"في البداية كنت أقف في الشوارع وأعمل منفردة لكني واجهت الكثير من المتاعب، اليوم وضعي أفضل، صحيح أن مدير الفريق يأخذ نصف ما نتقاضاه لكني أشعر هنا بالأمن والاستقرار، فالزبائن يثقون بموسى وهو يتدبر الأمر مع الجميع". هكذا تحدثت الإيرانية “آتوسا” (35 عاماً) عام 2014 لمجلة نيكشو الإلكترونية المختصة عن عملها ضمن فريق دعارة يضم 60 فتاة في طهران، وكيف تشعر بالراحة بعد 7 سنوات عمل في تجارة الجنس واجهت خلالها مشاكل مختلفة أبرزها عدم دفع أتعابها ومشاكلها مع الشرطة. لذا كان لا بد لها من الحصول على داعم كموسى وهو قوّاد يجنبها مخاطر هذا العمل الشاق.
قصة آتوشا وقصص عاملات الجنس في إيران تعود إلى السطح كل فترة مع تقارير صحافية تتناول ظاهرة الدعارة. وفي 8 تموز/يوليو، أثارت الصحافية الإيرانية مهشيد ستوده في تغريدة لها قضية الدعارة المستترة في إيران تحت غطاء الزواج المؤقت، داعمةً روايتها بصور لعروض مقدمة عبر موقع يقدم خدمات جنسية تحت ستار الزواج المؤقت، مع تعليق لها قالت فيه: "الدعارة في إيران أصبحت قانونية وأكثر سهولة تحت مسمى الزواج المؤقت".
وانتقدت ستوده المواقع التي تعرض مواصفات الفتيات العاملات في الدعارة وأماكن تواجدهن لتقديم خدمات جنسية، مرفقة ذلك بصور من أحد المواقع التي تقدم فتيات في مدينة مشهد المقدسة.
على سبيل المثال، تعرض الصجافية هذا الإعلان: "سبيده، العمر 33 عاماً من مشهد، تحمل الكود رقم (1)، الوزن 75 كلغ الطول 160 اللون أبيض"، مع ملاحظة أن الفتاة محجبة وملتزمة بالمسائل الشرعية حسبما يقول الإعلان.
وانتشر في الأيام الأخيرة على موقع تويتر وسم #صيغي_ساعتي ويعني بالفارسية: "زواج لساعة" عبّر من خلاله المغردون في إيران عن آرائهم بشأن الدعارة. ونادراً ما تثير الصحف الإيرانية قضية الدعارة أو تجارة الجنس، وهذا ما يجعل تويتر منصة مهمة للنقاش بشأن الموضوع.
بالعودة إلى شهادة "آتوسا” تقول إنها انفصلت عن زوجها قبل سنوات ولم تجد عملاً أفضل من الدعارة وتضيف: "لا أملك شهادة جامعية ولم أحظَ بخبرة عمل. حاولت القيام ببعض الأعمال في البداية. كنت أواجه التحرش لكوني مطلقة. الجميع يقدمون لكِ عروضاً مغرية للزواج المؤقت. مع الوقت أصبحت مهنتي".
أكثر ما يزعج "آتوسا" في عملها اليوم هو نظرة الزبائن لجسدها عند اختيارها من بين زميلاتها، لكنها راضية عن العمل مع فريق موسى لكونه يسوّق لهن عن طريق عملائه سائقي الدراجات النارية في الشوارع ويأخذ أجورهن من الزبائن، فيوفر عليهن عبء السمسرة في الشوارع أو عمليات الاحتيال.
الفقر وسوء الأحوال الاقتصادية هما السبب الرئيسي وراء لجوء أغلب العاملات في مهنة الدعارة في إيران لبيع أجسادهن. كباقي الدول تجد الإيرانيات المحتاجات في الدعارة مصدراً للرزق، حسب مقالة الباحثين أكبر وروايي ومحمد آشوري المنشورة في مجلة القانون، جامعة طهران، عام 2009، وهي جزء من دراسة ميدانية شملت العاملات في مجال الدعارة في إيران، تبيّن أن 73.3% منهن لم يحصلن على أي فرصة عمل سابقة، في حين عملت 26.7% منهن في أعمال مختلفة.
