ردود فعل متباينة نتجت من الاعتداء على سفارة مملكة البحرين في العراق، مساء الخميس. وفيما استدعت المنامة سفيرها لدى بغداد للتشاور، وجّه الكثير من المغردين اتهاماً صريحاً لإيران بالوقوف خلف الواقعة.
وكان محتجون قد اقتحموا سفارة البحرين في بغداد وأنزلوا العلم عنها بينما رفعوا العلم الفلسطيني بدلاً منه، وذلك احتجاجاً- بحسب هتافاتهم- على استضافة المنامة ورشة "السلام من أجل الازدهار"، يومي 25 و26 يونيو، التي رعتها واشنطن وتعلقت بالجانب الاقتصادي من "صفقة القرن" الأمريكية المقترحة لإنهاء الصراع الفلسطيني/الإسرائيلي.
اتهامات صريحة لإيران
بالإضافة إلى مقاطع الفيديو والصور التي تظهر اقتحام مبنى السفارة وإحراق العلمين الأمريكي والإسرائيلي، ورفع العلمين الفلسطيني والعراقي في ساحة السفارة، تعددت روايات المغردين وتفسيراتهم لما حدث.
غير أن الكثير من المغردين اتفقوا على أمرين، أولهما أن جماعات الحشد الشعبي، المدعومة من إيران، كانت وراء الاعتداء "متخفيةً في ملابس مدنية"، وثانيهما أن الواقعة تعكس "ضعف الحكومة العراقية وقوة النفوذ الإيراني في العراق".
اتهم الكثير من المغردين الخليجيين إيران بالوقوف خلف الاعتداء على سفارة البحرين في العراق، متسائلين لماذا لم يهاجم المحتجون سفارة الولايات المتحدة إذا كان اعتراضهم من أجل فلسطين حقاً
"أمن السفارات والبعثات الدبلوماسيّة خط أحمر"... السلطات العراقيّة ترد بتعزيز الانتشار الأمني وباعتقال العشرات ممن شاركوا في اقتحام السفارة البحرينيّة على خلفيّة استضافة "ورشة السلام من أجل الازدهار"
وعلقت الصحافية والكاتبة البحرينية سوسن الشاعر معتبرةً أن ما حدث يعكس "تحدي قاسم سليماني الفارسي العراقيين في عقر دارهم بأن له الكلمة الطولى وأنه من يحكم العراق فلا رئيس حكومة ولا وزير داخلية ولا جيش عراقي ولا دولة بل ولاية إيرانية".
وتساءل الكاتب والمحلل السياسي الكويتي مشعل النامي عن سبب عدم مهاجمة المحتجين سفارة الولايات المتحدة التي رعت المؤتمر.
ولفت الناشط الحقوقي الكويتي أنور الرشيد إلى أن الاعتداء على سفارة المنامة في بغداد "عمل همجي مدان ومستهجن تتحمل مسؤوليته الحكومة العراقية".
واعتبر الصحافي العراقي سفيان السامرائي، رئيس موقع "بغداد بوست"، أن من هاجم سفارة البحرين هم "نفس العصابات الميلشياوية الطائفية التي قتلت وشردت الفلسطينيين المقيمين بالعراق بعد سقوط العراق عام 2003"، مشيراً إلى أنها ("الميلشيات المهاجمة") "تأتمر بأوامر إيرانية في ظل عجز حكومي عراقي". والسامرائي معروف بمعارضته التدخل الإيراني في العراق.
كذلك علّق رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي والقيادي في التحالف الكردستاني عبد الباري زيباري على ما حدث، مؤكداً أنه "تجاوز على كرامة العراق"، ومشيراً إلى أن "حماية البعثات الدبلوماسية هي حماية لكرم ضيافة العراقيين".
وبينما شكّك البعض بفعاليّة خطوة مماثلة، احتفى آخرون بها ورأوا أنها رسالة لإغلاق السفارة كلياً لأن النتيجة من احترام السفارات كانت بيع فلسطين، وكتب آخرون مدافعين عن القضيّة أو مشاركين لصور الاقتحام مع عبارات تأييد.
بيان بحريني شديد اللهجة
وكانت وزارة الخارجية البحرينية استنكرت، في بيان عبر موقعها الإلكتروني، "الاعتداء المرفوض الذي استهدف مبنى سفارة مملكة البحرين لدى جمهورية العراق الشقيق من قبل متظاهرين وأدى إلى أعمال تخريبية في مبنى السفارة".
وأوضحت أنها قررت "استدعاء السفير صلاح علي المالكي سفير مملكة البحرين لدى جمهورية العراق للتشاور، وتحمّل الحكومة العراقية المسؤولية التامة لحماية سفارة وقنصلية مملكة البحرين في جمهورية العراق وجميع العاملين فيهما".
طوق أمني واعتقالات
من جهتها، اعتبرت الحكومة العراقية ما حدث "عملاً تخريبياً مخالفاً للقانون" على الفور، في حين زار وزير الداخلية العراقي ياسين الياسري، الذي عيّن قبل أيام قليلة، السفارة بعد التظاهرات مباشرةً والتقى السفير البحريني.
وفيما أكد مصدر أمني لوكالة فرانس برس أن قرابة 200 شخص شاركوا في الواقعة، أعلنت الداخلية العراقية اعتقال 45 مشاركاً.
وكثّف الأمن العراقي انتشاره حول السفارة وأغلقت معظم الشوارع المؤدية إليها، في حين أُحيل آمر قوة حماية السفارة للتحقيق "لتقصيره في أداء واجبه"، وفق المتحدث باسم الداخلية العراقية سعد معن الذي أكد أن أمن السفارات والبعثات الدبلوماسية "خط أحمر".
وفي السياق ذاته، أصدر رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، بياناً، قال فيه:"الحكومة تعرب عن أسفها الشديد لقيام عدد من المتظاهرين بالتجاوز على مبنى سفارة مملكة البحرين الشقيقة مساء الخميس، والقيام بأعمال تخريبية مخالفة للقانون وسلطة الدولة وحصانة البعثات الدبلوماسية".
وأضاف:"الأجهزة الأمنية كافة اتخذت الإجراءات الحازمة والفورية لإعادة النظام"، مشدداً على أن"الحكومة العراقية جادة في منع خرق النظام والقانون ولن تتسامح مطلقاً مع مثل هذه الأعمال".
والإمارات تستنكر
وفور وقوع الحادث، أعربت وزارة الخارجية الإماراتية عن "استنكارها الشديد لاقتحام سفارة مملكة البحرين الشقيقة في العاصمة العراقية بغداد في مخالفة صريحة للأعراف والمواثيق الدبلوماسية"، مدينةً "هذا الانتهاك السافر"، وداعيةً "الحكومة العراقية للقيام بمسؤولياتها تجاه المحافظة على الالتزامات الدولية الواضحة بموجب المعاهدات الدولية التي تضمن أمن العمل الدبلوماسي".
أما وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان، فوصف، عبر تويتر، ما جرى بأنه "مؤسف".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين