شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!
الصحافي الذي أوقف ضربة ترامب الوشيكة على إيران

الصحافي الذي أوقف ضربة ترامب الوشيكة على إيران

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

السبت 22 يونيو 201903:32 م

تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة عن توجيه ضربات جوية على إيران في اللحظة الأخيرة حفاظاً على “أرواح المدنيين” على حد قوله معلنًا تراجعه في تغريدات على حسابه الرسمي في تويتر الجمعة، لكن صحيفة نيويورك تايمز ذكرت أن صحافياً في قناة فوكس نيوز كان أحد أقوى الأصوات التي "أقنعت” ترامب بالعدول عن ضرب إيران.

ووفق ما نشرته نيويورك تايمز، الجمعة، فإن الصحافي البارز تاكر كارلسون تمكن من إقناع ترامب بأن "الرد على استفزازات إيران بالقوة سيكون ضرباً من الجنون"، مشيراً إلى أن توصيات الصقور في إدارة ترامب بتوجيه الضربات ليست "في مصلحة الرئيس نفسه".

الحجة

ونبه كارلسون ترامب إلى أن خوضه حرباً ضد إيران يعني توديعه أي احتمالات لإعادة انتخابه لفترة رئاسية ثانية، ما أثار الشكوك في نفس ترامب بقوة وفق الصحيفة.

نصيحة الصحافي لقيت هوى في نفس ترامب، فعلى الرغم من أنه يشتهر بالاندفاع إلا أنه لطالما عبر عن اقتناعه بأن الولايات المتحدة خسرت الكثير من الأرواح والأموال في حروب الشرق الأوسط التي اتخذ أسلافه قرارات خوضها. لكن ترامب بدوره وجه ضربات في الشرق الأوسط عامي 2017 و 2018 في سوريا.

وسهل مهمة كارلسون في إقناع ترامب أن مشككين آخرين جادلوا بأن توجيه ضربة ضد إيران قد يتحول "بسهولة" إلى حرب شاملة دون نصر سهل محتمل.

من جهتها، أشارت صحيفة "واشنطن بوست" إلى أن قرار ترامب بالتراجع أنهى 24 ساعة من النقاشات المحمومة بالمخاوف والتناقضات والإحباطات من قبل مسؤولي الأمن القومي ومشرعي الكونغرس. وذكرت أن ترامب استدعى كبار مستشاريه إلى المكتب البيضاوي مساء الخميس وبدأ بطرح أسئلة حساسة قبل دقائق من بدء العملية، الأسئلة حول عدد الخسائر سبق لترامب أن حصل على أجوبتها بالتفاصيل في وقت سابق لكن مع انضمام مستشاره للأمن القومي جون بولتون إلى النقاش ودفاعه بشدة عن خيار شن ضربات ضد إيران أراد ترامب  طرح الأسئلة نفسها من جديد ليتراجع عن قراره بحلول نهاية الاجتماع تقول الصحيفة.

ترامب و الصحافة

الصحافي الذي تقول نيويورك تايمز إنه أقنع ترامب بالعدول عن الحرب يذكر بعلاقة الرئيس الأمريكي بالصحافة وهي علاقة فيها الكثير من الهجوم على بعض وسائل الإعلام.

وكان ترامب هاجم صحيفتي واشنطن بوست ونيويورك تايمز على وجه التحديد مراراً واتهمهما بأنهما "تكذبان". والسبت 16 يونيو الجاري، اتهم ترامب صحيفة نيويورك تايمز بارتكاب "عمل قد يرتقي إلى الخيانة" بنشرها معلومات تفيد بأن الولايات المتحدة تضاعف عمليات الاختراق الإلكترونية لشبكة الكهرباء الروسية. والاثنين الماضي هدد ترامب صحافياً في مجلة "التايم" بالسجن، على خلفية محاولة الأخير التقاط صورة لرسالة بعثها الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.

 والعام الماضي مُنع مراسل "سي إن إن" جيم أكوستا من دخول البيت الأبيض، قبل أن ترفع الشبكة دعوى قضائية وتفوز بها في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

في المقابل ترامب أشاد في عدة مناسبات بفوكس نيوز وقال إنه يثق بها لكنه هاجمها بدورها في عدة مناسبات حين استضافت ديمقراطيين وقبل أيام نعتها بالكذب واستخدم في مهاجمتها عبارة نشر "أخبار كاذبة" أو "Fake News” التي استخدمها مراراً في هجومه على وسائل إعلام أخرى. سبب هجوم ترامب على فوكس نيوز يعود إلى استطلاع رأي نشرته يشير إلى أن شعبية ترامب أقل من شعبية بعض المرشحين من الحزب الديمقراطي. وموقف  ترامب من فوكس نيوز يناقض رأيه السابق فيها حين قال إنها مصدر هام للأخبار وأهم من سي إن إن.

