عاد الإنترنت إلى السودان وحمل معه مقاطع فيديو وصوراً توثّق الانتهاكات التي ارتكبها الجيش السوداني بعد فض اعتصام المتظاهرين أمام القيادة العامة.
مباشرة بعد عودته، اغتنم السودانيون الفرصة لينشروا عبر وسائل التواصل الاجتماعي صوراً وفيديوهات جديدة توثق دموية هجوم قوات الدعم السريع على اعتصامهم السلمي في الثالث من يونيو الماضي، وانتشر على تويتر وسم #توثيق_مجزرة_القياده_العامه.
وكان المجلس العسكري السوداني قد أمر بقطع خدمة الإنترنت عن السودانيين في الرابع من يونيو الماضي، بعد أقل من يوم من قيامه بفض اعتصام القيادة العامة بطريقة عنيفة أسفرت عن مقتل أكثر من مئة شخص وإصابة مئات آخرين.
ولكن محكمة سودانية أمرت في التاسع من يوليو كل الشركات التي تزوّد السودانيين بهذه الخدمة بإعادتها.
منذ الأساس، كان هدف حجب الإنترنت التعتيم على الانتهاكات التي وقعت في الليلة التي سماها الناشطون "ليلة الغدر" أو "مجزرة القيادة العامة"، وكان السودانيون قد بدأوا بالفعل بنشر تسجيلات فيديو وصور توثّق انتهاكات قوات الدعم السريع بحق المعتصمين قبل عزلهم عن الشبكة العنكبوتية.
ومع عودة الخدمة، راح السودانيون يستكملون نشر ما اضطروا إلى الانقطاع عنه.
اللحظات الأولى للمجزرة
وثّقت التسجيلات اللحظات الأولى لفض اعتصام القيادة العامة، ومحاولة متظاهرين الدفاع عن أنفسهم والثبات في أماكنهم.
وأظهرت اقتحام عناصر من قوات الدعم السريع لميدان الاعتصام وإحراق الخيم واعتقال المعتصمين وإجبارهم على قول: "عسكرية".
وأظهرت العنف الذي مارسته قوات الدعم السريع، وحالة الفوضى الناتجة عن الخوف في صفوف المتظاهرين.
كما وثّقت كيف أطلقت القوات العسكرية المهاجمة النار على المعتصمين.
انتهاكات بالجملة
أظهرت تسجيلات كيف قامت قوات الدعم السريع بالاعتداء على متظاهرين وإهانتهم.
ووثّقت مشاهد مختلفة من اعتداء العسكريين على مواطنين عزّل من الواضح أنهم لا يمتلكون أية قدرة على المواجهة.
مباشرة بعد عودة الإنترنت، اغتنم السودانيون الفرصة لينشروا صوراً وفيديوهات جديدة توثق دموية هجوم العسكر على اعتصامهم السلمي في الثالث من يونيو، وانتشر وسم #توثيق_مجزرة_القياده_العامه
فض الاعتصام بعنف، إحراق الخيم، إطلاق الرصاص، إذلال المعتصمين، قتل وإصابة المئات، الاعتداء على "الكنداكات"... سودانيون ينشرون مقاطع فيديو لـ #توثيق_مجزرة_القياده_العامه بعد عودة الإنترنت
وتتكرر مشاهد ركل متظاهرين سقطوا على الأرض.
كما تتكرر مشاهد التنكيل بمتظاهرين جرى عزلهم عن الجموع.
مصابون وقتلى وجثث من النيل
في يوم فض الاعتصام الدامي، سقط أكثر من 100 قتيل وأصيب المئات.
وثقت تسجيلات الفيديو لحظات سقوط بعض القتلى.
كما وثّقت فشل إسعاف مصابين انضموا إلى قاطرة الضحايا.
وصوّرت آخرين كانوا أكثر حظاً، ونجحت الطواقم الطبية في إسعافهم بعد إصابتهم برصاص قوات الدعم السريع.
في الأيام التي تلت فض الاعتصام، ظهرت تسجيلات وتقارير عن انتشال عشرات الجثث من النيل، ومع تكشّف هذه الوقائع راحت حصيلة الضحايا ترتفع. ونشر متظاهرون بعد عودة الإنترنت مشاهد توثّق قيامهم بانتشال جثث بعض هؤلاء.
استهداف "الكنداكات"
لقيت "كنداكات" السودان اللواتي لعبن دوراً رئيسياً في الثورة نصيبهن من القمع والانتهاكات، ووثقت الأمر مقاطع فيديو كثيرة.
والكنداكة لقب انتشر خلال أحداث الثورة لوصف المتظاهرات وهو مستوحى من لقب قديم لملكات النوبة.
وكانت تقارير صحافية قد كشفت أن عشرات المتظاهرات السودانيات تعرضن للاغتصاب أثناء فض اعتصام القيادة العامة.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...