انتشرت في الساعات الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي نصائح طبية لضحايا الاغتصاب في السودان حتى لا يحملن، من بينها نصائح بتناول جرعات من الدواء يمنع الحمل جاءت في سلسلة تغريدات على موقع تويتر، هذه النصائح تأتي في سياق الأنباء التي ترد من السودان عن اغتصاب ناشطات بعضهن يعملن في القطاع الصحي. ونشر نشطاء سودانيون شهادات على وسائل التواصل الاجتماعي عن حالات اغتصاب ممنهج لناشطات تم توثيقها بعد مجزرة اعتصام القيادة العامة في الثالث من يونيو. وتتهم عدة أوساط قوات أمنية تابعة للمجلس العسكري بالضلوع في جرائم الاغتصاب الذي استخدم كجريمة حرب لثني النساء عن المشاركة في الانتفاضة الشعبية.
وإزاء هذه الأنباء، اقترحت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، نشر بعثة مراقبة في السودان، للنظر في الانتهاكات التي ارتكبت منذ الثالث من يونيو الجاري، فيما عبرت منظمة الصحة العالمية عن "قلقها البالغ" من التقارير التي تفيد بحدوث حالات اغتصاب.
شهادات مروعة عن اغتصاب ممنهج لناشطات في الحراك السوداني على أيدي قوات أمنية تابعة للمجلس العسكري، فيما انتشرت تغريدات على تويتر بنصائح طبية لضحايا الاغتصاب حتى لا يحملن من مغتصبيهن. الاغتصاب لم يشمل السيدات فقط بل بعض الضحايا من الرجال وفق شهادات.
ويقول نشطاء إن حالات الاغتصاب هدفها كسر أيقونة "الكنداكات" في السودان، حيث كانت المرأة السودانية في مقدمة الصفوف في الحراك الشعبي، ونجحت السودانيات الثائرات أو الكنداكات كما يطلق عليهن، في قيادة عدد غير قليل من المظاهرات.
ونقلت فضائية دويتشه فيله الألمانية عن الناشطة السودانية في مجال حقوق المرأة وعضو تجمع القوى المدنية، ناهد جبر الله تأكيدها أنه تم توثيق عدد من حالات الاغتصاب التي تعرضت لها سودانيات على أيدي قوات الدعم السريع التابعة للمجلس العسكري السوداني.
الاغتصاب شمل الرجال
وبحسب شهادة جبر الله فإن الاغتصاب شمل رجالاً كذلك وأن عدداً من الجثث التي انتشلت من النيل كانت لفتيات تم اغتصابهن، بحسب قولها.
وقالت جبر الله إنه من الصعب حالياً إجراء إحصاء دقيق بعدد ضحايا الاغتصاب، لعدة أسباب منها انقطاع الإنترنت في السودان وتقطع الاتصالات، إضافة إلى الملاحقات المستمرة التي تقوم بها قوات الدعم السريع سواء للأطباء أو حتى للمصابين داخل المستشفيات، لكنها أكدت توثيق حالات اغتصاب في المستشفيات بالفعل.
وتضم قوات الدعم السريع أفراد ميليشيات الجنجويد السابقين المورطين بانتهاكات منهجية لحقوق الإنسان في دارفور بين عامي 2003 و2008.
وتابعت الناشطة السودانية في شهادتها قائلة إن نشطاء أكدوا لها انتشال نحو 40 جثة من النيل مؤكدين لها إن بعضها كانت بالزي العسكري ما يعني أن حتى عناصر في الجيش طالتهم أيدي تلك الجماعات التي وصفتها بالإجرامية إما لرفضهم المشاركة في هذه الجريمة أو لمحاولتهم حماية النساء والفتيات من الاغتصاب فتم اغتيالهم هم أيضاً، بحسب روايات من نقلوا هذه الشهادات.
وفيما يتعلق بالقوات التي نفذت عمليات القتل والاغتصاب وفض الاعتصام قالت الناشطة السودانية في شهادتها للقناة الألمانية: "رأيت بنفسي طبيعة المشاركين في المجموعات المسلحة التي اعتدت علينا وهؤلاء ليسوا أبداً من جنود الجيش تمكنا بسهولة التمييز بينهم وبين جنود الجيش من أشكالهم وملابسهم وتصرفاتهم بل من العلامات المعلقة على ملابسهم وبها أسماؤهم وكلها تدل على أنهم من قوات الدعم السريع" متسائلة عن "كيفية عزل جيش السودان بأكمله عن مثل هذه الأحداث خصوصا مع تواتر الأنباء عن تجريد ضباط في الجيش بمختلف رتبهم من السلاح ومن بقي معه سلاح كان لديه عدد محدود للغاية من الطلقات"، مؤكدة أن ما حدث جريمة يتحملها المجلس العسكرى.
مراقبة من الأمم المتحدة
من جانبها اقترحت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، نشر بعثة مراقبة في السودان، للنظر في جميع الانتهاكات التي حدثت في السودان منذ فض الاعتصام، خصوصاً ما يتعلق بحالات الاغتصاب المحتملة.
ونقلت وسائل إعلام عدة عن المتحدث باسم المفوضية روبرت كولفيل، قوله إن المفوضية تنسق للحصول على موافقة الحكومة، لتتمكن من نشر البعثة، التي ستسعى إلى التواصل مع السلطات ومنظمات المجتمع المدني وغيرها، في أقرب فرصة.
وأضاف المتحدث الأممي أن "المساءلة ضرورية لتجنب المزيد من سفك الدماء، مشدداً على الحاجة إلى انتقال سريع لإدارة مدنية".
أما منظمة الصحة العالمية فأعربت عن "قلقها البالغ" بعد ورود تقارير تتحدث عن حالات اغتصاب، حيث أكد بيان لمدير إقليم الشرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية، أحمد المنظري، أن هذه التقارير تفيد "بحالات اغتصاب في صفوف العاملات في مجال الصحة"، بعد إضرام النيران في العيادات الصحية المتنقلة التي أقيمت لعلاج المصابين ودمرت ونهبت المعدات الطبية.
وفي الثالث من يونيو الجاري، اقتحمت قوات الأمن ساحة الاعتصام في الخرطوم، ما أسفر عن مقتل أكثر من 60 شخصاً وفقاً للسلطات، وأكثر من 100 حسب المعارضة السودانية.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...