فتح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الباب أمام فرصة التخفيف من التوتر الذي تصاعد في الفرة الماضية بين بلاده والمملكة العربية السعودية، بعدما وجه رسالة جديدة لها مبدياً الاستعداد للحوار.
ووفقاً لما نقلته وكالة أنباء "تسنيم" الإيرانية، فقد أعرب ظريف عن انفتاح بلاده على الحوار ورغبتها في إقامة علاقات مع دول الجوار. وقال: "أعلنا دائماً بأننا نرغب بإقامة علاقات مع دول الجوار… إذا كانت السعودية مستعدة للحوار فنحن مستعدون دائماً ولم نغلق أبداً باب الحوار مع جيراننا".
وفي سياق متصل، عبّر وزير الخارجية الإيراني عن أمله في أن يتقلص أعضاء "الفريق ب" ليقتصر على بنيامين نتنياهو وجون بولتون". و"الفريق ب" هو الوصف الذي يستخدمه ظريف عادة للإشارة إلى بولتون ونتنياهو بالإضافة إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد.
وربط ظريف التوترات الحالية في المنطقة بما أسماه "الإرهاب الاقتصادي الأمريكي"، في إشارة منه إلى العقوبات التي تفرضها إدارة الرئيس دونالد ترامب على طهران.
في المقابل، هدّد وزير الخارجية الإيراني بأن بلاده ستخفض التزاماتها بالاتفاق النووي نظراً للظروف الحالية وعدم تنفيذ الدول الأوروبية تعهداتها في الاتفاق النووي، بينما أكد أن على الدول الأوروبية أن تمهد الطريق لبيع النفط الإيراني وتوفير إمكانية تصديره وعودة العائدات المالية للنفط إلى البلاد.
وكان وزير الخارجية الإيراني قال في وقت سابق هذا الشهر، في مقابلة نشرها موقع "PBS"، إن "الأمر يتطلب فقط قبول حقيقة أننا جميعاً بحاجة إلى توفير الأمن الخاص بنا على المستوى الإقليمي إذ لا يمكننا شراؤه (الأمن) من الخارج"، متابعاً "نحن في حاجة إلى العمل معاً، بدلاً من العمل ضد بعضنا البعض"، لكنه في الوقت نفسه قال إنه لا يوجد أدلة على حدوث ذلك مع السعودية تحديداً.
"إذا كانت السعودية مستعدة للحوار فنحن مستعدون دائماً ولم نغلق أبداً باب الحوار مع جيراننا"... وزير الخارجية الإيراني يفتح الباب أمام السعودية للتخفيف من التوتر في المنطقة، في وقت يهدّد بخفض الالتزام بالاتفاق النووي
زيارة وفد إماراتي من خفر السواحل، للمرة الأولى منذ عام 2013، طهران، رافقها توقعات حول انفراجة متوقعة في العلاقات بين البلدين... ومسؤول خليجي يصفها بأنها "روتينية" و"لا علاقة لها بالتوترات الإقليمية الأخيرة"
واعتبر ظريف أن "السعوديين، لسوء الحظ، يرون أن الولايات المتحدة تدعمهم في الإفلات من العقاب، وما زالوا يحصلون على دعم الولايات المتحدة الأمريكية. ورأينا ذلك".
يأتي تصريح ظريف بالتزامن مع التفاعل الحاصل حول زيارة وفد إماراتي من خفر السواحل، للمرة الأولى منذ عام 2013، طهران، وهي زيارة رافقها توقعات حول انفراجة متوقعة في العلاقات مع الإمارات.
ويُعتبر اجتماع خفر السواحل هو السادس بين طهران والوفد الزائر الذي يضم سبعة أشخاص من الإمارات العربية المتحدة.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن قائد خفر السواحل الإماراتي العميد مصباح الأحبابي قوله إن التنسيق المتواصل بين إيران والإمارات ضروري لضمان سلامة الملاحة في المنطقة، ممتدحاً إيران باعتبارها "رائدة في مكافحة تهريب المخدرات، ونحن بوصفنا خفر السواحل الإماراتي نثمن إجراءات الجمهورية الإسلامية في هذا الخصوص".
من جهته، قال قائد حرس الحدود الإيراني العميد قاسم رضائي إن الاجتماع مع المسؤول العسكري الإماراتي محطة مهمة لتحقيق التعاون الأمني المطلوب بين البلدين.
ومع ذلك ، قلّل مسؤول خليجي، في حديثه لوكالة الأنباء الفرنسية شرط عدم الكشف عن هويته، من أهمية الاجتماع، معتبراً أنه "روتيني تنسيقي تقني، له علاقة بموضوع الصيادين وبمواضيع مماثلة"، بينما أكد أن "لا علاقة له بالتوترات الإقليمية الأخيرة".
وهو رأي شاركه به الأكاديمي الإماراتي عبدالله عبد الخالق الذي وصف الزيارة بأنها "فنية روتينية اعتيادية".
من جهة أخرى، رحب الحوثيون بالزيارة، وفي تغريدة على "تويتر"، الأربعاء ٣١ تموز/ يوليو، قال عضو "المجلس السياسي للجماعة" محمد علي الحوثي إن "رسالة الإمارات من إيران رسالة إيجابية".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
نُور السيبانِيّ -
منذ يومالله!
عبد الغني المتوكل -
منذ يومينوالله لم أعد أفهم شيء في هذه الحياة
مستخدم مجهول -
منذ يومينرائع
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ أسبوعتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت