سجّل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان حضوراً ملحوظاً في اليوم الأول من اجتماعات قمة مجموعة العشرين التي انطلقت أعمالها في مدينة أوساكا اليابانية الساحلية، الجمعة، وتُختتم السبت 29 يونيو.
وتأتي القمة وسط تفاقم التوتر السياسي وتراجع النمو الاقتصادي العالمي، في وقت كان المتابعون قد توقعوا أن تكون واحدة من أكثر القمم التي تشهد انقسامات منذ سنوات، إذ يتعيّن على قادة الدول الصناعية الكبرى والدول الصاعدة مناقشة عدة ملفات شائكة وسط صراعات سياسية وتجارية.
وشارك وليّ العهد السعودي في القمة إلى جانب زعماء أبرز وأكثر الدول في العالم تأثيراً، وتتقدمها أمريكا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا.
مودة وترحاب ببن سلمان
تعامل ترامب بـ"مودة شديدة" مع بن سلمان، حيث رحّب به مربتاً على كتفه ثم ظهر وهو يتحدث معه خلال التقاط الصورة الجماعية. وهي الصورة التي تحظى باهتمام كبير من الإعلام، وتأتي بعد أيام قليلة من نشر تقرير لأنييس كالامار، المُقرّرة المستقلة لدى الأمم المتحدة، يشير إلى تورط ولي العهد السعودي في قتل الصحافي السعودي المعارض جمال خاشقجي.
وكانت كالامار، التي تصر على اعتبار قتل خاشقجي "جريمة برعاية الدولة"، قد ناشدت قادة دول مجموعة العشرين الضغط على السعودية للاعتراف بمسؤوليتها في الجريمة.
وظهر خلال افتتاح القمة توجه بن سلمان لمصافحة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فور دخوله قاعة الصورة التذكارية قبل العودة للوقوف إلى جانب ترامب. ومن المُقرّر أن يجتمع الرجلان المؤيدان لاستراتيجية ممارسة أقصى ضغط على إيران في ما يتعلق بملفها النووي (ترامب وبن سلمان) على مائدة إفطار عمل السبت 29 يونيو، وفق ما نشرته "سي أن أن".
وظهر ولي العهد السعودي متوسطاً الصف الأول في الصورة الجماعية، وإلى يمينه الرئيس الأمريكي، وعن يساره رئيس وزراء اليابان التي تستضيف الدورة الحالية وإلى جواره رئيس الأرجنتين التي استضافت القمة السابقة. وعزا البعض وقوف بن سلمان في هذا المكان إلى استضافة الرياض القمة المقبلة في نوفمبر 2020.
واحتفى سعوديون عبر تويتر بمشاركة بن سلمان في القمة، ونشروا صوراً ومقاطع فيديو عن وصوله ومصافحته لكبار الزعماء. كما تصدّر وسم "محمد بن سلمان في قمة العشرين" قائمة الأعلى تداولاً في السعودية.
لقاءات ومحادثات
وعلى هامش القمة، التقى ولي العهد السعودي رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، واستعرض الاثنان العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها فضلاً عن بعض الملفات المطروحة على جدول أعمال القمة.
وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) إن ولي العهد التقى كذلك الملكة ماكسيما، ملكة هولندا، وبحث معها مجالات التعاون بين البلدين، والسبل الكفيلة بتطويرها وتعزيزها.
انتشرت صور الترحيب الودي ببن سلمان في قمة العشرين، رغم مناشدة كالامار - التي تصرّ على اعتبار قتل خاشقجي "جريمة برعاية الدولة" - قادة الدول المشاركة بالضغط على السعودية
عزا البعض وقوف بن سلمان في صدارة الصورة الجماعيّة للمشاركين في قمة العشرين إلى استضافة الرياض القمة المقبلة في نوفمبر 2020، بينما تصدّر وسم "محمد بن سلمان في قمة العشرين" قائمة الأعلى تداولاً في السعودية
ومن المُقرّر أن يلتقي بن سلمان رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، السبت، لبحث "ضرورة التهدئة في الخليج على خلفية احتدام التوتر بين واشنطن وطهران، ودعم إنهاء الصراع في اليمن"، وفق المتحدثة باسم ماي.
وكان الكرملين أعلن عن لقاء مرتقب بين بن سلمان وبوتين على هامش القمة. ولفت إلى أن بوتين سيناقش مع ولي العهد السعودي زيارته المقررة إلى السعودية في أكتوبر المقبل.
مساعي للتقارب والمهادنة
وانطلقت القمة بدعوة يابانية إلى "الانسجام"، وبمهادنة لافتة للرئيس الأمريكي في ظل حرب تجارية عالمية مستعرة.
وكان رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي افتتح القمة قائلاً "أهلاً بكم في أوساكا. آمل أن نتوصل معاً إلى انسجام جيّد هنا"، كما حثّ القادة على توجيه رسالة قوية لدعم التجارة "الحرة والنزيهة وغير المقيّدة"، في الوقت الذي عبّر فيه عن "قلق عميق" إزاء الوضع الحالي للتجارة العالمية.
ووقف آبي محاطاً من جهة بالرئيس الصيني شي جينبينغ ومن الأخرى بترامب، طرفي الحرب التجارية المستعرة حالياً، وهو يدعو إلى "إيجاد قواسم مشتركة بدلاً من التركيز على المواجهات".
ويبدو أن ترامب فهم الرسالة، حيث أطلق عدة تصريحات "تصالحية" تظهر قدراً من الود بعد الهجوم الذي اعتاده مؤخراً. وقال إنه يتوقّع عقد لقاء "بنّاء" مع نظيره الصيني السبت.
وأجرى ترامب حواراً ودياً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الساعي إلى تهدئة الأجواء بين واشنطن وطهران قبل التقاط الصورة التذكارية التقليدية، أعقبه لقاء ثنائي أشاد خلاله الرئيس الأمريكي بعلاقاته مع نظيره الروسي واصفاً إياها بأنها "جيّدة جداً".
وقال ترامب ساخراً وهو يلتفت إلى بوتين "لا تتدخل في الانتخابات رجاءً"، في إشارة لمزاعم سابقة بتدخل روسيا لصالح ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016، وتجدد مخاوف مشابهة في انتخابات 2020.
ومن المتوقع أن تناقش القمة 8 مواضيع أساسية على أجندة الاجتماعات هي الاقتصاد الرقمي وتمكين المرأة وتنمية الاقتصاد العالمي والتجارة والاستثمار والابتكار والصحة والبيئة والطاقة بالإضافة إلى ملف التوظيف.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع