ضرب تفجيران انتحاريان قلب العاصمة تونس، ظهر الخميس 27 يونيو، مخلفين قتيلاً و8 جرحى على الأقل غالبيتهم من أعوان الأمن. واستهدف أحد التفجيرين مقر مكافحة الإرهاب.
وأعلنت الداخلية وفاة أحد أعوان الشرطة في أحد التفجيرين، وبخصوص التفجير الأول الذي حدث في شارع شارل ديغول المحاذي لشارع بورقيبة قالت الوزارة في بيان، إن إرهابياً أقدم على تفجير نفسه بالقرب من دورية أمنية وأعلنت عدة إصابات متفاوتة الخطورة في صفوف أعوان الشرطة و3 مدنيين نقلوا جميعاً إلى المستشفى (شارل نيكول) لتلقي العلاج. وكان مصدر أمني أكد لصحيفة "الصباح نيوز" أن إرهابياً فجر نفسه الخميس في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة تونس، مستهدفاً سيارة شرطة بلدية، موضحاً أن الحصيلة الأولية للتفجير هي 4 جرحى.
وعادت الوزارة لتوضح في بيان ثانٍ تفاصيل التفجير الانتحاري الثاني، مبينةً أن شخصاً أقدم على تفجير نفسه قبالة الباب الخلفي لإدارة الشرطة العدلية بالقرجاني بالعاصمة في تمام الساعة 11 صباحاً بالتوقيت المحلي، مسبباً إصابات متفاوتة الخطورة بين أعوان الشرطة نقلوا على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج. ويضم مركز القرجاني وحدة مكافحة الإرهاب.
و أوضح وليد حكيمة، المتحدث الرسمي باسم الأمن العمومي، أن ضحايا التفجير الثاني 4 أمنيين، مؤكداً نبأ وفاة عون الأمن مهدي البناني حافظ في التفجير الأولى.
و صرح مصدران أمنيان للصباح النيوز بوقوع تفجير ثان قبالة مقر الشرطة العدلية بالقرجاني مستهدفاً "مقر إدارة مكافحة الإرهاب”.
وأوضح مصدر أمني للصحيفة أن الإرهابي المنفذ للتفجير الثاني كان ينتظر على دراجة متربصاً بأعوان مكافحة الإرهاب لدى خروجهم للتوجه إلى موقع التفجير الأول.
وفي أول تعليق بعد العمليتين وخلال تفقده موقعي التفجيرين، قال رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد إن هذه العملية "جبانة وفاشلة" تهدف لإرباك التونسيين وتعطيل الانتقال الديمقراطي للسلطة وضرب الموسم السياحي قبيل الانتخابات المرتقبة، مؤكداً أن الحادثين يعكسان "يأس الجماعات الإرهابية بسبب نجاح الجهود الأمنية في مكافحتها. وناشد الشاهد التونسيين التوحد حول قواتهم الأمنية والعسكرية وأن يثقوا في دولتهم وفي قدرتها على القضاء على الإرهاب.
وفجر الخميس شهدت تونس هجوماً إرهابياً على محطة الإرسال بجبل عرباطة بقفصة جنوب غربي البلاد، حيث يواجه الجيش والحرس مجموعات إرهابية تتحصن بالجبال وحدثت تفجيرات في السابق استهدفت الوحدات العسكرية. ووفق جريدة الصباح المحلية، أفادت وزارة الدفاع التونسية بعدم وقوع أي أضرار بشرية جراء الهجوم في قفصة والذي صدته قوات الجيش. وتتكرر الهجمات بسلسلة الجبال غربي البلاد حيث تتحصن جماعات إرهابية.
وتخشى السلطات التونسية احتمال وقوع مزيد من الهجمات، لذا أمرت السلطات بإجلاء المحكمة الابتدائية بتونس.
