"دروب" هو اسم تطبيق ابتكره فلسطينيون لمساعدتهم على تفادي نقاط التفتيش الإسرائيلية المنتشرة على طول الضفة الغربية المحتلة، والوصول إلى البلدات الفلسطينية التي غالباً ما تجهلها تطبيقات التنقل العالمية.
اليوم وبعد مرور شهرين، بات هناك 22 ألف مشترك في التطبيق الذي تموله شركة أيديال، وهي شركة لبرامج التشغيل الآلي والنقل، مقرها في رام الله، ويترأسها محمد عبد الحليم.
يأمل عبد الحليم (39 عاماً)، وهو الرئيس التنفيذي لشركة "دروب تكنولوجيز" أيضاً، في تحويل التطبيق إلى "مصدر دخل مالي مستقبلاً من خلال نظام توزيع بشكل جزئي".
خصوصية ظروف التنقل في المناطق الفلسطينية
وأدرك عبد الحليم "حاجة الفلسطينيين إلى طريقة جديدة للوصول إلى الأماكن التي يقصدونها" بعدما قادته رحلة باستخدام خرائط غوغل بين مدينتي بيت لحم ورام الله في الضفة الغربية إلى منطقة نائية، حسبما قال لوكالة رويترز.
وأوضح عبد الحليم أنه قبل استخدام "دروب" كان الفلسطينيون يضطرون لتصميم خرائطهم "من الصفر" للمرور من نقطة تفتيش تفصل بين رام الله ومستوطنة بيت إيل القريبة.
وأضاف: "برامج الخرائط الموجودة عن الجدار العازل في الضفة الغربية ونقاط التفتيش والمستوطنات لم تحسب حساباً على الإطلاق للوضع المعقد هنا".
علماً أن قرابة ثلاثة ملايين فلسطيني يعيشون في الضفة الغربية مع 450 ألف مستوطن إسرائيلي لديهم حرية التنقل عبر ما يسمى "الطرق الالتفافية" التي أقيمت لتجنب مرورهم بالبلدات الفلسطينية.
ومنذ احتلال إسرائيل للضفة الغربية، إبان حرب عام 1967، أقيمت نقاط التفتيش العديدة بذريعة "المخاوف الأمنية". غير أن حواجز الطرق تؤثر في قدرة الفلسطينيين على التنقل، كما تضر بالاقتصاد الفلسطيني، بحسب البنك الدولي.
وهناك نقاط تفتيش موجودة منذ زمن طويل في مداخل القرى والمدن الفلسطينية، إلا جانب أخرى حديثة.
وتنتشر المستوطنات والقواعد العسكرية والحواجز الإسرائيلية على مسافات متقاربة في الضفة الغربية. وتدّعي إسرائيل أن هذه الموانع "تحول دون وقوع هجمات فلسطينية"، في حين يعتبرها الفلسطينيون وسيلة للاستيلاء على مزيد من أراضيهم.
"دروب" تطبيق فلسطيني يتحايل على الظروف المعقدة للتنقل في الضفة الغربية بسبب الحواجز الإسرائيلية التي لا تراعيها تطبيقات عالمية مثل خرائط غوغل
بحسب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، هناك 705 حواجز إسرائيلية ثابتة في الضفة الغربية، تؤكد هيومن رايتس ووتش أنها أرغمت الفلسطينيين على سلوك "طرق التفافية" طويلة... الآن تطبيق "دروب" يسهل الأمر
كيف يعمل "دروب"؟
في السابق، اعتمد الفلسطينيون في الضفة الغربية على مجموعات فيسبوك والتخاطب المباشر للتعرف على الأحوال المرورية وإجراءات الإغلاق في مختلف الطرق.
لكن "دروب" يجمع تقارير من المستخدمين، مع عمليات إدخال يدوية يقوم بها طاقم هندسي لمساعدة السائقين على تجنب المرور في نقاط التفتيش التي تعوق الحركة والابتعاد عن المستوطنات التي تمنع معظم السيارات الفلسطينية من دخولها.
وبرغم استخدام تطبيق "ويز" على نطاق واسع بين الإسرائيليين، يقول العديد من الفلسطينيين إنه يوجههم إلى طرق ممنوع عليهم المرور فيها.
وبحسب عبد الحليم، فإن "التطبيقات الأخرى يمكن أن تقول إن الطريقة الوحيدة للانتقال بين مدن فلسطينية معينة هي المرور في قلب مستوطنة، نحن نحاول تغيير ذلك"، مشيراً إلى أن "التطبيق متاح كذلك في قطاع غزة، لكن معظم مستخدميه النشطين في الضفة الغربية".
705 حواجز إسرائيلية ثابتة في الضفة
وانتقد تقرير "هيومن رايتس ووتش" عن حالة الحقوق والحريات في إسرائيل وفلسطين خلال عام 2018، التضييق الإسرائيلي على حركة الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وتحدث عن "إبقاء إسرائيل على قيود مشددة تجاه حركة الفلسطينيين في الضفة الغربية"، لافتاً إلى توثيق مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (التابع للأمم المتحدة) "وجود 705 حواجز دائمة في الضفة الغربية، مثل نقاط التفتيش".
وشدد التقرير على أن هذه "القيود التي تفرضها إسرائيل على الفلسطينيين بهدف إبقائهم بعيدين عن المستوطنات، أجبرت الفلسطينيين على سلوك طرق التفافية تستغرق وقتاً أطول وتعوق وصولهم إلى أراضيهم الزراعية".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...