حسب هذه الدراسة، فإن 62.8 % من عاملات الجنس لم يتزوجن في السابق لأسباب مختلفة، في حين حصلت 37.1% منهن على حياة زوجية قبل العمل في الدعارة. اهتمت هذه الدراسة بتقديم نسب عن الحالتين العلمية والاقتصادية لنماذج اختيرت عشوائياً من الشارع ومكاتب تشغيلهن ومراكز خاصة لإعادة تأهيلهن، بالإضافة إلى نماذج تقبع في السجون.
على الرغم من أن دراسة ظاهرة الدعارة في إيران ليست بالأمر السهل، فإن بعض الدراسات الميدانية التي قامت بها مراكز اجتماعية تمكنت من تقديم نسب تقريبية لأوضاع العاملات في هذا المجال. وخلصت أغلب الدراسات إلى أن الأوضاع الاقتصادية السيئة وأحياناً المتوسطة تقف خلف دوافع العمل في الدعارة، بالإضافة إلى رواج بعض الظواهر الاجتماعية الغريبة عن المجتمع الإيراني.
تتعمد بعض الدراسات المحلية في إيران تعليق ظاهرة الدعارة بثقافات أجنبية غزت المجتمع، إلا أن بعض الدراسات المستقلة كدراسة ميدانية بعنوان "سوق دعارة الشوارع للنساء في طهران" نشرها سعيد مدني في مجلة الدراسات الاجتماعية في إيران عام 2012 أوضحت أن مجموعة من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية ساهمت في رفع عدد العاملات في الدعارة في السنوات الأخيرة، وأبرز هذه المشاكل هي الفقر المتزامن مع انعدام فرص العمل وارتفاع تكاليف الحياة وزيادة نسب الطلاق والهجرة إلى المدن والفروق الاجتماعية والشعور بالحرمان.
"كنتُ أقف في الشارع وأعمل منفردة لكني واجهت الكثير من المتاعب، اليوم وضعي أفضل، صحيح أن مدير الفريق يأخذ نصف ما نتقاضاه لكني أشعر بالأمان"... آتوسا، واحدة من 10 آلاف عاملة جنس في طهران تتحدث عن ظروف عملها وعن "القوّاد" الذي يحميها
كيف يأتي الزبائن إلى سوق الدعارة في طهران وكيف يتم الاتفاق على سعر الليلة؟ تقول "مجده" إن الأسعار تختلف من فتاة إلى أخرى ومن منطقة إلى أخرى، وفي الغالب تتراوح بين 5 و30 دولاراً
اهتم الشبان العاملون في مجال التوثيق في إيران بتسجيل ظاهرة الدعارة بالكاميرات الخفية. تظهر هذه الأفلام (آخرها كان في مارس/آذار 2019) عملية جذب الزبائن في شوارع طهران والاتفاق على سعر الليلة. تقول "مجده" إن الأسعار تختلف من فتاة إلى أخرى ومن منطقة إلى أخرى، فلكل سوق شروطها الخاصة. في الغالب تراوح الأسعار بين 60 ألف و300 ألف تومان (5-30 دولاراً).
على طريق "أشرفي أصفهاني" وسط العاصمة طهران، تعبر السيارات ببطء بحثاً عن ضالتها بين مجموعات من السيدات المتشحات بالسواد على مقربة من المراكز التجارية هناك. هذا المكان بحسب تقرير نشر في "عصر إيران" عام 2014 ليس الوحيد لبائعات الهوى لكنه الأكثر ازدحاماً. مظهر أغلب الفتيات متشابه: مكياج بألوان صارخة، وجوه خضعت لعمليات تجميل، أصوات عالية، نساء يقفن ضمن مجموعات صغيرة، واحدة هنا وأخرى هناك.