ولاستهداف مقر مكافحة الإرهاب رمزية كبيرة إذ يبعث برسالة إلى السلطات التونسية هدفها هز ثقته بما وصفته سابقاً نجاح السلطات في مكافحة الإرهاب. واستضافت تونس في أبريل/نيسان الماضي، مؤتمراً دولياً عن مكافحة الإرهاب.
وصرح وزير الداخلية التونسي هشام الفراتي في السابق قائلاً: "المؤسستان الأمنية والعسكرية في تونس تمكنتا من تحقيق عديد النجاحات الأمنية ودحر الجماعات الإرهابية وتفكيك العديد من الخلايا الإرهابية النائمة وكشف مخططاتها التخريبية".
ويعرف شارع الحبيب بورقيبة بأنه شريان العاصمة ومنطقة مزدحمة بالمشاة والسياح بالإضافة إلى وجود مقر السفارة الفرنسية به. وكان الشارع شهد في أكتوبر/تشرين الأول 2018 تفجيراً انتحارياً هو الأول من نوعه نفذته امرأة. وعُرف عن الشارع احتواؤه المظاهرات الكبيرة التي أطاحت يوم 14 يناير 2011 الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي.
ضربة موجعة للسياحة
توقيت هجمات الخميس يأتي في ذروة الموسم السياحي في تونس، وقبل أشهر قليلة من الانتخابات التشريعية المقررة في البلاد نوفمبر المقبل والتي يبدأ التحضير لها خلال أيام.
ويعد شارع شارل ديغول من بين الأكثر اكتظاظاً بالعاصمة التونسية وهو شريان حقيقي في قلب العاصمة يعج بالمحلات التجارية والشقق والعيادات الطبية وكذلك يضم السوق المركزية، كما أنه قريب من محطة القطار المركزية.
ويكثر السياح الجزائريون في شارل ديغول وهم سياح مهمون لتونس يزورونها باستمرار لاسيما في الصيف، وذلك الشارع غير بعيد عن محطة سيارات نقل جزائرية تحملهم براً. ويحتل سياح الجزائر المرتبة الأولى في الإقبال على تونس بـ 496 ألف جزائري حتى نهاية مارس/آذار الماضي.
وفي أبريل/نيسان الماضي، كشفت وزارة السياحة التونسية عن ارتفاع أعداد السياح الوافدين إلى البلاد خلال الربع الأول من العام الحالي إلى نحو مليون و592 ألف سائح، بزيادة 17.4 % مقارنة بالنتائج المسجلة خلال الفترة ذاتها من السنة الماضية.
ضرب تفجيران انتحاريان قلب العاصمة تونس مخلفين قتيلاً (رجل أمن) و8 جرحى غالبيتهم من الأمن. أحد التفجيرين استهدف مقر مكافحة الإرهاب ولهذا رمزية كبيرة، ويعتبر ضربة موجعة للسياحة التونسية في موسم ذروتها.
وبينت أن هذا التطور الإيجابي وفر للبلد عائدات مالية بالعملة الصعبة تقارب 787.8 مليون دينار تونسي (نحو 262.6 مليون دولار) بزيادة 35.1 % عما سبق. وكان هذا التحسن في عائدات السياحة الأول منذ تفجيرات سوسة 2015.
اللافت أن وزير السياحة التونسي روني الطرابلسي قالالثلاثاء 25 يونيو، إن التحسن الذي تشهده السياحة حالياً يعود إلى تحسن الحالة الأمنية مشيراً إلى أن عدم أمان الحدود التونسية ومنطقة الجنوب التونسي كان يقلق السياح الأجانب معتبراً أن هذا الأمر تغير، متوقعاً "سياحًا أكثر بالجنوب التونسي خلال الموسم الشتوي القادم".
وفي أول رد فعل عربي، أدانت قطر، عبر حساب وكالة أنبائها الرسمية على تويتر، التفجيرين الإرهابيين الذين استهدفا أمنيين بالعاصمة التونسية.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...