انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.
هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.
"أتفق أنك بالغة عاقلة، ولكنك تظلّين بنت ناس، لا تعيشين وحدك، تظلين تحت جناح أهلك، اسمك من اسمهم وسمعتك من سمعتهم، لا تسمحي للحماس والخيالات غير الواقعية أن تدفعك لاتخاذ قرار ستندمين عليه، إن تجرأتِ". هذا ما قالته الشابة السعودية أفنان البتال التي تحمل لقب "نجمة السوشيال ميديا (مواقع التواصل)" في 5 آب/أغسطس الجاري، مثيرةً الجدل حيال موقفها من الحقوق التي تسعى السعودية إلى منحها للمرأة لا سيما في ما يتعلق بالسفر دون "محرم" واعتبارها "رباً" لأسرتها.
وأضافت البتال التي يتابعها نحو 8 ملايين على انستغرام عبر سلسلة فيديوهات قصيرة أنها أخبرت أهلها بنيّتها حضور زفاف صديقتها في الرياض، حيث تقيم، مؤكدةً: "لازم الكل يدري، فما بالكم أسافر؟".
ووجهت رسالة لمتابعاتها الفتيات قائلةً: "لازم يعرفون (الأهل) أين أنت، لازم يأذنونك، لازم تحسين أنه وراكِ أهل، وولي أمر، لازم تحسّين (تشعرين) أنك محتاجة أحد، وهذا الأحد مش أحد غريب، بل أهلك، حلو الإحساس".
وأعربت من جهة أخرى عن سعادتها بإجراء التعديلات "للناس اللي فعلاً تحتاجها"، قائلةً إن من يستحق هذا التعديل هنّ الفتيات اللواتي تركهنّ آباؤهن الذين لا يعرفون عنهنّ شيئاً، بسبب انفصالهم عن أمهاتهنّ، ولذلك هن "ممنوعات من السفر". عدا هذه الفئة، فإن البقية "فاهمة تصريح السفر غلط"، على حد تعبيرها.
"لازم يعرفون (الأهل) أين أنت، لازم يأذنونك، لازم تحسين أنه وراكِ أهل، وولي أمر، لازم تحسّين (تشعرين) أنك محتاجة أحد"... حينما تعترض بعض نجمات السوشيال ميديا على السماح للمرأة السعودية بالسفر دون محرم
فاشينيستا تبلغ ابنها بوفاة جدته أمام الكاميرا، و"نجمة سوشيال ميديا" تؤكد أن على الفتاة أن تشعر بـ"حاجتها إلى أحد"، وخبيرة تجميل تقول إن "الفتيات هن سبب تعرضهن للتحرش الجنسي"… لمحة إلى ما يجري في العالم الافتراضي
الحاجة تحوّل المرأة إلى دمية
وهاجم العديد من روّاد التواصل البتال، بإطلاقهم هاشتاغ (وسم) "#افنان_الباتل_اخرسي" الذي تصدّر أكثر الوسوم تداولاً في المملكة. وشاركت في الوسم الكاتبة والباحثة السعودية همسه السنوسي قائلةً: "الله يلعن الفلوس أو الشهرة اللي تخلي البعض يرضى على كرامته يقول 'لازم أحس أني محتاجة أحد'".
وتابعت السنوسي: "الشريفة بحق هي من يحكمها ضميرها وليس أن 'وراها أحد' و'عليها ولي أمر'"، مشيرةً إلى أن "الاحتياج سيجعلها دمية بيد من تحتاجه". وأضافت: "تعلمي يا أفنان".
من ناحية أخرى، تعجّب كثيرون من تصدّر الوسم، واعتبروا أن أفنان "ما قالت شيء غلط"، وهو ما دفع البعض ليطلق وسماً آخر رداً على الهجمات بعنوان "#أفنان_الباتل_أخرستهم".
وعليه، قالت إحدى المغردات على تويتر: "أفنان أكثر واحدة يحق لها تتكلم في الموضوع… عشان البنات اللي فاهمين الحياة والحرية غلط يسحبون فرامل".
في سياق متصل، قال الملحق الثقافي السعودي في الولايات المتحدة في 6 آب/أغسطس الجاري إنه يتوقع أن تصدر وزارة التعليم أمراً بإلغاء شرط مرافقة محرم للمبتعثة.
"نجمات السوشيال ميديا" يثرن الجدل
ولا تعدّ أفنان البتال أول نجمة سوشيال ميديا تثير جدلاً واسعاً بين روّاد العالم الافتراضي، فقد سبقتها كثيرات، منهنّ خبيرة التجميل السعودية سارة الودعاني، والمدونة وخبيرة التجميل الكويتية سندس القطّان، و"الفاشينيستا" الكويتية فينيسيا.
تعرضت الودعاني لهجوم حاد حينما صرحت في آب/أغسطس 2018 أن "الفتيات هن سبب تعرضهن للتحرش الجنسي".
وقالت عبر حسابها على سناب شات إن طريقة الكلام تساهم بشكل أساسي في تعرضهن للتحرّش، مشيرةً إلى أنها دخلت سوق العمل منذ عام 2013، ولم تتعرض حتى الآن (2018) لمضايقة من أي رجل، لأنها "تعرف جيداً كيف تضع مع زملائها حدوداً، لا يمكن أحداً أن يتعداها".
ووجهت رسالة لكل فتاة تتابعها قائلة: "لا تتميلحين (لا تتدلعين)".
"لا أريد خادمة فلبينية"
في الإطار نفسه، تعرضت المدونة وخبيرة التجميل الكويتية سندس القطّان حينما أعربت في تموز/يوليو 2018 عن انزعاجها من الاتفاق الذي وقّعه وزير الخارجية الكويتي صباح الخالد الحمد الصباح ونظيره الفلبيني آنذاك ألان بيتر كايتانو لتنظيم شؤون العمالة المنزلية. قالت حينذاك: "شنو هالعقود المسخرة؟ شلون يكون عندك خادم بالبيت ويكون جواز سفره عنده؟ والأدهى والأمر أن كل أسبوع له يوم أوف (إجازة). ايش باقي؟"
وتساءلت في سلسلة فيديوهات تركت أثراً سلبياً عليها: "إذا أخذت العاملة يوم إجازة أسبوعياً، فهذا يعني 4 أيام في الشهر الواحد. ولا نعلم ماذا تفعل في هذا اليوم، وجوازها معها.. إذا سافرت، من سيعوِّضني؟"، مشيرةً إلى أنها مع هذه العقود الجديدة، "لا تريد خادمة فلبينية".
إبلاغ الابن بوفاة الجدة أمام الكاميرا
وفي حادثة لا تنم عن إنسانية، وقد تكون الأولى من نوعها عربياً، أبلغت "الفاشينيستا" الكويتية فينيسيا، المعروفة بـ"أم ريان"، في كانون الثاني/يناير الماضي، ابنها بوفاة جدته، والدتها، أثناء تصويره عبر حسابها على سناب شات.
وبرغم تأثر الابن وبكائه، لم تُوقف الأم التصوير بل حضنته، واستمرت في إقناعه أمام الملايين بأن "جدته في مكان أفضل الآن"، وهو ما اعتبره كثيرون "متاجرة بمشاعر طفلها"، من أجل زيادة عدد متابعيها.
وبعد تداول الفيديو على نطاق واسع، ومطالبة كثيرين بمعاقبتها، أعلن مكتب حماية الطفل في الكويت بتحويل القضية إلى وزارة الداخلية التي بدورها حولتها إلى وحدة الجرائم الإلكترونية.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...