بعد مرور تسعة أشهر على مقتله، أعلنت خديجة جنكيز خطيبة الصحافي السعودي الراحل جمال خاشقجي أن واشنطن التي لطالما أحبها خطيبها الراحل الذي قتل بقنصلية بلاده في إسطنبول في أكتوبر الماضي، لم تقم بواجبها كاملاً من أجل تقديم قتلته إلى العدالة، مضيفةً أن واشنطن قررت ألا تستخدم علاقاتها القوية ونفوذها لدى الرياض لإجبار السعوديين على الكشف عن حقيقة جريمة مقتله.
وفي مقال حمل توقيعها نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الأربعاء 19 يونيو، كتبت خديجة أنها كانت قد دعيت في شهر مايو لزيارة واشنطن، للمشاركة في جلسة استماع عقدت داخل الكونغرس، مضيفةً أن زيارتها خلفت لديها شعوراً قاسياً بأن ذكراه تكاد تتلاشى في المدينة التي كان يتحدث عنها دائماً بالكثير من الحب.
تابعت جنكيز في مقالها أنها عندما قابلت خاشقجي كان يعيش في واشنطن منذ أكثر من عام ويعمل بها، بعدما ترك وطنه، السعودية، وسط حملة قمعية شملت النشطاء والمفكرين في المملكة.
وأضافت أنه عندما خطبها، بدآ التخطيط لحياتهما الجديدة في واشنطن، وصار خاشقجي يتحدث بدفء كبير عن واشنطن وعن متاحفها وأسواقها، وكان يقول لها "صدقيني، سوف تحبينها". كما كان يتحدث عن أصدقائه في الولايات المتحدة وكيف يرغب في أن يعرفها عليهم بعد الزواج.
وأكدت جنكيز أن خاشقجي جاء معها إلى إسطنبول لكي يحصل على وثائق مطلوبة لإتمام عقد الزواج من القنصلية السعودية، لكنه دخل المبنى في 2 من أكتوبر 2018 ولم يخرج منه، قائلة: "لم يعد إلي بتاتاً، ولم يعد إلى الحياة التي كنا نحلم بها معاً".
جنكيز أتيحت لها في واشنطن الفرصة لتتحدث مع عدد من أعضاء الكونغرس، وتقول إنها كانت تدرك بعد كل اجتماع مدى حب الناس في الولايات المتحدة له واهتمامهم بقضيته. وحكت أنها تأثرت حينما أعطاها أحد أعضاء الكونغرس عن فيرجينيا، حيث كان يعيش جمال، صورة لهما معاً.
وأضافت أنها بدأت تشعر بأن جمال لم يمت في إسطنبول فحسب، وإنما مات أيضاً في واشنطن، وأنها حين كانت تتجول في شوارع واشنطن وتزور متاحفها ومعالمها التي كان جمال يحدثها عنها، كانت تلاحظ وجهه المبتسم. لكنها تقول إن واشنطن لم تقم بما يكفي من أجل تقديم قتلة جمال إلى العدالة.
في مقالها ذكرت خديجة أنها تعتقد أن واشنطن اختارت ألا تستخدم علاقاتها القوية ونفوذها لدى الرياض لإجبار السعوديين على الكشف عن حقيقة جريمة قتل خطيبها لضمان محاسبة أولئك الذين يتحمّلون المسؤولية. وتكمل أنه لا يمكن القبول برد الفعل المتراخي من قبل الرياض تجاه الإجراءات القانونية المتعلقة بقضية خطيبها الصحافي السعودي، وأنها كثيراً ما تتساءل عما كان يمكن أن يقوله خاشقجي لأمريكا حول صمتها وتناقضها الكبير تجاه موته.
في مقال نشرته في نيويورك تايمز، كتبت خديجة جنكيز خطيبة جمال خاشقجي عن تقصير واشنطن التي لم تقم بواجبها كاملاً من أجل تقديم قَتلَة جمال إلى العدالة ولم تستخدم علاقاتها القوية مع الرياض لإجبار السعوديين على الكشف عن حقيقة جريمة اغتياله.
وأشارت إلى أن المقررة الخاصة للأمم المتحدة أنييس كالامار نشرت الأربعاء 19 يونيو تقريراً مفصلاً، حول جريمة قتل خاشقجي، حمّلت فيه السعودية المسؤولية، وطالبت بتحقيق في دور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، واقترحت كالامار على الأمين العام للأمم إجراء تحقيق دولي في الجريمة، وتؤكد جنكيز في مقالها أنها باعتبارها خطيبة خاشقجي تهيب بالأمم المتحدة الاستجابة إلى نداء كالامار.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...