أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، في 17 تموز/يوليو، أن البحرين ستستضيف مؤتمراً عالمياً موضوعه "السلامة البحرية" لمواجهة "التهديدات الإيرانية".
وأكد ذلك وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة، عقب مشاركته في حلقة نقاش تابعة للمجلس الأطلسي في واشنطن، إلى جانب المبعوث الأمريكي الخاص لإيران براين هوك.
مؤتمر لحشد تحالف
وأكد المبعوث الأمريكي هوك في تصريح لصحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية الناطقة بالإنجليزية، أن الدول التي شاركت في "مؤتمر وارسو" ستدعى إلى مؤتمر في البحرين، لافتاً إلى أن "الدعوات لم ترسل بعد".
واستضافت العاصمة البولندية وارسو، في 13 و14 شباط/فبراير الماضي مؤتمراً ، هدفه بحث "تأثير إيران وإرهابها في المنطقة"، شاركت فيه 65 دولة، منها الولايات المتحدة وإسرائيل ودول خليجية وأوروبية.
وأشار آل خليفة، الذي يزور الولايات المتحدة حالياً، إلى أن المؤتمر المزمع عقده يرمي إلى "التوصل إلى تفاهم مشترك بشأن مواجهة التحدي الذي تمثله إيران"، في حين سلط هوك الضوء على "التهديد البحري المتزايد في الخليج"، حيث تعرضت سبع ناقلات على الأقل للهجوم منذ أيار/مايو الماضي.
وشدد آل خليفة على أن البحرين لا تسعى لتغيير النظام في إيران، وأن المنامة ستتخذ خطوات لتحسين العلاقات إذا أبدت طهران اهتمامها، قائلاً "ما يهمنا هو سلوك النظام، فإذا اتخذت إيران خطوة للأمام، فسنتخذ خطوتين"، مضيفاً "نحن بحاجة إلى أن نرى أنهم لا يطعنوننا في الظهر".
وكانت العاصمة البحرينية، المنامة، استضافت خلال يومي 25 و26 حزيران/يونيو الماضي، ورشة اقتصادية أمريكية أخرى تتعلق بالجانب الاقتصادي من صفقة القرن، خطة السلام الأمريكية المقترحة لإنهاء الصراع الفلسطيني/الإسرائيلي.
جهود أمريكية حثيثة
ويلتقي هوك في 19 تموز/يوليو سفراء دول عدة من أجل الترويج لخطة الولايات المتحدة بغية بناء تحالف بحري لمنع وقوع المزيد من الهجمات، استناداً إلى برنامج حماية أمريكي جديد يدعى "الحارس".
ويرى أن هذا البرنامج "سيجعل من الصعب على إيران تعطيل حرية التجارة والملاحة".
وفي نهاية حزيران/يونيو الماضي، أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك برنامج "الحارس". وهو خطة لتجنيد شركاء الولايات المتحدة وحلفائها من أجل المساعدة في تعزيز أمن السفن التي تعبر مضيق هرمز وغيره من المعابر، عقب الهجمات على ناقلات في الخليج.
في موازاة ذلك، قالت وزارة الخارجية الأمريكية، في 17 تموز/يوليو، إن مسؤولين أمريكيين سيطلعون أعضاءً من السلك الدبلوماسي في واشنطن يوم 19 تموز/يوليو على "مبادرة جديدة" لتعزيز حرية الملاحة والأمن البحري في مضيق هرمز.
تشكيك في فعالية "الحارس"
وكانت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية قد شككت في فرص نجاح "الحارس" واحتمالات موافقة الحلفاء على الانضمام إليه. ونقلت عن عدد من الخبراء تخوفهم من "جر الجيش الأمريكي إلى مواجهة مباشرة مع إيران"، متوقعين أن ينتهي البرنامج إلى "مشروع أمريكي خالص مع مساهمة محدودة من بعض الحلفاء الأوروبيين".
ووفق التقرير، الذي كتبته لارا سيليغمان الشهر الماضي، فإن فرقة عمل دولية تسعى لحماية الملاحة التجارية في المنطقة، وتحديداً في مضيق هرمز وباب المندب وقناة السويس. وتتكون الفرقة من 33 دولة بينها الولايات المتحدة وأستراليا وكندا وغيرهم ويطلق عليها اسم Combined Task Force 150 .
يرى مراقبون أن الخطة الأمريكية ستنتهي إلى "مشروع أمريكي خالص مع مساهمة محدودة من بعض الحلفاء الأوروبيين" بسبب ضعف قدرة أساطيل الحلفاء الخليجيين
خلال مؤتمر تستضيفه المنامة وتشارك فيه 65 دولة، تسعى الولايات المتحدة لتكوين تحالف بحري من أجل تنفيذ برنامج "الحارس" الذي اقترحه وزير الخارجية مايك بومبيو لحماية مضيقَي هرمز وباب المندب
كذلك أشار التقرير إلى فرقة أخرى منفصلة مكونة من الولايات المتحدة ودول الخليج مهمتها مراقبة الملاحة في الخليج الفارسي.
وخلص التقرير إلى أن "الحارس" ما هو إلا "عودة إلى نقطة الصفر"، داعياً واشنطن إلى عدم التعويل على الحليفين الإماراتي والسعودي لانهماكهما في الحرب على اليمن، ومحاولة الاستفادة من الأدوات المتاحة لتأمين الملاحة في المنطقة عوضاً عن استحداث أدوات مماثلة.
تحالف بحري ونظام "مراقبة وحماية"
وفي 9 تموز/يوليو، صرح رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال جوزيف دانفورد بأن "الولايات المتحدة تريد تكوين تحالف عسكري في غضون أسبوعين لحماية المياه الإستراتيجية قبالة إيران واليمن".
وأضاف: "نتواصل الآن مع عدد من الدول لتحديد ما إذا كان بإمكاننا تشكيل تحالف يضمن حرية الملاحة في مضيق هرمز ومضيق باب المندب".
وأردف: "لذا، من المحتمل أن نعيّن خلال الأسبوعين المقبلين الدول التي لديها الإرادة السياسية لدعم هذه المبادرة وسنعمل بعد ذلك مع الجيوش لتحديد الإمكانات التي ستدعم ذلك".
وأوضح أن واشنطن ستوفر "سفن القيادة والسيطرة"، في حين توقع "أن يقوم الآخرون بالدوريات والمرافقة".
وسبق أن ناقش مسؤولون أمريكيون خططاً لحماية مضيق هرمز، غير أن تحالف تعزيز الأمن في مضيق باب المندب قبالة اليمن، الذي أعلنه دانفورد عُدّ أمراً جديداً.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...