قررت نقابة المهن الموسيقية في مصر، في 11 يوليو/ تموز، منع إقامة حفلات "أغاني المهرجانات الشعبية" في منطقة الساحل الشمالي الراقية والسياحية، بزعم إساءتها إلى الفن واحتمال مسها بأمن الوطن.
وأوضح رئيس لجنة التفتيش والمتابعة في النقابة علي الشريعي أن "القرار جاء بعد ظهور عدد من الدخلاء علينا (على الموسيقيين) يطلقون على أنفسهم تسمية ‘مغنيي مهرجانات‘ ولا أحد يعرف كيف أصبحوا ‘نجوم مهرجانات‘ على حد قولهم، خصوصاً أنهم ليسوا أعضاء في النقابة".
وأردف: "لذلك قررت النقابة منع هذه النوعية من مقابلة أبنائنا وأسرنا في أي حفل"، مشدداً على أن مغنيي المهرجانات "غير مؤهلين للتعامل مع الجمهور ولا تمت أغانيهم للفن بصلة بل قد تسيء إلى أمن الوطن".
وأكد المستشار الإعلامي للنقابة طارق مرتضى ذلك، وقال: "إن القرار يأتي لمنع هذه النوعية من الأغاني من الوصول إلى أبنائنا في أي حفل".
وورد في نص قرار النقابة الموجه إلى مساعد وزير الداخلية المصرية ومدير أمن مرسى مطروح، باعتباره ممثلاً للسلطة التنفيذية التي ستشرف على تطبيقه: "نما إلى علم النقابة العامة للمهن الموسيقية وجود دخلاء على مهنة الفن والغناء ومشغلي الدي جي يعملون في المجال وهم غير مقيدين بسجلات النقابة وهم من يطلق عليهم لقب مطربي المهرجانات وتخشى النقابة أن يكون بينهم من يخفي أغراضاً لا تمت للفن بصلة بل قد تسيء إلى أمن الوطن".
وأضاف: "لذا نرجو منكم حسن التعاون مع لجنة التفتيش المفوضة من النقابة بمنع تشغيل كل من هو غير عضو في النقابة أو غير حاصل على تصريح منها، وتحرير محاضر للمخالفين واتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم".
واختلفت تعليقات المغردين المصريين عبر تويتر، فمنهم من أشاد بالقرار متمنياً تعميمه للقضاء على رداءة هذه الأغاني، على حد قولهم. ومنهم من سخر من القرار متسائلاً عن ماهية الأغنيات التي تحافظ على أمن الوطن.
وشكك آخرون في أن يكون القرار صادراً لأغراض أخلاقية ووطنية، مشيرين إلى اقتصاره على منطقة الساحل الشمالي "الكثيرة الحفلات والوفيرة الأرباح".
دور أخلاقي ورقابي
ومنذ انتخابه نقيباً للموسيقيين في تموز/يوليو عام 2015، بات الدور "الرقابي والأخلاقي" للنقابة الفنية المصرية أكبر في عهد المطرب هاني شاكر، حتى أصبحت النقابة تمثل "تهديداً وتخويفاً للفنانين لكثرة الإنذارات وقرارات الإيقاف"، وفق ما يؤكد تحقيق لموقع "مدى مصر".
بدأ هاني شاكر قراراته بـ"حظر ارتداء الفنانات ملابس عارية خلال الحفلات وإلزامهن بالحفاظ على القيم والتقاليد والآداب العامة للمجتمع المصري"، وبعد جدل واسع وانتقاد للقرار، تراجع موضحاً أنه "مجرد رجاء ومناشدة" لأنه "لا يستطيع تطبيق المنع".
وفي شباط/فبراير عام 2016، قال نقيب الموسيقيين إنه منع حفلاً لـ"عبدة الشيطان" في وسط العاصمة المصرية القاهرة وأخطر الأجهزة الأمنية بملاحقة الفرقة والمنظمين، وهو في الحقيقة حفل لموسيقى الميتال، وقد أثار بفعلته هذه سخرية واسعة.
كذلك كثيراً ما أبلغت النقابة الشرطة عن موسيقيين ليسوا أعضاء فيها، مطالبة بمنعهم من العمل لأسباب أخلاقية.
نقابة المهن الموسيقية في مصر تمنع إقامة حفلات "أغاني المهرجانات الشعبية" في منطقة الساحل الشمالي السياحية، بزعم إساءتها إلى الفن وأمن الوطن
هذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها نقابة المهن الموسيقية المصرية بدور الوصي على الجمهور، وهي التي أصدرت عدة قرارات مثيرة للجدل بداعي "الحفاظ على الأخلاق وصورة البلد"
فضلاً عما سبق، بات عقد الحفلات الموسيقية أمراً صعباً بسبب الإجراءات الإدارية، وارتفاع قيمة الغرامات المالية حال تجاهلها. كما تزداد شروط ورسوم انتساب الفنانين الأجانب للنقابة.
وخلال 5 سنوات، أصدر شاكر قرارات بالمنع من الغناء والإحالة للتحقيق ضد عدد كبير من الموسيقيين، منهم أحمد سعد، ودينا الوديدي، وهيفاء وهبي، وإيمان البحر درويش، وحمزة نمرة، ومحمد الريفي، وأوكا، وأورتيجا، ومصطفى حجاج، وغيرهم لأسباب "أخلاقية أو مادية أو سياسية".
وفي مارس/آذار الماضي، قرر مجلس نقابة المهن الموسيقية برئاسة شاكر، وقف المطربة شيرين عبد الوهاب عن الغناء وإحالتها للتحقيق إثر حديثها للجمهور في إحدى الحفلات عن وضع الاعتقالات في مصر، بدعوى أنه "مسيء للبلد".
وكان القبض على مغني المهرجانات حمو بيكا أحدث الملاحقات القانونية لمطربين بسبب بلاغات من النقابة، لغنائه بدون تصريح منها، قبل أن تقرر محكمة مصرية حبسه شهرين مع الشغل والنفاذ.
وقبل أيامٍ قليلة، أعلن حمو بيكا عن حفل جديد له في منطقة الساحل الشمالي، وردت النقابة بأن الإعلان "محاولة استعراضية لا أكثر من الشخص الممنوع بحكم القانون من مزاولة الغناء". ويرجح أن يكون هذا الإعلان سبباً في صدور قرار منع حفلات المهرجانات في المنطقة.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...