كشفت شركة فيسبوك، مساء أمس، عن إزالة مئات الحسابات والصفحات من موقعي فيسبوك وانستغرام، وتفكيك "شبكتين زائفتين"، إحداهما على صلة بالحكومة السعودية، تتعلقان بالدعاية للدولة التي تقود الحملة مع ترويج أخبار مضللة عن خصومها في المنطقة.
وأوضحت الشركة أن هذه الخطوات جاءت "بعد تحقيق ومراجعة بالتعاون مع شركات أمن سيبراني" وضمن حملتها على "النشاط الزائف المنظم"، مشيرةً إلى أن الحملتين "منفصلتان" لكنهما عمدتا إلى إنشاء شبكة حسابات "لتضليل الآخرين حول من هم وماذا يفعلون".
وورد في بيان للشركة أصدره رئيس قسم الأمن السيبراني فيها ناثانيل غليشر: "نزيل هذه الصفحات والمجموعات والحسابات بناءً على سلوكها وليس المحتوى الذي نشرته. في كل حالة من هذه الحالات، نسق الأشخاص الذين يقفون وراء هذا النشاط بعضهم مع بعض في مجال استخدام حسابات زائفة للتعتيم على أنفسهم".
وشددت الشركة على أنها "ملتزمة التحسين المستمر في مواجهة هذا النشاط، وهو ما يتطلب بناء تكنولوجيا أفضل وتوظيف المزيد من الأشخاص والعمل بشكل وثيق مع خبراء إنفاذ القانون والأمن والشركات الأخرى".
وتتكرر حملات "فيسبوك" على "السلوك الزائف"، لكنها قلما تربطه بحكومة أو تشير مباشرة إلى جهة ما. ويعد هذا أول نشاط من نوعه تربطه بالحكومة السعودية.
وفور تداول بيان فيسبوك، رد مركز التواصل الدولي، المكتب الإعلامي للحكومة السعودية، عبر بيان مؤكداً أن "حكومة السعودية ليس لديها علم بالحسابات المذكورة ولا تعرف على أي أساس تم ربطها بها".
شبكة سعودية "ذات صلة بالحكومة"
في ما يتصل بتفكيك حملة (الشبكة) الأولى، قال موقع فيسبوك: "على الرغم من أن الأشخاص الذين يقفون وراءها حاولوا إخفاء هويتهم، فإن مراجعتنا وجدت ‘صلة‘ بين بعض أفراد بحكومة السعودية".
وفي هذا الإطار "أزلنا 217 حساباً و 144 صفحة وخمس مجموعات على فيسبوك، و31 حساباً على انستغرام، شاركت جميعاً في سلوك زائف صادر من السعودية، ويتركز على الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تحديداً قطر والسعودية والإمارات والبحرين ومصر والمغرب وفلسطين ولبنان والأردن".
وعن مدى انتشار هذه الحسابات والصفحات وتأثيرها، أوضح فيسبوك: "تابع قرابة 1.4 مليون صفحة أو أكثر من هذه الصفحات، وانضم حوالي 26000 حساب إلى واحدة على الأقل من هذه المجموعات، وحوالى 145000 شخص تابعوا حساباً أو أكثر على انستغرام".
ولفتت إلى أن هذه الحملة دفعت نحو "108 آلاف دولار على الإعلانات المدفوعة عبر المنصتين بالريال السعودي والدولار الأمريكي".
وبيّنت الشركة أن"الأفراد الذين يقفون وراء هذا النشاط تظاهروا بأنهم مواطنون محليون في البلدان المستهدفة من الحملة، واستخدموا حسابات زائفة في الغالب، وأنشأوا أشخاصاً وهميين لإدارة الصفحات والمجموعات ونشر المحتوى الخاص بهم، وزيادة المشاركة وجذب المتابعين، وتنكر بعض الصفحات في صورة منظمات إخبارية محلية".