روايات عديدة 

وأثار إعلان تراجع الرئيس الأمريكي عن توجيه ضربة جوية لإيران رداً على إسقاطها طائرة عسكرية غير مأهولة الخميس، والذي استبقت نيويورك تايمز بتأكيده الخميس أيضاً، ردود فعل متباينة داخل الولايات المتحدة وراجت "روايات عديدة” بأسباب التراجع.

وكان ترامب أكد، في سلسلة تغريدات، الجمعة، تراجعه عن ضرب إيران "قبل 10 دقائق فقط من موعدها المقرر"، زاعماً أن السبب هو  "علمه المفاجئ أنها قد تتسبب في قتل 150مدنياً".

لكن قناة فوكس نيوز استضافت الإعلاميين والمحللين كريس والاس وشيب سميث لتحليل تبرير ترامب، وأكد الضيفان نقلاً عن مصادر مطلعة أن "الرئيس تم إطلاعه على تفاصيل الهجمة كاملةً والأضرار الناجمة المحتملة وأعطى قراراً بالموافقة عليها قبل أن يتراجع في اللحظات الأخيرة".

ووصف سميث تفسير ترامب بأنه "ليس منطقياً"، فيما اعتبره والاس "غير متماسك ويناقض بعضه بعضاً" مردفاً "إما أن تضرب أو لا تضرب”.

ويصب هذا التشكيك في صالح صحة روايتي نيويورك تايمز وواشنطن بوست.

وفي حين أشادت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، زعيمة الديمقراطيين في الكونغرس، الجمعة، بإلغاء ترامب الضربات العسكرية المزمعة على أهداف إيرانية، انتقد كثيرون داخل الولايات المتحدة القرار.

ويرى مؤيدو الضربات أن "الفشل في معاقبة النظام على إسقاط الطائرة بدون طيار سيُنظر إليه على أنه تصريح لإيران ودول أخرى لمواصلة التصرف بشكل سيء".

وأكد مسؤول في إدارة ترامب لسي إن إن أن مستشار الرئيس للأمن القومي جون بولتون كان صاحب اقتراح التوصية بضرب إيران، وأن وزير الخارجية مايك بومبو ونائب الرئيس مايك بينس دعما المضي قدماً بها، مشيراً إلى أن فريق الرئيس الكامل من كبار مستشاري الأمن القومي كانوا يرون الضربات "استجابة مناسبة" لإسقاط طائرة أمريكية مسيرة.

أكدت صحيفة نيويورك تايمز أن صحافياً في قناة فوكس نيوز الأمريكية كان أحد أقوى الأصوات التي أقنعت ترامب بالعدول عن توجيه ضربة جوية لإيران قبل وقت وجيز من تنفيذها. 

غير أن الشبكة أوضحت أن ترامب لم يكن يصغي لفريق الأمن القومي فقط وهو يدرس خياراته، بل إنه تحدث مع المستشارين وأعضاء الكونغرس الذين ذكروه بتعهده بإخراج الولايات المتحدة من الحروب التي لا تنتهي في الشرق الأوسط وحثوه على التحلي بضبط النفس.

وأجج إسقاط إيران الطائرة العسكرية الأمريكية المسيرة، الخميس 20 يونيو، المخاوف الدولية من اندلاع مواجهة عسكرية مباشرة بين واشنطن وطهران. وارتفعت أسعار النفط بأكثر من 1 % لتتخطى 65 دولاراً للبرميل الجمعة بسبب المخاوف من احتمال تعطل صادرات النفط من الخليج.

ومساء الجمعة، قال ترامب خلال مقابلة مع محطة إن.بي.سي نيوز الإخبارية "لا أسعى لحرب وإذا حدث فستكون إبادة (لإيران) لم تشهدها من قبل لكنني لا أتطلع للقيام بذلك".

ورداً على ترامب، نقلت وكالة تسنيم للأنباء عن عباس موسوي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية صباح السبت 22 يونيو، قوله: "لن نسمح بأي انتهاك لحدود إيران. وإيران ستواجه بحزم أي عدوان أو تهديد من قبل أمريكا".

في الأثناء، أعلن البيت الأبيض، الجمعة 21 يونيو، أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب عيّن مارك إسبر (55 عاماً) وزيراً للدفاع وهو منصب كان الضابط السابق يتولاه بالوكالة منذ الثلاثاء 18 يونيو، ليصبح ثالث من يتولى المنصب خلال 6 أشهر.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image