كشفت صحيفة الغارديان، الخميس، نقلاً عن مصدرين استخباراتيين، عن أن الجنرال الإيراني قاسم سليماني اجتمع في بغداد قبل ثلاثة أسابيع مع قادة في الحشد الشعبي وطالبهم بـ"الاستعداد للحرب بالوكالة".
ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أن اجتماع سليماني مع قادة مجموعات شيعية تسبب بموجة من النشاط الدبلوماسي بين المسؤولين الأميركيين والبريطانيين والعراقيين الساعين لإبعاد شبح المواجهات بين طهران وواشنطن، في ظل تزايد المخاوف من أن يصبح العراق ساحة هذا الصراع. ويقال إن سليماني قائد فيلق القدس الإيراني هو "رأس حربة إيران وعقلها المدبر في المنطقة".
ترامب: لا أريد حرباً
بالتزامن، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، الخميس، نقلاً عن مسؤولين بالإدارة الأمريكية، لم تكشف عن أسمائهم، أن الرئيس ترامب أبلغ القائم بأعمال وزير الدفاع باتريك شاناهان، الأربعاء، بأنه "لا يريد خوض حرب مع إيران".
وخلال اليومين الماضيين ركزت الصحف الأمريكية على تأكيد عدم تفضيل ترامب لخيار الحرب، نقلاً عن مصادر مقربة منه، ما قد يعد محاولةً لتخفيف التوتر مع إيران.
لكن رسول سنائي راد، نائب قائد القوات المسلحة الإيرانية للشؤون السياسية، اتهم ترامب بالخداع قائلاً "ما يفعله زعماء أمريكا من ممارسة الضغوط وفرض العقوبات بينما يتكلمون عن محادثات هو بمثابة توجيه مسدس صوب شخص ودعوته لصداقة ومفاوضات"، وفق ما نشرته وكالة مهر شبه الرسمية، الجمعة.
كذلك نقلت وكالة فارس للأنباء، الجمعة، عن محمد صالح جوكار نائب قائد الحرس الثوري الإيراني قوله إن الصواريخ الإيرانية، حتى القصيرة المدى منها، يمكنها الوصول للسفن الحربية الأمريكية في الخليج، مردفاً أن الولايات المتحدة غير قادرة على تحمل حرب جديدة.
مؤشرات قوية
ويعزز ما قالته الغارديان أمر الولايات المتحدة موظفيها غير الأساسيين مغادرة سفارتها في بغداد الأربعاء، ورفع المملكة المتحدة مستويات تهديدها للقوات البريطانية في العراق الخميس.
وتصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران في الأسابيع الأخيرة بعدما زادت واشنطن من قيودها على صادرات النفط الإيراني، بالإضافة لتوجيه حاملة طائرات أمريكية للمنطقة لزيادة الضغط على طهران.
وأوضح مسؤولون كبار في وزارة الخارجية الأمريكية، للغارديان، مشترطين عدم كشف هوياتهم، أن التهديد يأتي من ميليشيا عراقية "يأمرها ويسيطر عليها" الحرس الثوري الإيراني، في حين أشار أحدهم إلى أنها "مرتبطة بشكل مباشر بإيران".
تطورات متلاحقة على صعيد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، الكويت تقول إنها تستعد وإن الحرب قادمةً لا محالة، والغارديان تقول إن حرباً بالوكالة قد تتخذ من بغداد ساحة لها... التفاصيل في تقريرنا.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أبلغ القائم بأعمال وزير الدفاع باتريك شاناهان بأنه لا يريد الحرب، لكن المسؤولين الإيرانيين يتهمونه بالمراوغة وخداع الرأي العام العالمي.
في سياق متصل، أبلغ مصدران أمنيان عراقيان وكالة "رويترز" أن زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو المفاجئة لبغداد هذا الشهر جاءت بعد اكتشاف معلومات استخباراتية أمريكية أن جماعات شيعية مسلحة مدعومة من إيران تنشر صواريخ قرب قواعد للقوات الأمريكية.
هل يتورط العراق؟
وأردف المصدران أن بومبيو طلب من كبار القادة العسكريين العراقيين أن يحكموا سيطرتهم على هذه الجماعات، التي توسّع نفوذها في العراق بعدما أصبحت تشكل، حالياً، جزءاً من جهازه الأمني، مشيراً إلى أن بلاده سترد بقوة إذا لم يقوموا بذلك.
كما أضاف مصدر عسكري عراقي بارز مطلع على تفاصيل زيارة بومبيو: "قالوا إنه في حالة تعرض أميركا للهجوم على الأرض العراقية فإنها سترد للدفاع عن نفسها من دون الرجوع إلى بغداد".
الكويت غير متفائلة وتستعد
والخميس أيضاً، قال مرزوق الغانم رئيس مجلس الأمة الكويتي إن الأوضاع في المنطقة "خطيرة وليست مطمئنة"، مشيراً إلى أن وزراء الحكومة شرحوا للنواب، في جلسة مغلقة، استعدادهم لمواجهة أي حالة حرب في المنطقة.
وأوضح الغانم للصحافيين، عقب الجلسة، أن العرض الحكومي لتطورات الأوضاع بالمنطقة بيَّن "مدى دقة المرحلة المقبلة وخطورتها ووجوب الاستعداد واتخاذ جميع الإجراءات تأهباً لكل الاحتمالات الواردة"، مضيفاً "الوزراء شرحوا أيضاً استعدادات الدولة لمواجهة أي حالة حرب قد تنشب".
ورداً على سؤال عن فرص اندلاع حرب في المنطقة، قال الغانم "بناء على المعلومات المتوفرة من الحكومة، نعم هناك فرص، للأسف، ونسبتها عالية جداً وكبيرة"، مشدداً على أن "استعدادات الحكومة هذه المرة، مقارنة بالأزمات السابقة، أفضل بكثير".
أضاف: "الكويت دولة صغيرة تتأثر بشكل كبير بما يحدث في الإقليم، وما هو خارج سيطرتنا والأوضاع الخارجية هو ما يقلقنا".
والكويت حليفة قوية للولايات المتحدة، كما تحتفظ بعلاقات جيدة مع إيران وطالما سعت للنأي بنفسها عن الصراعات الإقليمية والدولية للحفاظ على سياسة خارجية متوازنة.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين