أعلنت وزارة السياحة المصرية في 22 تموز/يوليو اكتشاف بقايا مدينة أثرية وجزء من معبد في خليج أبوقير بمحافظة الإسكندرية، شمالي مصر، لكن مشاهدة هذا الكشف تقتضي من الزوار الغوص في البحر.
وبحسب ما أكده إيهاب فهمي، رئيس الإدارة المركزية للآثار المصرية الغارقة، لرصيف22، فإن مصر تفكر جدياً في أن تُبقي هذه "الكنوز" الأثرية في مكانها في البحر، من خلال إنشاء متحف متخصص يضمها، تحتاج زيارته إلى الغوص، لكنه أشار إلى بعض الصعوبات التي قد تعطل هذه الخطوة.
ووفق بيان رسمي أصدرته وزارة الآثار المصرية، أمس، فقد أنهت البعثة الأثرية المصرية الأوروبية، التابعة للمعهد الأوروبي للآثار البحرية، أعمال الموسم الأثري في موقع أطلال مدينتي "كانوب" و"هيراكلون" الغارقتين في خليج أبوقير بالإسكندرية، وهو موسم البحث الذي استمر قرابة شهرين.
وذكر البيان أن جميع أعمال البحث البحري أجريت باستخدام "أحدث جهاز مسح مقطعي ينقل صوراً عن الشواهد الأثرية الراقدة في قاع البحر أو المدفونة أسفله".
وقد أسفرت أعمال المسح في موقع أطلال مدينة "كانوب" عن اكتشاف بقايا مجموعة من المباني تمنح المدينة كيلومتراً نحو الجنوب، عثر فيه على بقايا ميناء ومجموعة أوانٍ فخارية من العصر الصاوي وعملات ذهبية ومعدنية، وحلي ذهبية من خواتم وأقراط وعملات برونزية من العصر البطلمي، وعملات ذهبية من العصر البيزنطي، وهذا ما يرجح أن المدينة كانت مأهولة بالسكان بين القرن الرابع قبل الميلاد والعصر الإسلامي.
أما في ما يتعلق بأطلال مدينة "هيراكلون"، فقد عثرت البعثة على جزء من معبد مدمر كله، وهو المعبد الرئيسي للمدينة التي كان يطلق عليها "آمون جرب"، كما عثرت على بعض الأواني الفخارية الخاصة بالتخزين وأوانٍ للطعام من القرنين الثالث والثاني قبل الميلاد، وعملات برونزية من عصر الملك بطلميوس الثاني، وأجزاء من أعمدة دورية ظلت محفوظة على عمق 3 أمتار في قاع البحر.
ما سبق ليس كل ما عثرت البعثة عليه، فقد وجدت أيضاً حطام سفينة أثرية يقدر عمرها بنحو 2400 عام، كان قد عثر على أجزاء منها قبل سنوات ضمن مجموعة من حطام السفن الغارقة بين أطلال مدينتي "كانوب" و"هيراكليون".
رئيس الإدارة المركزية للآثار المصرية الغارقة يقول لرصيف22 إن بلاده تخطط لإنشاء متحف مفتوح في مياه محافظة الإسكندرية، رغم وجود صعوبات عملية وتنفيذية
كانت مأهولة بالسكان بين القرن الرابع قبل الميلاد والعصر الإسلامي... اكتشاف بقايا مدينة أثرية وجزء من معبد في مياه خليج أبوقير في محافظة الإسكندرية المصرية
وقالت البعثة إنه جرى الكشف الكامل عن حطام السفينة التي تحمل الرقم 61 وكان يعمل في موقعها فريق مصري متخصص طوال أربعة مواسم. وقد توصل الخبراء إلى أن طول السفينة 13 متراً وعرضها 5. وتابعت أن السفينة كانت مدفونة في الطمي على عمق يبلغ نحو 3 أمتار، وعثر فيها على عدد وافر من الأواني الفخارية والمعدنية والعملات والحلي.
وترى البعثة أن حطام السفينة "كنز أثري وعلمي"، لأنه يعود للقرن الرابع قبل الميلاد، مؤكدة أنها تنجز حالياً دراسة وافية للسفينة.
متحف في مياه الإسكندرية قريباً؟
وقال إيهاب فهمي لرصيف22 إن مصر تخطط جدياً لإنشاء متحف خاص لآثارها المصرية الغارقة في مياه الإسكندرية، لكنه علّق بأن هذه الخطوة ستستغرق بعض الوقت لتتم بطريقة علمية حتى لا تُتلف المياه المالحة القطع الأثرية، مؤكداً أنه في هذه الحالة سيكون على الراغبين في الزيارة الغوص للاستمتاع بهذه الكنوز.
ويشدد على أن عملية انتشال الآثار الغارقة من أصعب المهمات، لأنها تختلف كلياً عن الطرائق التقليدية المستخدمة في البحث عن الآثار التي غالباً ما يتم العثور عليها تحت سطح الأرض، فهي تحتاج إلى أدوات مكلفة واستعداد بدني خاص لدى المنقب الأثري الذي يغوص في البحر.
ويؤكد فهمي أن مصر تمتلك آلاف القطع الأثرية التي تسببت عوامل طبيعية، منها الزلالزل، بدفنها في المياه مئات السنين، مشيراً إلى أن محافظة الإسكندرية هي أكبر منطقة في العالم تضم مياهها آثاراً غارقة. ويوضح أن عدد القطع الأثرية التي اكتشفت في مياهها يبلغ نحو 11 ألف تمثال وقطعة أثرية، وهي تمثل مختلف العصور التاريخية.
وبحسب فهمي، فإن البحث عن الآثار الغارقة في مصر بدأ عام 1933، وهو مستمر إلى اليوم.
وفي أيار/مايو 2017، نظم مركز الأمم المتحدة للإعلام بالتعاون مع منظمة اليونسكو حملة تولى فيها فريق من الغواصين المصريين إزالة القمامة والمخلفات المتراكمة على آثار الإسكندرية الغارقة، خاصة في الميناء الشرقي للمدينة الساحلية.
وخلال السنوات الماضية عثر على آلاف التماثيل والقطع الأثرية في مياه الإسكندرية، أبرزها تماثيل أبي الهول، بطليموس الثاني عشر، رؤوس تماثيل أباطرة وملكات بالطرازين اليوناني والروماني، تماثيل معبودات مثل طائر الأيبس والإله تحوت هرمس، كما عثر على عملات وقطع من الحلي الذهبية والفخارية كالأمفورات والأواني والمسارح من العصرين البطلمي والروماني.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 5 أيامربما نشهد خلال السنوات القادمة بدء منافسة بين تلك المؤسسات التعليمية الاهلية للوصول الى المراتب...
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامحرفيا هذا المقال قال كل اللي في قلبي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعبكيت كثيرا وانا اقرأ المقال وبالذات ان هذا تماما ماحصل معي واطفالي بعد الانفصال , بكيت كانه...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ أسبوعرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ اسبوعينمقال رائع فعلا وواقعي