية ودعوات للعنف، تقدّم عدد من المنظمات الحقوقية والثقافية، في 30/7/2019، بإخبار لدى النيابة العامة التمييزية، طالبة منها مباشرة التحقيقات نظراً لخطورة الجرائم المرتكبة (..) وقد تسجل الإخبار في قلم النيابة العامة التمييزية التي أحالته إلى النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان لمباشرة التحقيقات".

وأشارت العريضة إلى أن الإخبار عرض ما يعتبره قانون العقوبات "جرائم"، وهي: حرمان مواطنين لبنانيين من ممارسة حقوق مدنية، التهديد بارتكاب جنايات وجنح، إنشاء جمعية سرية بهدف القيام بجنايات، وإثارة النعرات والنزاع ضد عناصر الأمة.

ولفتت إلى إن المنظمات التي تقدمت بالدعوى هي: جمعية المفكرة القانونية، جمعية كلنا إرادة، الجمعية اللبنانية لديمقراطية الانتخابات، مؤسسة سمير قصير، نواة للمبادرات القانونية، جمعية زقاق الثقافية، مؤسسة مهارات، منظمة تبادل الإعلام الاجتماعي، المؤسسة العربية للحريات والمساواة، منظمة العفو الدولية، وبيروت مدينتي، وجمعية ألف، وجمعية مارش.

وكانت لجنة "مهرجانات بيبلوس (جبيل) الدوليّة" قد قررت، في 30 تموز/ يوليو الماضي، إلغاء مشاركة فرقة "مشروع ليلى"، قائلة إن ذلك أتى "منعاً لإراقة الدماء وحفاظاً على الأمن والاستقرار".

وكانت "اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام (ومن مهماتها استخدام وسائل الإعلام لنشر التعاليم المسيحية) قد اجتمعت في المركز الكاثوليكي للإعلام وأكدت تداول المجتمعين في "موضوع ما يسمى مشروع ليلى ضمن مهرجانات بيبلوس الدولية، وقد أشار راعي أبرشية جبيل إلى أن عضوين من الفرقة قد أقرا خلال اجتماع عقد في المطرانية بمساس بعض أغاني الفرقة بالشعائر الدينية وأظهرا نية للاعتذار عن هذا العمل وعن الاستعداد لحذف ما يجب حذفه احتراماً لمشاعر الديانتين المسيحية والإسلامية في لبنان". 

وقالت اللجنة إن راعي الأبرشية رغب في أن يأتي هذا الاعتذار من أعضاء الفرقة مجتمعين في مؤتمر صحافي مشترك، وهذا ما لم يتم، مفسرة التأخير بـ"وجود نية مبطنة لديهم لتمرير الوقت".

وأثارت مسألة حذف الفرقة للأغنيتيها "الجن" و"أصنام" لغطاً بين رافض للحذف ومتفهم له بسبب تحقيق المديرية العامة لأمن الدولة مع أعضاء من الفرقة قبل إخلاء سبيلهم وإرسالهم للحديث مع جهات دينية.

وقبل قرار الإلغاء بيوم، انتشرت صور عبر حسابات إلكترونية مختلفة تُظهر محاربين من حقبة الحملات الصليبية، وتتوعد بالتوجه إلى جبيل لإلغاء الحفل بالقوة، رافعة شعارات دينية مثل: "المجد للأمة اللبنانية المسيحية المقدسة" و"معركتنا في 9 آب هي معركة حياة أو موت".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image