لا يبدو على أغلب الفتيات الفقر، بل يمكن ملاحظة الرفاهية في هواتفهن النقالة وملابسهن الحديثة. تقف "ميترا، 19 عاماً" بالقرب من سيدة أخرى، لا يبدو عليها صغر العمر، فمساحيق التجميل غطت كل ملامحها، بحسب ما نقله موقع "عصر إيران". تقول "ميترا": "لا يمكنني الوقوف بمفردي، فالبعض لا يرغب في عملي هنا ويجب عليّ أن أستعين بإحداهن لأحصل على الزبون الأفضل دون منافسات. لا أرغب بالمزيد من المشاكل"، وتضيف: أنها تفضل الشبان، لأنها لا تشعر بالراحة مع المتقدمين في السن، لكن أغلب السيارات التي تناديها عبر المنبهات يكون سائقوها من عمر متوسط.
لكل فتاة قصة، إحداهن هربت من المنزل بسبب ضغوط والديها عليها ولم تجد ملجأ لها سوى الشارع، وأخرى تحتاج إلى عمل تطعم منه ابنها بعد الطلاق أو زوجها في السجن وأخريات يرغبن بالحصول على أموال أكثر بمجهود أقل. في مختلف الدراسات التي أجريت في طهران، إضافة للتسجيلات المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي، يظهر أن الإدمان على المخدرات سبب أساسي في العمل في الدعارة، فهناك الكثير من الفتيات يعملن للحصول على سعر المخدرات.
توليفة الدعارة والمخدرات
"ندا"، 39 عاماً، تقف أمام "حديقة المدينة” في طهران صباحاً، وترى أن المخدرات تساعدها أكثر في عملها، تقول "الجميع يعمل من أجل المال، الإدمان الحقيقي على المال، أعرف الكثيرات بدأن بتعاطي المخدرات بعد العمل في الدعارة"، أما "فاتي" فلها موقف آخر من زميلاتها المدمنات: "يطلبن أسعاراً زهيدة جداً تصل أحياناً إلى 20 ألف تومان (دولار ونصف) لحاجتهن الماسة للمخدرات. هذا ليس في مصلحة السوق، نعم كلهن يتعاطين بعض أنواع المخدرات للقيام بأداء أفضل، لكن يجب ضبط الأسعار"، بحسب شهادتها التي نقلتها مجلة خط صلح في مقال نشرته عام 2017.
وتشير دراسة سعيد مدني إلى أن سن العاملات في الدعارة يراوح بين 22 و40 عاماً، فيما تسجل مكاتب التشغيل المنتشرة على الإنترنت وجود سيدات من سن الـ19 حتى الـ50. تعمل هذه المكاتب سراً لكن طرق التواصل معها متوفرة عبر الإنترنت. هناك أرقام هواتف أيضاً لحجز المواعيد. يعج الفضاء الإلكتروني بتسجيلات للاتصالات التي يقوم بها الشبان في إيران على هذه الأرقام وكيف يختارون السيدة التي يريدون. لكن المكتب حريص دائماً على التأكيد أن الخدمة التي يقدمها هي الزواج المؤقت لمدة شهر والمبلغ المدفوع عبارة عن مهر مقابل جلستين أسبوعياً.
في شارعي غلبرك ورشيد سجلت الصحافية فاطمه محمدي في تقرير عن الدعارة نشر في مجلة خط صلح، شهادات عن دعارة المتزوجات بالذات نقلت فيها رأي أهالي المنطقة كما التقت بضع عاملات هناك. إحدى المارات تقول: "هناك سيدات على أطراف الشارع يقدمن خدماتهن يومياً في ساعات مختلفة، بعضهن يأتين بسيارات خاصة لاصطحاب الزبائن مباشرة وهذا أمر جديد". ينقل التقرير نماذج عدة من العاملات في ذلك الشارع. تقول صالحة، 45 عاماً: "أعمل في الصباح وزوجي يعلم ذلك. هو بائع متجول، لدينا ثلاثة أولاد، وأنا أتدبر جزءاً من مصروف المنزل". أما مريم، 35 عاماً، فتحمل شهادة جامعية وترغب بمغادرة إيران، وتشكو من قلة الزبائن بعد ارتفاع أسعار الدولار.
الدعارة أنواع
في مقال بعنوان "عشرات الآلاف لأنواع الدعارة" تنقل الباحثة "فرحناز سليمي" بعض نتائج دراسات أجرتها وزارة الصحة حول الدعارة في إيران، وتشير إلى أن 35% من العاملات في هذا المجال متزوجات، فيما توجد 10 آلاف سيدة في طهران يعملن في الدعارة.
الأرقام المتداولة في الدراسات والتقارير الصحافية غير دقيقة، فلا يوجد إطار يدعم هذه الدراسات، إذ تقوم كلها على جهود وزارة الصحة وبعض المراكز الاجتماعية. لا يمنع القانون الزواج المؤقت لكنه يعاقب على الممارسات المنافية للأخلاق العامة، كالتحرش بالسيدات في الشوارع وتشكيل عصابات لتشغيلهن، وكثيراً ما يسلط الضوء على هذا الملف في حالات خاصة أثارت غضب الشارع الإيراني، كتقديم خدمة الدعارة في مدينة مشهد للسياح العراقيين أو نقل الفتيات الإيرانيات إلى دبي للعمل في الدعارة، فالغيرة على الشرف تصبح أكبر في حال وجود عامل أجنبي. أما الدعارة الداخلية فهي حاجة يصفها البعض بصمام أمان، فلولا وجودها لتم تسجيل حالات اعتداء أكثر في الشوارع.
ماذا يريد الرجال؟
للرجال في إيران أسباب عدة للجوء إلى سوق الدعارة، فحسب دراسة للباحثين بيام روشنفكر وسعيد مدني حول "خصائص زبائن الدعارة عن لسان العاملات بها” التي نشرت في مجلة الرفاه الاجتماعي عام 2009 فإن عدم الرضا عن العلاقة الزوجية العاطفية والجنسية والرغبة في التنويع والانتقام من الزوجة "الخائنة" أهم أسباب توجه الرجال نحو بائعات الجنس. لكن شهناز (بائعة جنس) وزميلاتها يتحدثن لمجلة خط صلح عن الهوس الجنسي والطلبات غير المألوفة للزبائن حيث يبدو أن بعض الهوس الجنسي لا يمكن تفريغه في المنزل. أغلب هذه الطلبات تأتي من رجال متزوجين، فيما يلتزم العازبون الجنس “الكلاسيكي" ويحرصون على رعاية الأمور الصحية أكثر من المتزوجين. ويبدو أن ساعات العمل تساعد على تحديد الزبائن، فأغلب المتزوجين يأتون في الصباح، أما المساء فهو أكثر تنوعاً من حيث الزبائن.
بعيداً عن الدراسات والتقارير الصحافية، يمكن لأي سيدة في طهران الوقوف على قارعة الطريق العام قرب الحدائق الشهيرة أو المراكز التجارية، وانتظار السيارات العابرة، لتتلقى دعوات مختلفة لقضاء ليلة أو ساعات مقابل ثمن متفق عليه.
وعلى الرغم من وجود قنوات عدة على التلغرام لتسهيل عمل الدعارة، فإن الكثيرات يفضلن الشارع، فهو أقرب للزبون وشفاف أكثر ومباشر، ولا يمكن لأحد أن يستغل التسجيلات الإلكترونية لهن. لكن استغلال تلك النسوة يبدو لكثيرين أمراً مباحاً، بينما تتدثر بقية المجتمع بعباءة العفة.
انضم/ي إلى المناقشة
jessika valentine -
منذ أسبوعSo sad that a mom has no say in her children's lives. Your children aren't your own, they are their father's, regardless of what maltreatment he exposed then to. And this is Algeria that is supposed to be better than most Arab countries!
jessika valentine -
منذ شهرحتى قبل إنهاء المقال من الواضح أن خطة تركيا هي إقامة دولة داخل دولة لقضم الاولى. بدأوا في الإرث واللغة والثقافة ثم المؤسسات والقرار. هذا موضوع خطير جدا جدا
Samia Allam -
منذ شهرمن لا يعرف وسام لا يعرف معنى الغرابة والأشياء البسيطة جداً، الصدق، الشجاعة، فيها يكمن كل الصدق، كما كانت تقول لي دائماً: "الصدق هو لبّ الشجاعة، ضلك صادقة مع نفسك أهم شي".
