قالت وسائل إعلام سودانية إن الرئيس المعزول عمر البشير شارك في مراسم دفن والدته هدية محمد الزين (92 عاماً)، منتصف ليل 29 تموز/يوليو، ما أثار الجدل بين الكثير من المغردين السودانيين عبر "تويتر".
وذكرت تقارير، في 30 تموز/يوليو، أن البشير (75 عاماً) وشقيقه عبد الله وصهره نور الدائم خرجوا من سجن كوبر للمشاركة في تشييع جثمان الزين تحت حراسة أمنية مشددة داخل مقابر حلة حمد. وتداول رواد مواقع التواصل مقطعاً مصوراً يقال إنه من مراسم العزاء.
وأشارت التقارير إلى أن رتلاً من السيارات العسكرية المدججة بالأسلحة الثقيلة والخفيفة، وتقدر بالعشرات، شوهدت وهي ترافقهم لحظة دخولهم العزاء.
وأوضحت أن "المأتم أقيم في منزل ابنها علي في ضاحية كافوري" الراقية في العاصمة الخرطوم علماً أن الزين توفيت في مستشفى علياء التخصصي (السلاح الطبي) العسكري في أم درمان بعد معاناة طويلة من المرض.
وأضافت صحيفة "السوداني" أن وزير دفاع البشير الأسبق عبد الرحيم محمد حسين خرج معه وشارك في التشييع والعزاء.
فراق دون لقاء
وبحسب عدة وسائل إعلام سودانية، كان الرئيس المعزول دائم الحرص على تناول شاي الصباح مع والدته بشكل يومي و"التآنس معها (الحديث)" في الأمور العائلية الخاصة، مشيرةً إلى أنه "ظل يزورها بانتظام ويقضي معها أوقاتاً طويلة، حتى عزله في 11 نيسان/أبريل الماضي، واعتقاله لاحقاً".
وذكر موقع "باج نيوز" المحلي أن والدة البشير كانت قد "التمست من المجلس العسكري زيارة ابنها في معتقله في سجن كوبر" في أيامها الأخيرة ولم تتمكن من ذلك، فيما أشارت صحيفة "آخر لحظة" المحلية إلى أن "الطلب لم يُبت فيه".
بين "مجرم حرب وليس معتقلاً سياسياً" وبين "أخلاق الثوار والسودانيين"... جدل يرافق الأخبار عن السماح للرئيس المعزول عمر البشير الخروج من السجن للمشاركة في تشييع والدته
تداولت مصادر سودانية نبأ التماس دفاع البشير تأجيل أولى جلسات محاكمته، المقررة يوم غد في 31 تموز/يوليو، مراعاةً لوفاة والدته، بينما لفتت أخرى إلى أن طلب التأجيل مرتبط بـ"تدهور الوضع الأمني في البلاد"
وقبل عامين كانت الزين قد كُرمت وحصلت على لقب "الأم المثالية" باعتبارها أم الشهيد عثمان حسن أحمد البشير وأم رئيس الجمهورية آنذاك.
التماس لتأجيل المحاكمة
وتداولت عدة مصادر إعلامية نبأ التماس دفاع البشير تأجيل أولى جلسات محاكمته، المقررة يوم غد في 31 تموز/يوليو، مراعاةً للظرف الإنساني المترتب على وفاة والدته، بينما لفتت مواقع أخرى إلى أن "هيئة الدفاع طلبت التأجيل لاعتبارات أمنية متعلقة بتدهور الوضع الأمني في البلاد حالياً".
وكانت محكمة شمالي الخرطوم رفضت تولي محاكمة البشير لأسباب أمنية مرتبطة بموقعها، فيما تمّ الحديث عن تحديد قاضي استئناف للقضية التي ستنظرها محكمة أخرى وسط الخرطوم على الأرجح، في ظلّ دعوات لبثها على الهواء مباشرة.
وسيحاكم البشير بتهم "الفساد وحيازة النقد الأجنبي والثراء الحرام"، وهي اتهامات أغضبت عدداً من السودانيين لتجاهلها الدماء التي أسالها البشير.
جدل "حقوق البشير" كسجين وإنسان
فور تداول خبر السماح للبشير بتشييع والدته، ورغم عدم تأكيده رسمياً، سادت حالة من الجدل بين المغردين السودانيين عبر "تويتر"، منهم من رأى ضرورة مراعاة الاعتبارات الإنسانية بتمكينه كأي سجين من تشييع والدته، ومنهم من غضب للتعامل معه من منطلق "حقوق الإنسان" التي لم يضعها يوماً في اعتباره خلال فترة حكمه.
وكتب الصحافي والكاتب السوداني خالد عويس عبر تويتر: "وفاة الحاجة هدية والدة البشير، رحمها الله. أتمنى أن تسمح له السلطات بحضور جنازتها لا كما فعل هو مع عدد من شهدائنا ومعتقلينا. هذا هو طريقنا لدولة القانون وحقوق الإنسان القادمة".
باج نيوز: وفاة الحاجة هدية، والدة الرئيس المخلوع عمر البشير.
— خالد عويس (@khalidewais) July 29, 2019
رحمها الله وأحسن إليها.
أتمنى أن تسمح له السلطات الحالية بحضور جنازتها، لا كما فعل هو مع عدد من شهدائنا ومعتقلينا. هذا هو طريقنا لدولة القانون وحقوق الإنسان القادمة.
واستنكر كثيرون حديث عويس عن "دولة قانون بينما يُقتل شباب وأبناء السودان بلا ذنب"، ورأى بعضهم أن دعوته تمثل "استفزازاً لمشاعر السودانيين" مشددين على أن البشير "مجرم حرب وليس معتقلاً سياسياً".
ودعا مغردون للمتوفاة بالرحمة ولابنها بـ"القصاص العادل" معتبرين أن حرمانه من حضور جنازتها "عدل واحترام لأهالي الأبرياء الذين قتلهم"، مذكرين بحالات عديدة حرم فيها البشير أمهات من أبنائهن أو معتقلين معارضين من دفن ذويهم.
هل يتذكر السفاح البشير العقيد الشهيد صلاح السيد الذي توفي والده وطلب حضور دفنه وقال له بكرى حسن صالح لاداعي لذلك لانك ستلحق به بعد قليل. pic.twitter.com/EnVdikt4FL
— Amin Giha (@amin_giha) July 29, 2019
وسخر آخرون من دعوة عويس راجين "أن يجمع شمل البشير بأمه" وطمأنوه إلى أنه (البشير) "سيحضرها بالطبع لا تخاف ليه"، في حين أيدها آخرون انطلاقاً من حق البشير في المشاركة في دفن والدته بالاستناد إلى "حقه كإنسان" و"أخلاق السودانيين والثوار".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 3 أيامرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ 4 أياممقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعمقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ اسبوعينخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين