أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الاثنين 1 يوليو/تموز، أن إيران تخطت الحد الأقصى المسموح به لها من مخزون اليورانيوم المخصب، والمنصوص عليه في الاتفاق النووي، رداً على إعلان وسائل إعلام إيرانية رسمية الخبر.
ونقلت وكالة رويترز تأكيد الوكالة التابعة للأمم المتحدة والمسؤولة عن مراقبة البرنامج النووي الإيراني بموجب اتفاق الأخيرة مع القوى العظمى عام 2015، نبأ تجاوز طهران الحد المسموح.
وفي أول تعليق روسي على تجاوز طهران الحد المسموح به من مخزون اليورانيوم المخصب، صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف: "هذا بالطبع يدعو للأسف، ولكن علينا ألا نبالغ في تصوير الوضع...يجب فهم الأمر على أنه نتيجة طبيعية للأحداث التي حصلت قبله"، مديناً ما سماها "الضغوط الأمريكية غير المسبوقة".
"أول انتهاك خطير"
واعتبرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن خطوة إيران هي "أول انتهاك لبند رئيسي في الاتفاق النووي تقدم عليه طهران منذ انسحاب الولايات المتحدة منه قبل أكثر من عام". ولفتت إلى أن هذه الخطوة ربما تكون لها عواقب بعيدة المدى على المستوى الدبلوماسي، في وقت تحاول الدول الأوروبية سحب الولايات المتحدة وإيران بعيداً عن شفير الحرب، وبعد أقل من أسبوعين من إحباط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب غارات جوية كانت واشنطن بصدد شنها على طهران في اللحظة الأخيرة.
وأكدت وكالة فرانس برس حدوث تجاوز إيراني للحد المسموح من مخزون اليورانيوم المخصب نقلاً عن مصدر دبلوماسي في فيينا، قالت إنه رفض الكشف عن هويته، مشيرةً إلى عدم قدرته على تحديد مستوى التجاوز.
وذكّرت رويترز بوعد سابق للمسؤولين الفرنسيين والبريطانيين والألمان بـ"رد دبلوماسي قوي” في حال انتهاك إيران أي شرط أساسي في الاتفاق، لافتةً إلى أن "الرد الأوروبي الأولي (على أنباء تخطي الحد المسموح) بدا صامتاً".
وقالت الوكالة إن دبلوماسياً أوروبياً، لم تذكر اسمه، أبلغها أن "هناك آلية بموجب الاتفاق للتعامل مع أي انتهاكات"، مشيراً إلى أن الأمر متروك للجنة مشتركة من الموقعين لاتخاذ قرار بشأن الخطوات المقبلة.
إيران تستبق الإعلان
سبق ذلك بساعات قليلة إعلان وكالة أنباء فارس الإيرانية، الاثنين، نقلاً عما وصفته "مصدراً إيرانياً"، تخطي (بنسبة 3.67 %) مخزون اليورانيوم المخصب في إيران مستوى الـ 300 كيلوغرام، الحد الأقصى المسموح لإيران امتلاكه بموجب الاتفاق النووي مع القوى الغربية.
وأوضح المصدر نفسه للوكالة أن مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قاموا، الاثنين، بوزن اليورانيوم المخصب، المنتج من قبل إيران، فتبين لهم أنه تخطى السقف المسموح به والمحدد سلفاً بـ300 كيلوغرام.
إثر ذلك، نقلت وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية "إسنا" عن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد تأكيده تجاوز بلاده الحدّ المسموح به لاحتياطها من اليورانيوم المخصّب.
وذكرت "إسنا" على لسان ظريف: "وفق معلومات بحوزتي، تجاوزت إيران حدّ الـ300 كلغ" من اليورانيوم المنخفض التخصيب.
وأردف ظريف "أعلنا مسبقاً"، موضحاً أن الإعلانات المسبقة لإيران تعكس "بوضوح ما سنقوم به" لاحقاً، مؤكداً "من حقنا القيام بذلك، في إطار ما تسمح به خطة العمل الشاملة المشتركة"، وهو الاسم الرسمي للاتفاق الدولي حول البرنامج النووي الإيراني الذي جرى توقيعه في العاصمة النمساوية فيينا.
وقبل أسابيع، قال بهروز كمالوندي، المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية في إيران، إن بلاده ستنتج 300 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب، مشيراً إلى أن احتياطها منه سيزداد "بوتيرة متسارعة"، وفق ما نقلته وكالة أنباء فارس الإيرانية آنذاك.
وخلال حضوره مراسم اليوم الوطني لـ "الصناعة والمناجم"، الاثنين أيضاً، صرح ظريف بأن بلاده لن تتراجع أمام الضغوط الأمريكية، معتبراً تلك الضغوط "نتاج هزائم واشنطن المستمرة في مواجهة طهران"، على حد قوله.
وتحدث ظريف عن "زيادة اقتدار وتأثير إيران في المنطقة" و"عزلة أمريكا على الصعيد الدولي"، مشدداً على أن واشنطن "فشلت في العثور على دول داعمة لها ضد إيران"، حسب ما نشرته وكالة أنباء فارس.
تهديدات إيرانية أخرى
و في مايو/أيار 2018، اتخذ الرئيس الأمريكي ترامب قراراً أحادياً بشأن الانسحاب من اتفاق فيينا النووي، معلناً إعادة فرض عقوبات على إيران.
ورداً على الموقف الأمريكي، قالت طهران إنها تشعر بأنها لم تعد ملزمة بما ينص عليه الاتفاق لا سيما في الشرطين المتعلقين بعدم تجاوز احتياطها من المياه الثقيلة 130 طناً، ومخزونها من اليورانيوم المنخفض التخصيب 300 كلغ.
أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ما أعلنته مصادر إيرانية بشأن تخطي طهران الحد الأقصى المسموح به من مخزون اليورانيوم المخصب، والمنصوص عليه في الاتفاق النووي الموقع عام 2015.
وأخيراً، هددت طهران باستئناف أنشطة تخصيب اليورانيوم بمعدل يفوق المحدد بالاتفاق (3,67%)، ابتداءً من7 يوليو/تموز الجاري، فضلاً عن تهديدها بإعادة إطلاق مشروع بناء مفاعل أراك للمياه الثقيلة الخاص بها، إذا لم تساعدها الدول الأخرى الموقعة على الاتفاق، وهي ألمانيا والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا، في الالتفاف على العقوبات الأمريكية.
وعقد مسؤولون أوروبيون جلسة محادثات أخيرة مع الإيرانيين، الأسبوع الماضي، آملين إقناعهم بعدم خرق البنود الأساسية للاتفاق. لكن جهودهم فشلت بسبب اقتناع الإيرانيين بأن الجهود الأوروبية لحماية إيران من تأثير العقوبات الأمريكية "غير كافية".
واشتد التوتر بين إيران وواشنطن خلال الأسابيع الأخيرة، وبلغ مداه حينما أسقطت طهران، في 20 يونيو، طائرةً عسكريةً أمريكيةً مسيّرة، وقال ترامب لاحقاً إنه أوقف هجمات جوية ضد إيران "في اللحظة الأخيرة" رداً على إسقاط الطائرة.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...