العمر الطويل والحرية والسعادة لوسام الطويل وكل وسام في بلادنا
Abdulrahman Mahmoud -
منذ شهراعتقد ان اغلب الرجال والنساء على حد سواء يقولون بأنهم يبحثون عن رجل او امرة عصرية ولكن مع مرور الوقت تتكشف ما احتفظ به العقل الياطن من رواسب فكرية تمنعه من تطبيق ما كان يعتقد انه يريده, واحيانا قليلة يكون ما يقوله حقيقيا عند الارتباط. عن تجربة لم يناسبني الزواج سابقا من امرأة شرقية الطباع
محمد الراوي -
منذ شهرفلسطين قضية كُل إنسان حقيقي، فمن يمارس حياته اليومية دون ان يحمل فلسطين بداخله وينشر الوعي بقضية شعبها، بينما هنالك طفل يموت كل يوم وعائلة تشرد كل ساعة في طرف من اطراف العالم عامة وفي فلسطين خاصة، هذا ليس إنسان حقيقي..
للاسف بسبب تطبيع حكامنا و أدلجة شبيبتنا، اصبحت فلسطين قضية تستفز ضمائرنا فقط في وقت احداث القصف والاقتحام.. واصبحت للشارع العربي قضية ترف لا ضرورة له بسبب المصائب التي اثقلت بلاد العرب بشكل عام، فيقول غالبيتهم “اللهم نفسي”.. في ضل كل هذه الانتهاكات تُسلخ الشرعية من جميع حكام العرب لسكوتهم عن الدم الفلسطيني المسفوك والحرمه المستباحه للأراضي الفلسطينية، في ضل هذه الانتهاكات تسقط شرعية ميثاق الامم المتحدة، وتصبح معاهدات جنيف ارخص من ورق الحمامات، وتكون محكمة لاهاي للجنايات الدولية ترف لا ضرورة لوجوده، الخزي والعار يلطخ انسانيتنا في كل لحضة يموت فيها طفل فلسطيني..
علينا ان نحمل فلسطين كوسام إنسانية على صدورنا و ككلمة حق اخيرة على ألسنتنا، لعل هذا العالم يستعيد وعيه وإنسانيته شيءٍ فشيء، لعل كلماتنا تستفز وجودهم الإنساني!.
وأخيرا اقول، ان توقف شعب فلسطين المقاوم عن النضال و حاشاهم فتلك ليست من شيمهم، سيكون جيش الاحتلال الصهيوني ثاني يوم في عواصمنا العربية، استكمالًا لمشروعه الخسيس. شعب فلسطين يقف وحيدا في وجه عدونا جميعًا..
محمد الراوي -
منذ شهربعيدًا عن كمال خلاف الذي الذي لا استبعد اعتقاله الى جانب ١١٤ الف سجين سياسي مصري في سجون السيسي ونظامه الشمولي القمعي.. ولكن كيف يمكن ان تاخذ بعين الاعتبار رواية سائق سيارة اجرة، انهكته الحياة في الغربة فلم يبق له سوى بعض فيديوهات اليوتيوب و واقع سياسي بائس في بلده ليبني عليها الخيال، على سبيل المثال يا صديقي اخر مره ركبت مع سائق تاكسي في بلدي العراق قال لي السائق بإنه سكرتير في رئاسة الجمهورية وانه يقضي ايام عطلته متجولًا في سيارة التاكسي وذلك بسبب تعوده منذ صغره على العمل!! كادحون بلادنا سرق منهم واقعهم ولم يبق لهم سوى الحلم والخيال يا صديقي!.. على الرغم من ذلك فالقصة مشوقة، ولكن المذهل بها هو كيف يمكن للاشخاص ان يعالجوا إبداعيًا الواقع السياسي البائس بروايات دينية!! هل وصل بنا اليأس الى الفنتازيا بان نكون مختارين؟!.. على العموم ستمر السنين و سيقلع شعب مصر العظيم بارادته الحرة رئيسًا اخر من كرسي الحكم، وسنعرف ان كان سائق سيارة الاجرة المغترب هو المختار!!.