أعلنت شركة أرامكو السعودية يوم، 24 تموز/يوليو، أنها تخطط لاستكمال توسعة خط أنابيب النفط الممتد من شرق المملكة إلى غربها في شهر أيلول/سبتمبر المقبل، وهذا ما يساعدها على تجنب الإبحار عبر مضيق باب هرمز، والاعتماد أكثر فأكثر على نقل النفط عبر موانئ البحر الأحمر.
وبحسب ما نقلت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية عن مصدر مطلع لم تذكره، فإن الخط يعمل حالياً بسعة أقل بكثير من السعة المفترضة، لكن التوسعة المزمع إجراؤها ستمنح المملكة خيار شحن المزيد من النفط عبر البحر الأحمر بدلاً من الخليج، متجاوزةً مضيق هرمز، الذي يمر من خلاله خُمس إنتاج العالم من النفط، وتسيطر عليه البحرية الإيرانية والحرس الثوري الإيراني.
ومن المتوقع أن تنهي شركة النفط الحكومية المشروع في شهر أيلول/سبتمبر المقبل، وهذا سيزيد من قدرة الخط على نقل النفط الخام من 5 ملايين برميل يومياً إلى 7 ملايين برميل.
وبلغت الصادرات اليومية لأرامكو خلال شهر حزيران/يونيو الماضي 6.84 مليون برميل يومياً، مر معظمها عبر المضيق، الذي يشهد توترات متصاعدة منذ أسابيع.
ولا تتوقع "بلومبيرغ" أن يؤمن المشروع الجديد الصادرات بشكل كامل، إذ تمكنت حركة أنصار الله اليمنية (الحوثيين) من استهداف منشآت نفطية في شهر أيار/مايو الماضي بطائرات مسيرة.
وكانت إيران قد احتجزت الناقلة البريطانية "ستينا إمبيرو" في مضيق هرمز بزعم أنها اصطدمت بقارب صيد، في حين دعت بريطانيا إلى تشكيل مهمة بحرية تقودها أوروبا للحفاظ على أمن الملاحة في الممر الحيوي للنفط العالمي.
وفي 24 تموز/يوليو قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الولايات المتحدة لا تحتاج إلى استيراد النفط لأنها أصبحت دولة مصدرة، مضيفاً أن بلاده لا تحتاج إلى حراسة مضيق هرمز من أجل الدول الغنية "من دون مقابل".
ترامب لا يرى مصلحة في حمايته "من دون مقابل"، والسعودية قررت الاعتماد على بدائل له... تفاصيل خطة السعودية لتقليل الاعتماد على مضيق هرمز
تتوقع شركة "أرامكو" السعودية استكمال مشروع توسعة خط أنابيب للنفط يمتد من شرق السعودية إلى غربها في أيلول/سبتمبر المقبل، وهذا ما سيخفف من الاعتماد على مضيق هرمز، تفادياً للتصعيد في مياه الخليج
وقال ترامب: "نحن نحصل على نفط قليل جداً من المضائق، لقد قالوا إنه لا توجد ناقلات نفط أمريكية هناك، بل ناقلات من الصين واليابان. الصين تستورد 65% من النفط من هناك واليابان 25% ودول أخرى تحصل على الكثير أيضاً".
أضاف: "نحصل على 10% من النفط لأننا ملتزمون فعل ذلك. نحن لا نحتاج إلى ذلك النفط، لقد أصبحنا مصدرين، وبرغم ذلك نحن من يقوم بحراسة المضيق منذ عقود طويلة ولم نحصل على مقابل، نحن نحرسه لكل هذه الدول".
وتابع: "لماذا نحرسه (مضيق هرمز) للصين واليابان وكل هذه الدول الغنية جداً؟ ونحن نحرسه أيضاً من أجل دول نعامل بعضها بصداقة مثل السعودية والإمارات وغيرهما، ولكن لماذا نفعل ذلك من دون مقابل؟ ولماذا نضع سفننا الحربية هناك؟".
وتظهر إحصاءات لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن هناك بين عشرين وثلاثين ناقلة نفط، تعبر مضيق هرمز يومياً، وعلى متنها حمولات تصل إلى 17 مليون برميل، أي 40% من تجارة النفط العالمية.
وللمضيق أهمية خاصة لدول الخليج التي تصدّر نحو 90% من نفطها عن طريق ناقلات نفط تمرّ عبره. كذلك تأتي واردات دول الخليج من خلال سفن شحن تمرّ عبره، خاصة تلك القادمة من الصين واليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة وتايوان.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...