اتهم الفريق أول محمد حمدان دقلو نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي الحاكم في السودان قناصة بإطلاق النار على خمسة مدنيين على الأقل وثلاثة من قوات الدعم السريع الأحد 30 يونيو، خلال مشاركة عشرات الآلاف من السودانيين في مسيرات في الخرطوم ومدن أخرى للمطالبة بتسليم السلطة للمدنيين، أُطلق عليها مليونية 30 يونيو.
لكن لم يكشف دقلو الشهير بحميدتي معلومات بشأن من سماهم القناصة أو انتماءاتهم خلال كلمة مقتضبة على التلفزيون الرسمي، مكتفياً بالقول إن الحديث يدور عن "القناصين اللي بيضربوا في الناس من بداية التغيير لغاية الآن"، مشدداً على أنه سيُقبض عليهم ويقدمون للعدالة.
وقال دقلو، وهو قائد قوات الدعم السريع، بلهجة لم تخلُ من بعض التوتر: "الآن في قناصين بيضربوا الناس. ضربوا ثلاثة من قوات الدعم السريع وخمسة أو ستة من المواطنين. الآن إحنا (نحن) الآن انزعجنا وعايزين (نريد) نلحق الموقف".
وقال دقلو "إن الحادث وقع أثناء المسيرة "المليونية" الاحتجاجية. حذرنا أمس من أن القوات مهمتها حماية المسيرة، لكننا لا نضمن المندسين".
لكن بالتزامن مع تصريحات دقلو قالت لجنة أطباء السودان إن أغلب إصابات المتظاهرين يوم الأحد كانت خطيرة ومعظمها عن طريق الرصاص الحي في الرأس والصدر والظهر.
ويوم الأحد 30 يونيو، شهدت الخرطوم ومدن سودانية أخرى تظاهرات حاشدة قادتها قوى المعارضة المناهضة للمجلس العسكري الانتقالي الذي يتولى شؤون البلاد منذ إطاحة الجيش حكم الرئيس السابق، عمر البشير، في أبريل الماضي. وأطلق الأمن الغاز المسيل للدموع على متظاهرين في عدة أحياء في الخرطوم مما أسفر عن سقوط عدد كبير من الإصابات بين المتظاهرين أغلبهم من الشباب، حسب بيانا لجنة أطباء السودان.
القناصة..المندسون
وهذه ليست أول مرة تتم فيها الإشارة إلى القناصة الذين يصفهم المجلس العسكري بكلمة "مندسين"، مؤكداً أنه لاعلاقة له بهم، في حين يرى الكثير من النشطاء أن هؤلاء القناصة يتبعون الأمن السوداني وهدفهم تخويف السودانيين من المشاركة في التظاهرات المطالبة بالحكم المدني.
وفي مايو الماضي، أثناء محاولة قوات الدعم السريع (تتبع الجيش) إزالة الحواجز والمتاريس بالجرافات من أمام مقر اعتصام قيادة الجيش بالخرطوم، قال شهود عيان لوكالة الأناضول التركية إن قناصة أطلقوا الرصاص بكثافة قبالة عمارة البشير الطبية، (مجمع طبي قيد الإنشاء)، بالقرب من مقر الاعتصام، وحينذاك قال المشاركون في الاعتصام إن قوات الأمن كانت تحاول جرهم إلى العنف.
ويوم 6 مايو الماضي، قالت قوات الدعم السريع إنها ضبطت كمية من الأسلحة الحديثة والأحزمة الناسفة القابلة للتفجير، في العاصمة الخرطوم، وبحسب ما نقلته وكالة أنباء السودان "سونا" وقتذاك، فقد عثر على مخزن أسلحة داخل عقار في منطقة الطائف بالخرطوم يحوي أسلحة وذخائر ومتفجرات وأسلحة قناصة كاتمة للصوت.
وفي أبريل الماضي، نشر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطعاً مصوراً قالوا إنه يرصد اعتقال قناص كان يطلق الرصاص على المعتصمين أمام مقر وزارة الدفاع في الخرطوم حينذاك.
وظهر في المقطع رجل جُرّد من معظم ملابسه محاطاً بعدد من الجنود السودانيين، في وقت تُسمع في الخلفية أصوات أشخاص وهم يوجهون إهانات إلى القناص الذي لم تُعرف حتى الآن الجهة التي يتبعها رغم أنه بات في عهدة الجيش.
وفي يناير الماضي، ترددت أنباء عن وجود مرتزقة روس يساعدون نظام الرئيس عمر البشير، على قمع المتظاهرين في السودان، وتردد أن من بينهم قناصة، وبحسب تقرير نشرته صحيفة التايمز البريطانية يوم 10 يناير الماضي، فإن المرتزقة الروس تابعون لشركة تعاقدات أمنية تدعى "واغنر"، وكانوا يقدمون الدعم والتدريب العملي لقوات الأمن والاستخبارات في السودان.
وفي أواخر ديسمبر الماضي، نشر نشطاء سودانيون صوراً قالوا إنها لشاحنة تقل مقاتلين روساً في وسط الخرطوم، وهم يراقبون الاحتجاجات المناهضة للحكومة حينذاك.
اتهم الفريق أول محمد حمدان دقلو نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي بالسودان قناصة بإطلاق النار على المدنيين وقوات الدعم السريع في "مليونية 30 يونيو”. ما قصة القناصة في السودان؟
كذلك نشرت وسائل إعلام سودانية في ديسمبر الماضي، تقارير تظهر أن نظام البشير قتل عدداً من المتظاهرين الذين كانوا يطالبون برحيله عن طريق قناصة، وحينذاك قال شهود عيان إن الأعيرة كانت من قناصين مرابطين على سطوح مبانٍ عالية في السوق العربي بالخرطوم.
ويذكّر ظهور قناصة في السودان بما كان يحدث في بضع دول خلال أحداث الربيع العربي في العام 2011، مثل مصر وتونس وليبيا، لكن لم تُعرف بشكل رسمي الجهة التي تحركهم، أو من يقف وراءهم.
ويقول مراقبون إن الهدف من الحديث عن قناصة هو إخافة المواطنين من النزول إلى الشوارع، فيما تصفهم أنظمة عربية بأنهم مندسون هدفهم تخريب العلاقة بين المتظاهرين وقوات الأمن.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين