نفت الحكومة المصرية أي نية لإنشاء "وزارة للسعادة"، بعد تصريحات لمسؤول حكومي عن وجود تعاون بين مصر والإمارات لإنشاء وزارة بذلك الاسم، وهذا ما أثار سخرية واسعة بين المصريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وكان مدير منظومة الشكاوى الحكومية في مجلس الوزراء طارق الرفاعي، قد قال، في 11 تموز/يوليو، خلال استضافته في برنامج "نظرة" المذاع على قناة "صدى البلد"، إنه سيتم قريباً إنشاء وزارة للسعادة في مصر بالتعاون مع الإمارات، مشدداً على أن أثرها "سيكون ملموساً قبل إقرارها من خلال تعاملات المواطنين مع كل أجهزة الدولة المختلفة".
وأضاف أن هناك مساعي لزيادة الوعي لدى المواطنين مع تعزيز مستويات التواصل معهم في جميع أجهزة الدولة المختلفة، بهدف "زيادة تعزيز معدل ثقة المواطن بالحكومة وأجهزتها المختلفة، مع بحث كيفية الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين"، معتبراً أن هذا "ما يؤرق الحكومة حالياً".
لكن الحكومة المصرية أوضحت في بيان صدر في 12 تموز/يوليو، أن الرفاعي كان يقصد التشبه بالإمارات في ما يتعلق بـ"جودة الخدمات وتواصل الموظفين مع المواطنين وجائزة التميز الحكومي في أداء الخدمات".
وتحل مصر في المرتبة 137 على مؤشر السعادة العالمي لعام 2019 من إجمالي 156 دولة، إذ تراجعت 15 مركزاً هذا العام مقارنة بالعام الماضي، فيما تحتل المركز 16 عربياً.
"نفرح أكتر من كدا؟"
ونشط المصريون عبر وسم #وزارة_السعادة على تويتر ساخرين من تصريح المسؤول الحكومي ومعربين عن شكوكهم في ما تريد الحكومة فعله بهم بعد الوعود المتكررة بتحسن الأوضاع بدون نتيجة بل مع زيادات هائلة في الأسعار.
وتساءل البعض ساخراً عن سبب إنشاء وزارة كهذه لشعب "مبسوط ولا يعاني من أي مشاكل والأسعار جميلة"، في حين قال آخرون إن المصريين "لم يعد لديهم حيل (قدرة) على الفرح" بسبب الإجراءات الحكومية المتتالية بزيادة الضرائب ورفع الأسعار وتقليل الدعم.
ويعاني المصريون من ظروف اجتماعية واقتصادية سيئة، إذ يؤكد آخر تقرير للبنك الدولي، الصادر مطلع أيار/مايو الماضي، أن معدلات الفقر في البلاد بلغت نحو 60% بدلاً من 30% في العام 2015، مشيراً إلى أن "عدم المساواة آخذة في الازدياد".
مسؤول حكومي مصري يثير جدلاً بعد زعمه إنشاء وزارة للسعادة في بلده التي تحل في المرتبة 137 على مؤشر السعادة من جملة 156 دولة وتبلغ نسبة الفقر فيها 60%
"الشعب مبسوط ولا يعاني أي مشاكل والأسعار جميلة"… فلماذا وزارة السعادة في مصر؟
وكانت الإمارات قد استحدثت، في شباط/فبراير عام 2016 وزارة للسعادة. وعلى خطاها خصصت السعودية، في أيلول/سبتمبر 2018، منصباً في إحدى الوزارات تقتصر مهمات صاحبه على "نشر الابتسامة الصادقة" بين الموظفين ومنحته لقب "أخصائي سعادة الموظفين". وعادت السعودية وعينت، في كانون الثاني/يناير الماضي، أول مسؤولة نسائية مختصة في "رصد سعادة المواطنين" خلال تعاملهم مع المصالح الحكومية.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...