لأن المرأة ليست سلعة جنسية والدعارة ليست نشاطاً إنسانياً "طبيعاً" بل اتجاراً بالبشر، صادق الكنيست الإسرائيلي، الأربعاء، على قانون تجريم مُستهلكي الدعارة يفرض غرامات مالية على زبائن الدعارة وكُل من يعمل في المواقع المُستخدمة لها.
وتتراوح الغرامة المالية بين 2000 حتى 4000 شيكل (530 إلى 1059 دولار أمريكي)، ويبلغ الحد الأقصى لها 75 ألف شيكل، دون أن تتضمن عقوبة السجن كونها "جريمة مدنية"، وليست جنائية. وبحسب موقع "المصدر" الإسرائيلي، يتلقى "المجرمون" علاجاً سلوكياً بدلاً من العقوبة المالية في بعض الأحيان إذ خصصت إسرائيل 30 مليون شيكل لتأهيل الرجال والنساء الذين عملوا في الدعارة سابقاً.
تُعرِّف جمعية "المساواة الآن" الحقوقية ومقرها نيويورك، الدعارة بأنها مُمارسة الجنس إجباراً وقسراً، لافتةً إلى أن الأوضاع الاقتصادية "المتردية" تجبر الكثيرات على بيع أجسادهن بدلاً من الموت جوعاً، ونقلت صحيفة "ذا ماركر" الإسرائيلية العام الماضي أن نحو 12 ألف امرأة يعملن بالدعارة في إسرائيل، 7000 منهن طالبات لجوء من إثيوبيا وإريتريا، ونحو 3500 منهن أمهات لأطفال غير شرعيين. ولفتت الصحيفة إلى أن 20% منهن يحملن شهادات جامعية.
ووفقاً لدراسة إسرائيلية مُشتركة قامت بها وزارتا الرفاه والخدمات الاجتماعية والأمن الداخلي الإسرائيليتين عام 2014، تستقبل بائعة الهوى نحو 660 زبوناً سنوياً، ويُقدر العائد السنوي للحكومة الإسرائيلية 1.2 مليار شيكل، فيما تنفق 22 مليون شيكل فقط لإعادة تأهيلهن وإبعادهن عن الدعارة. ولفتت الدراسة إلى أن 62% من العاملات هُن أمهات و9% مُتزوجات، ويبلغ مُعدل أعمارهن 35 عاماً، بينما تعمل 1260 قاصر بالدعارة في إسرائيل. ووفقاً للإحصائيات 66% من النساء امتهنّ الدعارة لأسباب اقتصادية.
وتعتبر السويد إحدى الدول القليلة التي بادرت بتجريم الحرفاء الذين يشترون جنساً عوض تجريم بائعات الجنس. سنّت السويد عام 1999 قانوناً يجرّم الرجال الذين يدفعون المال مقابل الحصول على جنس، كان له انعكاس مباشر بتقليص عدد مستهلكي الجنس المدفوع بخمسين بالمئة حسب إحصائيات عام 2014. وعلى خطى السويد، قامت النرويج في عام 2009 بسن قانون مماثل ثم انضمت إليهما إيرلندا عام 2015 فيما فشلت فرنسا وكندا في إقرار قانون مماثل في هذا الصدد.
الهوى ليس للبيع…بائعات جنس يروين مآسيهن بالشعر
ها أنا عاريةٌ في زاوية الغُرفة كل شيء مكشوفأين أنا؟ عارية؟ في الزاوية؟ كل شيء مكشوف؟...
