كشف الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله في 12 تموز/يوليو عن أن الحزب قلص قواته في سوريا بسبب ما قال إنه خفوت حدة القتال على الأراضي السورية، لكنه عاد وأكد استمرار بقاء مقاتلين في كل الأماكن التي انتشروا فيها سابقاً.
وساهم حزب الله اللبناني المدعوم من إيران بدور رئيسي في الحرب السورية. وكانت له أدوار أساسية في مساعدة قوات الرئيس بشار الأسد في استعادة السيطرة على عدد كبير من الأحياء والبلدات.
وبعد مرور أكثر من 8 سنوات على الحرب، تقلصت رقعة المناطق السورية التي تشهد أعمالاً قتالية.
وبحسب ما قاله نصر الله في مقابلة مع تلفزيون المنار، بمناسبة الذكرى الـ13 للعدوان الإسرائيلي على لبنان في العام 2006، "ليست هناك مناطق في سوريا أخليناها بالكامل ولكن لا داعي أن تبقى الأعداد هي نفسها". وأضاف أن الحزب لا يزال موجوداً في كل الأماكن التي كان فيها في سوريا: "لكن قلصنا القوات بما يحتاجه الوضع الحالي، وهذا ليس له علاقة بالعقوبات والتقشف المالي".
وتابع أن حزبه مستعد للعودة إلى سوريا بأعداد كبيرة إذا اقتضت الحاجة، مشدداً على أن "لحظة الانسحاب الكامل لم تحن بعد".
وقال نصر الله: "إننا لا نتبلغ من روسيا في سوريا، بل ننسق مع القيادة العسكرية السورية، نحن نتعامل مع الروس كأصدقاء لكن روسيا ليست جزءاً من محور المقاومة"، كاشفاً "أننا نلتقي دائماً مع الرئيس السوري لكن لا نذكر ذلك لأسباب أمنية".
وعما تداولته تقارير إعلامية عن حدوث اشتباكات بين إيران وروسيا في سوريا، نفى نصر الله حصول أي اشتباك بين الطرفين، وقال إن هناك "حالة تنسيق كبيرة بين البلدين على المستويين الميداني والسياسي، ولا تطابق رؤية بين روسيا وإيران في سوريا بل هو التقاء كبير"، وأشار إلى أن "خروج إيران من سوريا يرتبط بقرار القيادة السورية". وتوجّه إلى الإسرائيليين بالقول: "افعلوا ما شتئم، فإيران لن تخرج من سوريا، وهذا قرار القيادة السورية".
"بعيداً عن الإعلام"
ويوم 30 حزيران/يونيو الماضي، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مصادر أكدت له أن حزب الله يسحب قواته من الأراضي السورية بعيداً عن الإعلام، إذ جرى سحب مجموعات كبيرة من قوات حزب الله بشكل سري من مناطق متفرقة في العاصمة دمشق وريفها والجنوب السوري.
وكان المرصد السوري قد نقل يوم 19 نيسان/أبريل الماضي، عن عدة مصادر وصفها بالموثوق بها، تأكيدها أن الحزب بدأ حينذاك في سحب قواته من بعض مواقعه في بلدة قارة التابعة للقلمون الغربي شمال العاصمة دمشق، حيث انسحبت مجموعات تابعة للحزب من حي الكرب الذي تسيطر عليه منذ أواخر شهر تشرين الثاني/نوفمبر من العام 2013، بعد معارك عنيفة مع فصائل معارضة.
الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله يكشف أن حزبه قلص قواته في سوريا بسبب "خفوت حدة القتال على الأراضي السورية"، لكنه أضاف أنه لا يزال لديه مقاتلون هناك... هل انتهت مهمة حزب الله في سوريا؟
في الأشهر الماضية، أفادت تقارير بأن حزب الله يسحب قواته من الأراضي السورية بعيداً عن الإعلام... وفي 12 تموز/يوليو، أعلن الأمين العام للحزب حسن نصر الله أن حزبه قلص قواته في سوريا بسبب "خفوت حدة القتال على الأراضي السورية"
وتابع المرصد أن قوات الحزب انسحبت كذلك من أحياء الملعب البلدي والبيدر والحي الغربي للبلدة، وأن مصادر أبلغته بأن عمليات الانسحاب شملت انسحاب جميع الحواجز العسكرية التابعة للحزب الواقعة على الطريق الواصل بين قارة وجرودها، بالإضافة إلى انسحابها من حي المشفى مع إخلاء جميع مقارّها العسكرية ومستودعات الأسلحة والذخائر.
وفي كانون الثاني/يناير الماضي، نشر مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية، تحليلاً خلص فيه إلى أن مكتسبات حزب الله من حرب سوريا تُعادل خسائره، ووصف المركز انخراط الحزب في الحرب السورية بأنه التحدي الأكبر الذي واجهه منذ نشأته في العام 1982، معتبراً أن أهم المكاسب التي حصل عليها هي الخبرة القتالية الكبيرة، فضلاً عن تسلم الأسلحة من سوريا وإيران.
ونقل المركز البحثي عن المرصد السوري لحقوق الإنسان تأكيده مقتل نحو 122 ألف عنصر من قوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، بينهم 1630 عنصراً من حزب الله.
وكانت صحيفة "فيلت" الألمانية قد كشفت في تقرير عن نهاية مهمة حزب الله في سوريا بعدما خسر عدداً كبيراً من مقاتليه في أرض المعركة. وأشارت إلى أن الحزب سيكتفي بدور استشاري فقط بعدما شارك في الحرب السورية بنحو 8 آلاف مقاتل.
وبحسب تقرير آخر نشره المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم 9 نيسان/أبريل الماضي، فإن الحزب والقوات الإيرانية نجحا في الجنوب السوري، وفي محافظة درعا على وجه الخصوص، في نشر التشيع. وأضاف المرصد أنه رصد زيادة عمليات استقطاب الشبان والرجال المدنيين والمقاتلين السابقين للفصائل ممن أجروا "مصالحات وتسويات"، وذلك باستخدام مغريات مادية في ظل الأوضاع المعيشية السيئة التي تعيشها محافظة درعا نتيجة سيطرة قوات النظام والميليشيات الموالية لها.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...