شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
موريتانيا: قطع الإنترنت واعتقال أجانب بعد أيام من الانتخابات

موريتانيا: قطع الإنترنت واعتقال أجانب بعد أيام من الانتخابات

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأربعاء 26 يونيو 201901:41 م

أكدت منظمة مختصة بالأمن الإلكتروني والحقوق الرقمية انقطاع خدمة الإنترنت تماماً في موريتانيا، بالتزامن مع إعلان وزير الداخلية الموريتاني أحمدو ولد عبد الله، مساء الثلاثاء 25 يونيو، اعتقال 100 أجنبي بتهمة "محاولة زعزعة أمن البلاد" بعد أيام قليلة من انتخابات رئاسية فاز فيها مرشح الحزب الحاكم محمد ولد الغزواني.

وكشفت منظمة "نتبلوكس" في تقرير لها عن استمرار انقطاع اتصالات الإنترنت في موريتانيا، لتنضم بذلك إلى الدول التي تتحكم بقطع اتصالات الإنترنت لأغراض سياسية، ومنها مصر ومالاوي والكونغو والكاميرون وغيرها.

وذكرت "الأخبار" الموريتانية، الثلاثاء، أن السلطات قطعت شبكة الإنترنت المنزلي وشبكات الواي فاي عن العاصمة الموريتانية نواكشوط  وجميع الولايات الداخلية، بعد يومين كاملين على قطع الإنترنت عن الهواتف المحمولة.

اتهامات رسمية لجهات أجنبية

في الأثناء، اتهم وزير الداخلية الموريتاني أحمدو ولد عبد الله، في مؤتمر صحافي مساء الثلاثاء، "جهات أجنبية" بالوقوف وراء الاحتجاجات التي شهدتها البلاد بعد الانتخابات الرئاسية، السبت 22 يونيو.

ولفت إلى أن "من يقفون وراء هذا المخطط سبق أن حاولوا استغلال الحديث عن التجديد للرئيس محمد ولد عبد العزيز لولاية ثالثة، لكن بعد فشلهم أرادوا زعزعة الأمن خلال الانتخابات الرئاسية".

وتحدث الوزير عن قائمة من 100 شخص من جنسيات أجنبية مختلفة، زاعماً أنهم قد تكون لهم علاقة بأحد المرشحين (المعارضين). وشدد على أن السلطة "ستتعامل بقبضة من حديد مع من يحاول زعزعة الأمن، فالأمن خط أحمر ولا مجال للتسامح به". 

وأشار ولد عبد الله إلى أن القانون يكفل لمن يحتج على نتيجة الانتخابات اللجوء إلى المجلس الدستوري للتقدم بالطعن القانوني، موضحاً أن السلطات الأمنية "لن تقبل أي تظاهرة غير مرخصة، وستواجهها بما يضمن تعزيز الاستقرار".

 وخاطب الوزير الأجانب مذكراً بأنه لا يحق لهم التدخل في الشأن الداخلي، متوعداً من يثبت تدخله بـ "أقصى عقوبة"، ومنوهاً بأن الحكومة لم تعد معنية بتنظيم الانتخابات ومسؤوليتها مقتصرة على توفير الأمن.

وقالت مصادر خاصة لصحيفة الأخبار الموريتانية إن اجتماعاً أمنياً مصغراً للرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز ووزيري الدفاع والداخلية وقادة الأجهزة الأمنية والعسكرية، عقد الثلاثاء 25 يونيو، لتقويم الوضع الأمني في البلاد بعد الانتخابات الرئاسية، تقرر فيه عقد المؤتمر الصحافي لوزير الداخلية من أجل توضيح الأوضاع للرأي العام.

ووفق المصدر نفسه، صدرت عن الاجتماع قرارات أخرى قضت بتعزيز انتشار قوات الأمن وعناصر الجيش في المحاور الأساسية لمدينة نواكشوط، فضلاً عن قطع الإنترنت عن العاصمة وجميع مناطق البلاد.

غلق مقار مرشحي المعارضة

في سياق متصل، أغلقت الشرطة الموريتانية، الثلاثاء، مقارّ حملات مرشحي الرئاسة المعارضين في مقاطعات نواكشوط، وبررت الإجراء بأنه أوامر من الحكام.

ووفق نتائج لجنة الانتخابات الموريتانية، أعلنت مساء الأحد 23 يونيو، حصل ولد الغزواني على 52% من الأصوات، مقابل 18,58 % للمرشح المعارض بيرام ولد داه ولد اعبيدي، و17,87 % لسيدي محمد ولد بوبكر و8,71 % لكان حاميدو بابا. ورفض مرشحو المعارضة الأربعة هذه النتائج وطالبوا بإعادة إعلان نتائج مكاتب الاقتراع منفردة.

وتشهد البلاد، منذ مساء الأحد، احتجاجات من المعارضة وأنصارها على نتائج الانتخابات. وبعدما أعلن المرشحون الأربعة المنافسون للغزواني تمسكهم بالاعتراض السلمي على النتائج وحددوا مساء الاثنين موعداً لمسيرات احتجاجية واسعة، أجّلوه إلى موعد غير معلن.

وكانت الشرطة الموريتانية داهمت، مساء الاثنين 24 يونيو، مقري مرشحين للمعارضة في الانتخابات الرئاسية، بعد اعتراضهما على نتيجة الاقتراع، وأغلقت أحد المقرين، وفق ما نشرته فرانس برس الثلاثاء.

وقال حمادة ولد لحبوس المتحدث باسم المرشح اعبيدي "وصلت الشرطة إلى مقر المرشح بيرام (الحركة من أجل إعادة التأسيس) ورمت قنابل مسيلة للدموع داخله وكسرت الزجاج والأبواب، وهذا ما جعل المقر غير صالح للاستخدام".

قُطعت الإنترنت في موريتانيا وانتشرت القوات الأمنية في أرجاء البلاد وسط أنباء عن القبض على 100 أجنبي وغلق مقار مرشحي المعارضة عقب أيام قليلة من إعلان فوز مرشح الحزب الحاكم في الانتخابات الرئاسية. 

وأكد شهود للوكالة الفرنسية وقوع مواجهات، مساء الاثنين، بين شرطيين وأنصار المعارضة غير بعيدة من مقري حزبي ولد اعبيدي وحاميدو بابا.

وندد ولد اعبيدي، من أمام مقره الانتخابي، وفي وجود مرشحي المعارضة الثلاثة الآخرين، "بالهجمات على مقره ومقر المرشح كان حاميدو بابا" واستهجن نشر قوات الأمن في العديد من المدن الكبرى، معتبراً ذلك "أشبه بحالة طوارئ غير معلنة".

وشهدت موريتانيا عدة انقلابات بين 1978 و2008 حين وصل الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد عبد العزيز إلى الحكم قبل انتخابه في 2009. وتعذر عليه الترشح لولاية ثالثة في 2019 بموجب أحكام الدستور الموريتاني.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image