على مدار السنوات الخمس الأخيرة، يموت كل يوم طفل مهاجر بعضهم لا يتخطى عمره أشهراً قليلة، بسبب استمرار الرحلات المحفوفة بالمخاطر لا سيما محاولات الهجرة عبر البحر المتوسط أو بين الحدود الأمريكية المكسيكية، بحسب ما أكدت منظمة الهجرة الدولية.
وسلّط التقرير الصادر عن المركز العالمي لتحليل بيانات الهجرة (GMDAC)، التابع للمنظمة الدولية، الضوء على ضرورة توفير بيانات أفضل عن وفيات وحالات اختفاء المهاجرين، خاصةً عندما يتعلق الأمر بالمهاجرين الأطفال.
إحصاء كبير مُرشّح للزيادة
وأحصى تقرير العام الحالي للمنظمة، ومقرها جنيف، 1600 حالة وفاة أو إبلاغ عن فقدان أطفال مهاجرين بين عامي 2014 و 2018- أي بمعدل واحد تقريباً كل يوم، من نحو 32 ألف حالة وفاة.
ولفت التقرير، الذي حمل عنوان "رحلات يائسة 4"، إلى أن عدداً ليس بالقليل من هذه الحالات غير مسجل، مرشحاً هذه الأعداد للزيادة. وألمح إلى أن عدم تصنيف بيانات المهاجرين المفقودين أو المتوفين حسب العمر يُصعّب كثيراً معرفة المخاطر التي تُهدد الأطفال المهاجرين.
ولم يستبعد التقرير أن يكون الرقم العالمي للوفيات "أقل من الواقع"، لعدم الإبلاغ عن العديد من الوفيات أو العثور على الجثث.
وقال فرانك لاشكو، مدير المركز التابع للمنظمة الدولية للهجرة: "من دواعي الأسى أننا لاحظنا في الأيام الأخيرة كيف أن الأطفال هم من أضعف فئات المهاجرين"، موضحاً "نقص البيانات عن أعمار ومواصفات الأطفال المهاجرين المفقودين يُسبّب فجوات خطيرة في حمايتهم كما يُصعّب إنشاء برامج وسياسات خاصة لحمايتهم".
وبحسب التقرير، توفي أكثر من 17900 شخص أو فقدوا في البحر المتوسط، بين عامي 2014 و 2018، ولم يُعثر على جثث نحو ثلثي هؤلاء الضحايا.
وأوضح تقرير المنظمة الدولية أنه على الرغم من النزاع القائم في اليمن، لا يزال الأشخاص يحاولون عبور البحر المتوسط عبر خليج عدن، مبيّناً أن 125 شخصاً، على الأقل، غرقوا قبالة شواطئ اليمن خلال عام 2018، مقارنة بـ 53 عام 2017.
في الأثناء، أشار التقرير إلى تزايد حالات الوفيات على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك منذ عام 2014، ليبلغ مجموعها 1907 على مدى خمس سنوات.
أما في الشرق الأوسط، فسُجّلت 421 حالة وفاة بين عامي 2014 و 2018، جاءت أكبر نسبة منها (145 حالة) في 2018.
أحصى تقرير حديث لمنظمة الهجرة الدوليّة 1600 حالة وفاة أو إبلاغ عن فقدان أطفال مهاجرين بين عامي 2014 و 2018- أي بمعدل واحد تقريباً كل يوم
تُشير التقديرات إلى أن 1 من كل 35 شخصاً حاولوا الهجرة عبر البحر المتوسط لقي حتفه عام 2018، مقارنةً بـ1 من كل 50 عام 2017، حسب تقرير حديث لمنظمة الهجرة الدوليّة بعنوان "رحلات يائسة 4"
وسجّل التقرير وفاة 1723 من الروهينغا من جملة 2200 حالة وفاة رُصدت ضمن محاولات الهجرة في منطقة جنوب شرقي آسيا، خلال نفس الفترة المُشار إليها.
سُبُل تفادي هذه المآسي
يُشار إلى أن التقرير لا يقتصر على أعداد وفيات الأطفال المهاجرين فقط، بل يشتمل كذلك على فصول تبرز نقاط الضعف والمصاعب التي تواجههم أثناء التنقل، والالتزامات القانونية للدول في ما يتعلق بوفاة واختفاء الأطفال أثناء التنقل، والاعتبارات الأخلاقية للبحث في هذا الموضوع الحساس.
كما أنه يُعدّد التدابير الواجب اتخاذها لتحسين البيانات المتعلقة بالأطفال المهاجرين المفقودين للمساعدة في منع المآسي في المستقبل.
وأرجعت المنظمة الانخفاض في عدد وفيات المهاجرين بين عامي 2017 و 2018، من 6.280 إلى 4.734، إلى انخفاض أعداد المهاجرين الذين يلجأون إلى البحر المتوسط للفرار إلى أوروبا.
ولا تزال التقديرات تشير إلى أن 1 من كل 35 شخصاً حاولوا الهجرة عبر البحر المتوسط لقي حتفه عام 2018، مقارنةً بـ1 من كل 50 عام 2017.
ويأتي تركيز المنظمة على الضحايا من الأطفال المهاجرين بعد يومين من انتشار صورة أب سلفادوري غريق مع ابنته (24 شهراً) في نهر "ريوغراندي" على الحدود المكسيكية الأمريكية، هزّت العالم وذكّرت الكثيرين بمشهد غرق الطفل السوري إيلان كردي قبل سنوات قليلة.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...