تراني دُمية روسية ظننت أنك اشتريتني لكنني لم أُتاجر إلا بألمي
لا فرق بيننا الآن سوى في الرؤية
أرى الطيف الأزرق ما بين الأسود والرمادي
هل يمكن لأحد أن يحكم عليّ؟ يعيش مصيري؟
هل قمت برمي كل حجارتك على الآخرين
أم تبقت حجارة واحدة تُريد إلقاءها عليّ؟
بهذه الأبيات الشعرية، لخّصت فيكا، بائعة هوى أوكرانية في إسرائيل، عُمرها 51 عاماً، قسوة المهنة التي لجأت إليها مُنذ ثلاث سنوات لعلاج ابنتها بعدما ساءت ظروفها الماديّة وانفصلت عن زوجها الإسرائيلي. أما ميري، بائعة هوى أُخرى في إسرائيل، فنقلت تجربتها في الدعارة "كما هي"، لا كما يصوّرها الأدباء في قصصهم، قائلةً:
خلال المُمارسة أشعر أنني منفضة سجائر قذرة
يمكنك إطفاء سيجارتك داخلي لأنك من أعطاني المال
مال قذر في حقيقة الأمر
مُجرد أوراق من المال الفائضة عن الحاجة في جيبك لا يريدها أحد…لا يحتاجها أحد
ولأنني منفضة سجائر هذا يعني أنني "شفافة" بلا قيمة
منفضة السجائر لا تصرخ ولا تحكي..لا مشاعر لها
أُفكر في بعض الأحيان بزيارة طبيب
ولكن ليس أي طبيب
طبيب يعالجني مما أنا عليه
لاحظت… أن الطبيب يُحب التدخين أيضاً
خلال المُمارسة، أشعر أنني منفضة سجائر قذرة، يمكنك إطفاء سيجارتك داخلي، لأنك من أعطاني المال، مال قذر في حقيقة الأمر... بائعات جنس يروين مآسيهن بالشعر
توضّح جمعية "كفى" أنه لو لم يكن هُناك طلب من مُشتري الخدمات الجنسية، لما كانت هُناك "سوق تعرض النساء والفتيات من مختلف الجنسيات والأعمار لتلبية حاجات الزبائن". فالمُعادلة بسيطة: لا طلب لا عرض.
أفكار مغلوطة عن الدعارة
"لم تستيقظ نساء الدعارة ذات صباح، ليخترن بمحض إرادتهن الانخراط في هذا المجال، بل جرى استقطابهن أو تشجيعهن في معظم الحالات من قبل أفراد أو قوادين استغلوا هشاشة وضعهن".بهذه الخُلاصة، أطلقت جمعية "كفى" اللبنانية المعنيّة بحقوق المرأة عام 2014 حملة "الهوى ما بينشرى" لمُكافحة الدعارة والإتجار بالبشر. وضمن حملتها، سلّطت الضوء على أفكار مغلوطة حول الدعارة منها أنها "مهنة، وأقدم مهنة في التاريخ"، موضحةً أنه لتكون مهنة، يجب أن تؤّمن "الحد الأدنى من الكرامة الإنسانية والأمن الذاتي". ولفتت "كفى" إلى أن نسبة الوفيات بين النساء العاملات في الدعارة تتجاوز نسبة الوفيات بين بقية النساء 40 مرة.
وقالت الجمعية إن هُناك فرقاً بين "الجنس" و"الدعارة"، وبين امرأة تتمتع بحياة جنسية حُرة وامرأة يُفرض عليها الجنس بقوة المال، مُشيرة إلى أن 80% من مُشتري الخدمات الجنسية الذين قابَلَتْهم يُشاهدون الأفلام الإباحية والعديد منهم "يُعيدون تمثيل المشاهد مع نساء الدعارة".
وأضافت "كفى" أن هُناك فكرة مغلوطة أُخرى تتمثل في أنه: "لو لم تعرض المرأة خدماتها لما كان هُناك دعارة"، مُوضحةً أنه لو لم يكن هُناك طلب من مُشتري الخدمات الجنسية، لما كانت هُناك "سوق تعرض النساء والفتيات من مختلف الجنسيات والأعمار لتلبية حاجات الزبائن". مُضيفة "من الناحية الاقتصادية البَحْتة، المعادلة بسيطة: لا طلب لا عرض". وأكدت أن لا فرق بين الدعارة والاتجار بالبشر إذ تُعرّف الأمم المتحدة الاتجار على أنه "استقطاب للضحية عبر وسائل مُعيّنة، كاستغلال حالة ضعفها، لغرض استغلالها جنسياً".
عدم تجريم الدعارة
أصوات عدة في المقابل تُطالب بـ "عدم تجريم الدعارة"، منها منظمة العفو الدولية التي صوتت لصالح عدم تجريمها خلال اجتماع أُقيم في مدينة دبلن الإيرلندية عام 2015، ضمَّ عددً من منظمات حقوق الإنسان و70 فرعاً من القطاعات غير الحكومية.واعتبرت عدم تجريمها "الطريق الصحيح للدفاع عن حقوق العاملين في تجارة الجنس" في حال تم بالتراضي. لكن قرار العفو الدولية لاقى رفضاً من قبل المنظمات المدافعة عن حقوق المرأة التي اعتبرته "خطأ فادحاً"، قائلةً إن "السماح ببيع الهوى يمكن أن يشوه بشدة صورة المنظمة".
انضم/ي إلى المناقشة
jessika valentine -
منذ أسبوعSo sad that a mom has no say in her children's lives. Your children aren't your own, they are their father's, regardless of what maltreatment he exposed then to. And this is Algeria that is supposed to be better than most Arab countries!
jessika valentine -
منذ شهرحتى قبل إنهاء المقال من الواضح أن خطة تركيا هي إقامة دولة داخل دولة لقضم الاولى. بدأوا في الإرث واللغة والثقافة ثم المؤسسات والقرار. هذا موضوع خطير جدا جدا
Samia Allam -
منذ شهرمن لا يعرف وسام لا يعرف معنى الغرابة والأشياء البسيطة جداً، الصدق، الشجاعة، فيها يكمن كل الصدق، كما كانت تقول لي دائماً: "الصدق هو لبّ الشجاعة، ضلك صادقة مع نفسك أهم شي".
العمر الطويل والحرية والسعادة لوسام الطويل وكل وسام في بلادنا
Abdulrahman Mahmoud -
منذ شهراعتقد ان اغلب الرجال والنساء على حد سواء يقولون بأنهم يبحثون عن رجل او امرة عصرية ولكن مع مرور الوقت تتكشف ما احتفظ به العقل الياطن من رواسب فكرية تمنعه من تطبيق ما كان يعتقد انه يريده, واحيانا قليلة يكون ما يقوله حقيقيا عند الارتباط. عن تجربة لم يناسبني الزواج سابقا من امرأة شرقية الطباع
محمد الراوي -
منذ شهرفلسطين قضية كُل إنسان حقيقي، فمن يمارس حياته اليومية دون ان يحمل فلسطين بداخله وينشر الوعي بقضية شعبها، بينما هنالك طفل يموت كل يوم وعائلة تشرد كل ساعة في طرف من اطراف العالم عامة وفي فلسطين خاصة، هذا ليس إنسان حقيقي..
للاسف بسبب تطبيع حكامنا و أدلجة شبيبتنا، اصبحت فلسطين قضية تستفز ضمائرنا فقط في وقت احداث القصف والاقتحام.. واصبحت للشارع العربي قضية ترف لا ضرورة له بسبب المصائب التي اثقلت بلاد العرب بشكل عام، فيقول غالبيتهم “اللهم نفسي”.. في ضل كل هذه الانتهاكات تُسلخ الشرعية من جميع حكام العرب لسكوتهم عن الدم الفلسطيني المسفوك والحرمه المستباحه للأراضي الفلسطينية، في ضل هذه الانتهاكات تسقط شرعية ميثاق الامم المتحدة، وتصبح معاهدات جنيف ارخص من ورق الحمامات، وتكون محكمة لاهاي للجنايات الدولية ترف لا ضرورة لوجوده، الخزي والعار يلطخ انسانيتنا في كل لحضة يموت فيها طفل فلسطيني..
علينا ان نحمل فلسطين كوسام إنسانية على صدورنا و ككلمة حق اخيرة على ألسنتنا، لعل هذا العالم يستعيد وعيه وإنسانيته شيءٍ فشيء، لعل كلماتنا تستفز وجودهم الإنساني!.
وأخيرا اقول، ان توقف شعب فلسطين المقاوم عن النضال و حاشاهم فتلك ليست من شيمهم، سيكون جيش الاحتلال الصهيوني ثاني يوم في عواصمنا العربية، استكمالًا لمشروعه الخسيس. شعب فلسطين يقف وحيدا في وجه عدونا جميعًا..
محمد الراوي -
منذ شهربعيدًا عن كمال خلاف الذي الذي لا استبعد اعتقاله الى جانب ١١٤ الف سجين سياسي مصري في سجون السيسي ونظامه الشمولي القمعي.. ولكن كيف يمكن ان تاخذ بعين الاعتبار رواية سائق سيارة اجرة، انهكته الحياة في الغربة فلم يبق له سوى بعض فيديوهات اليوتيوب و واقع سياسي بائس في بلده ليبني عليها الخيال، على سبيل المثال يا صديقي اخر مره ركبت مع سائق تاكسي في بلدي العراق قال لي السائق بإنه سكرتير في رئاسة الجمهورية وانه يقضي ايام عطلته متجولًا في سيارة التاكسي وذلك بسبب تعوده منذ صغره على العمل!! كادحون بلادنا سرق منهم واقعهم ولم يبق لهم سوى الحلم والخيال يا صديقي!.. على الرغم من ذلك فالقصة مشوقة، ولكن المذهل بها هو كيف يمكن للاشخاص ان يعالجوا إبداعيًا الواقع السياسي البائس بروايات دينية!! هل وصل بنا اليأس الى الفنتازيا بان نكون مختارين؟!.. على العموم ستمر السنين و سيقلع شعب مصر العظيم بارادته الحرة رئيسًا اخر من كرسي الحكم، وسنعرف ان كان سائق سيارة الاجرة المغترب هو المختار!!.