وأشار إلى أن هذه الحسابات والصفحات "تستخدم اللغة العربية لدى نشر الأخبار الإقليمية والقضايا السياسية، لا سيما موضوعات تتعلق بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وخطته للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي (رؤية 2030)، ونجاحات القوات المسلحة السعودية، خاصةً في اليمن". فضلاً عن "انتقاد دول أخرى مثل إيران وقطر وتركيا، والتشكيك في صدقية أخبار الجزيرة وتقارير منظمة العفو الدولية".
يتابعهما الملايين وأُنفقت عليهما عشرات آلاف الدولارات… "فيسبوك" يفكك شبكتين الأولى سعودية والثانية إماراتية-مصرية تختصان بنشر الأخبار الكاذبة والتأثير في الرأي العام
"دعم قطر وتركيا للإرهاب"، "نشاط إيران في اليمن"، "خطة ولي العهد السعودي الإصلاحية"، "إنجازات التحالف العربي في اليمن"... موضوعات اهتمت بها صفحات الأخبار الكاذبة التي حذفها "فيسبوك"
شبكة إماراتية-مصرية
أما عن الشبكة الأخرى التي فككتها الشركة فتتعلق بتعاون مصري إماراتي، وأزيل معها 259 حساباً و102 صفحتين و5 مجموعات و4 أحداث على فيسبوك و17 حساباً على انستغرام، للسبب نفسه المتعلق بالشبكة السعودية.
لكنها أوضحت أن هذا النشاط "ركز على بلدان شرق أوسطية وشمال إفريقيا وشرقها، أبرزها: ليبيا والسودان وجزر القمر وقطر وتركيا ولبنان وسوريا والأردن والمغرب".
ولفتت فيسبوك إلى أن "أكثر من 13.7 مليون حساب تابعت صفحة أو أكثر من الصفحات، وانضم نحو 9000 حساب إلى واحدة على الأقل من المجموعات، وحوالى 65000 حساب تابعت أحد حسابات انستغرام على الأقل"، وأنها "أنفقت حوالى 167 ألف دولار أمريكي على إعلانات فيسبوك المدفوعة، بالدرهم الإماراتي والدولار الأمريكي".
وقالت الشركة إن "الأشخاص الذين يقفون وراء هذه الشبكة استخدموا حسابات مُشَهِرة (فاضحة) وزائفة لتشغيل الصفحات ونشر محتواها والتعليق في المجموعات وزيادة المشاركة بشكل مصطنع، منتحلين أسماء وشخصيات غير حقيقية، وتخفّى بعضهم أيضاً في صورة مؤسسات إخبارية محلية في البلدان المستهدفة، في حين تروج في محتواها للإمارات".
ومن أبرز الأفكار التي طرحتها هذه الحسابات، بحسب بيان "فيسبوك"، "الدعم المزعوم للجماعات الإرهابية من قطر وتركيا، ونشاط إيران في اليمن، والصراع في ليبيا، ونجاح التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، واستقلال أرض الصومال".
وبيّنت أنه برغم أن الأشخاص الذين يقفون وراء هذا النشاط حاولوا إخفاء هويتهم ، فإن تحقيق "فيسبوك" وجد روابط بين شركتين للتسويق، New Waves في مصر وNewave في الإمارات.
ومع ازدياد أهمية مواقع التواصل الاجتماعي، ازداد لجوء دول في الشرق الأوسط إلى فيسبوك وتويتر ويوتيوب وغيرها لشن حملات سرية للتأثير السياسي على الإنترنت.
الجدير بالذكر أن "فيسبوك" أعلنت 14 عملية على الأقل للتصدي "للسلوك الزائف" من 17 دولة مختلفة حتى الآن هذا العام.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينرائع
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعربما نشهد خلال السنوات القادمة بدء منافسة بين تلك المؤسسات التعليمية الاهلية للوصول الى المراتب...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحرفيا هذا المقال قال كل اللي في قلبي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعبكيت كثيرا وانا اقرأ المقال وبالذات ان هذا تماما ماحصل معي واطفالي بعد الانفصال , بكيت كانه...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينحبيت اللغة.