شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
الغارديان تعتبر تطبيق

الغارديان تعتبر تطبيق "أبشر" تقييداً لحرية النساء

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الثلاثاء 30 أبريل 201906:46 م

اعتبرت صحيفة "الغارديان" البريطانية الاثنين أن تطبيق "أبشر" التابع لوزارة الداخلية السعودية أحد العلامات على قمعية النظام الحاكم في المملكة حالياً، مشددةً على أنه يساهم إلى حد بعيد في “تقييد حركة النساء".

"أبشر" هو أداة مجانية إلكترونية أنشأتها وزارة الداخلية، تسمح للسعوديين بالوصول إلى مجموعة واسعة من الخدمات الحكومية، منها تجديد جوازات السفر، وحجز مواعيد وتذاكر السفر، ومعرفة مخالفات المرور. وفي 2012، استحدث التطبيق "ميزة" إرسال رسالة نصية لولي أمر المرأة، الأب أو الزوج، تخبره بسفر ابنته أو زوجته، وبكافة تفاصيل موعد سفرها ووجهتها واسم المطار فور تسجيل رقم جواز سفرها وقبل صعودها الطائرة.

تطبيق يخدم الاستقواء على النساء

وركز مقال الكاتبة البريطانية كاترين بانيت، الاثنين، على زيادة التقديرات الإيجابية للتطبيق عبر منصتي غوغل وآبل بعد الاتهامات التي وجهت له مطلع العام الجاري بالمساهمة في تقييد حركة النساء واستعبادهن من قبل أقربائهن الذكور (الأوصياء عليهن كالأب والزوج).

وفسرت تلك التقديرات بأن التطبيق يعد "نعمةً" للرجال المستقوين على النساء، مشيرةً إلى أن الكثير من الرجال السعوديين يستميتون في الدفاع عن التطبيق معتبرين كل الانتقادات الموجهة إليه محض أكاذيب.

وتجادل الكاتبة أحد المقَيِّمِين السعوديين للتطبيق والذي قال إنه "لا يحق لأولئك الذين ليسوا من بلادنا مراجعة التطبيق لأنهم ليست لديهم فكرة عما هو عليه".

وتنقل بينيت عن الشقيقتين السبيعي قولهما: "إنها تمنح الرجال السيطرة على النساء”، وإنهما سرقتا هاتف والدهما للحصول على جوازات سفر وتصاريح للسفر إلى اسطنبول، وبينتا أنهما "على علم بعشرات الشابات الأخريات اللائي يتطلعن إلى الفرار من عائلات مسيئة" ويعرقل التطبيق طموحهن.

والأربعاء 25 أبريل/نيسان، حثت الشقيقتان السعوديتان الهاربتان إلى جورجيا مها ووفاء السبيعي شركتي "آبل" و"غوغل" على إزالة تطبيق "أبشر" ووصفتاه بأنه "غير إنساني" مشددتين على أنه "ساعد على حبس الفتيات في أسر مسيئة".

وقالتا إن عمالقة التقنية يمكن أن يساعدوا في إحداث التغيير في السعودية بإزالة "أبشر" أو على الأقل إلغاء إمكانية تعقب النساء عبره والسماح لهن بالتخطيط لسفرهن بشكل مستقل، واعتبرتا أن ذلك "سيعيق نظام الوصاية بشكل كبير".

طالبت الشقيتان السعوديتان الهاربتان إلى جورجيا وفاء ومها السبيعي شركتي "غوغل" و"آبل" بإزالة تطبيق “أبشر" السعودي، لمساهمته في "استعباد وتقييد حركة" السعوديات.

لماذا لا يتحرك عمالقة التكنولوجيا؟

وسبق أن تجاهلت "آبل" و"غوغل" بالفعل مطالب مماثلة  من 14 عضواً في الكونغرس الأمريكي بإزالة التطبيق، مثلما طالبت بذلك منظمات حقوقية على غرار هيون رايتس ووتش. وقال تيم كوك الرئيس التنفيذي لشركة أبل، في فبراير/شباط الماضي، إنه لم يسمع عن أبشر، لكن تعهد "بإلقاء نظرة عليه".

وصرحت ميشيل باشيليت، مفوضة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة بأنها سألت شركات التكنولوجيا في سيليكون فالي "أسئلة صعبة" هذا الشهر حول "تهديدات" تطبيقات مثل أبشر.

وأوضحت "يمكن للتكنولوجيا، وينبغي أن تكون، متقدمة في كل النواحي. لكن إطلاق العنان للإمكانات التكنولوجية الهائلة دون سيطرة قد يحدث أضراراً لا حصر لها إذا لم تكن هناك عمليات مراجعة كافية لاحترام حقوق الإنسان".

وتدفع بينيت بأن عمالقة شركات التكنولوجيا العالمية مثل غوغل وآبل ربما تظن بأن السعوديات لا يفكرن في حقهن بالمساواة مع الرجل، مخدوعةً بالتقديرات الجيدة التي يمنحها السعوديون للتطبيق. لكنها تلفت إلى أن مطالباتٍ كالتي أطلقتها الشقيقتان السبيعي تدحض ضحالة هذا الفكر.

أحسن مما سبق؟

ورغم المخاوف بشأن تهديد التطبيق سلامة وحرية السعوديات، قالت الكاتبة والناشطة النسوية المصرية الأمريكية منى الطحاوي، التي تعارض نظام ولاية الرجل بشدة، أن نسوية سعودية أخبرتها أن التطبيق مع الاعتبار الكامل لكونه "بغيض"، إلا أنه أفضل من نظام مراقبة سابق.

وقالت: "أولئك اللائي يردن الفرار يستطعن ذلك عبر الوصول والتحكم في التطبيق. لم يكن هذا ممكناً أبداً من قبل من خلال الأوراق الثبوتية والنظام البيروقراطي السابق".

وتعود الكاتبة البريطانية للمجادلة بأن "قلة من الفتيات السعوديات لديهن الجرأة للمخاطرة بالمحاولة للهرب، في ظل وجود التطبيق، وتحمل التعذيب والسجن حال فشلهن"، مشبهةً التطبيق بـ"لجام التعذيب وأطواق الرقيق" التي كانت تستخدم لامتهان آدمية وكرامة البشر من قبل.

وفي نهاية مقالها، نددت الكاتبة بمحاولات إقامة السوبر الإسباني العريق والهام في كرة القدم العالمية داخل السعودية، معتبرةً أنه من العار أن تستغل الرياضة لطمس جرائم النظام السعودي المصنف ثانياً عالمياً في قمع النساء، على حد قولها، لا سيما بعد إعدام 37 سعودياً، وصلب أحدهم، قبل أيامٍ قليلة.

يذكر أن الاتحاد الإسباني لكرة القدم قال، الاثنين 29 أبريل، إنه سينظم نسخةً معدلة من كأس السوبر المحلية على أن تقام خارج إسبانيا اعتباراً من يناير/كانون الثاني 2020. ويتوقع، بشدة، أن تكون السعودية هي البلد المختار للبطولة المستحدثة، بحسب تصريحات رسمية للويس روبيالس رئيس الاتحاد قبل أيام.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard