تحقيق نشرته صحيفة لوجورنال دو ديمانش الفرنسية الأحد 23 يونيو، يقدم رواية مختلفة بشأن ما حدث يوم الاثنين 19 نوفمبر من العام الماضي في مطار طوكيو باليابان، حين قبض الأمن الياباني على رجل الأعمال اللبناني الفرنسي البرازيلي كارلوس غصن، الرئيس التنفيذي لشركة رينو ونيسان حينذاك.
التحقيق الفرنسي نقل عن أفراد هيئة الدفاع عن الرئيس التنفيذي المقال غصن قولهم إن الأمور لم تحدث بالطريقة نفسها التي تحدثت عنها السلطات اليابانية لوسائل الإعلام عن ظروف توقيف غصن، مفندين صحة الصور التي نشرت في الصحافة اليابانية للحظة القبض على غصن. وقال محامو غصن للصحيفة الفرنسية إن تلك الصور المزعومة لغصن وهو ينزل من الطائرة ويقبض الأمن عليه كانت “عملية إخراج” وزعت صورها على الصحافة لنشر حقيقة مخالفة للوقائع.
ونقلت لوجورنال دو ديمانش عن فريق دفاع كارلوس غصن اتهامهم للمدعي العام الياباني بالتواطؤ مع عملاق السيارات نيسان.
وبحسب ما نشرته الصحيفة الفرنسية فإن الرواية البولسية التي بدأت ملامحها الحقيقية يوم القبض على غصن، ليست مثلما تبدو عليه للوهلة الأولى. تقول الصحيفة إن غصن قبيل اعتقاله كان مهموماً بوضع نيسان المالي وأثناء عودته من بيروت إلى طوكيو كان يشغله تراجع مبيعات نيسان ومشاكل جودة بعض السيارات التي جعلت المصنع يستعيد نماذج عدة من السوق بسبب مشاكل تقنية، بحسب ما قاله لبعض المقربين منه قبل أيام من اعتقاله.
تضيف الصحيفة أن غصن كان يعتزم الاجتماع بهيروتو سيكاوا الذي حل محله على رأس نيسان فور دخوله السجن.
ويزعم تحقيق الصحيفة أن الصور التي نشرت أول مرة في الصحافة اليابانية عن اعتقال غصن ليست حقيقية، مؤكدة أنه لم يعتقل عند نزوله من الطائرة مثلما تظهر الصور التي تداولها الإعلام الياباني، بل الحقيقة حسب ما قاله المحامون للصحيفة أنه نزل من الطائرة وتوجه إلى نقطة التفتيش الأمني وهناك طلب منه الذهاب الى غرفة خاصة بسبب "مشكلة صغيرة في جهاز الكشف"، وفي هذه الغرفة تم اعتقاله، بحسب الصحيفة.
وتؤكد لوجورنال دو ديمانش أن محاميه قالوا إن الصحافة اليابانية استدعيت لنقل "عملية إخراج" توقيفه. محامو غصن قالوا كذلك إن الأمن صادر هاتف غصن ومُنع من الاتصال بسكرتيره وابنته التي كانت تنتظره في شقته في طوكيو لتقدم له خطيبها.
هيئة الدفاع وصفت احتجاز غصن بـ "احتجار رهينة" لدى القضاء الياباني لكنه كان يعلم أن عليه أن يصبر. غصن رفض التوقيع على اعترافات تدينه كانت ستسمح له بمغادرة السجن في وقت أبكر، حاول غصن فهم ما حدث ،وتذكر تفاصيل سبقت توقيفه.
مؤامرة نيسان ضد غصن
ونقلت لوجورنال دو ديمانش عن محامي غصن تأكيدهم أن موكلهم الذي يتمتع بسراح شرطي حالياً ولا يقابل حتى زوجته يتعرض لمؤامرة خاطتها نيسان لإقصائه.
ويضيف المحامون أن التحقيق ضد غصن بدأ في مارس 2018 ببادرة من اثنين من أباطرة نيسان وأن ذلك التاريخ يتزامن مع خطوات باريس لتعزيز الشراكة بين رينو ونيسان، وقال مستشار وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير للصحيفة الفرنسية إن الاندماج بين رينو ونيسان كان خارطة الطريق التي قدمت لغصن، لكن اليابانيين كانوا وقتها يعارضون عملية الدمج بحسب مقرب من غصن.
وبسبب أن غصن هو الوحيد القادر على تحقيق هذا الدمج، فكان الحل من وجهة نظر المحامين هو التخلص من غصن "نهائياً".
محامو غصن قالوا للصحيفة الفرنسية إن المحققين في نيسان والمدعي العام على علاقة وطيدة مشيرين إلى أنه من الغريب حقاً أن يدخل عند لحظة إيقاف غصن ممثلو المدعي العام شقته في طوكيو فيما حاول ممثلو نيسان دخول مقرات إقامته في بيروت وأمستردام وريو وباريس، معتبرين أن ذلك دليل تواطؤ بحسب تعبيرهم.
اتهامات جديدة لغصن
لكن بالتزامن مع نشر لوجورنال دو ديمانش أقوال هيئة الدفاع واتهامات محاميه للمدعي العام بالتواطؤ، قال ممثلو الادعاء في طوكيو الأحد، إن غصن قام بتحويل نصف مبالغ مالية كانت قد أرسلتها شركة رينو الفرنسية لصناعة السيارات وكذلك شركة نيسان إلى وكيل في سلطنة عمان إلى شركته الخاصة.
ونقلت صحيفة “أساهي” اليابانية عن مصادر قولها إن غصن (65 عاما) جعل شركة سهيل بهوان للسيارات (SBA) تحوِّل 350 مليون ين (1ر3 مليون دولار) من أموال تلقتها من رينو بالإضافة إلى 560 مليون ين من أموال تلقتها من نيسان إلى شركة “جي.إف.آي” للاستثمار في لبنان المملوكة فعليا لرئيس نيسان السابق.
تحقيق لصحيفة لوجورنال دو ديمانش الفرنسية ينقل عن فريق الدفاع عن كارلوس غصن اتهامات للمدعي العام الياباني بالتواطؤ مع عملاق السيارات نيسان. محامو غصن قدموا رواية مختلفة عن ظروف توقيف غصن متهمين نيسان بالسعي إلى التخلص منه لإحباط عملية الدمج بين نيسان ورينو.
وأفادت المصادر بأن الأموال المرسلة إلى شركة سهيل بهوان كانت جزءا من الأموال التي كان لغصن حرية التصرف فيها بصفته الرئيس التنفيذي لشركتي رينو ونيسان للسيارات .
وذكرت أساهي أن إدارة التحقيقات الخاصة التابعة لمكتب المدعي العام في طوكيو تعتزم التأكيد خلال محاكمة غصن على أنه قام أولا بتنفيذ مخططه مع أموال رينو ثم استخدمه مع أموال نيسان.
الجدير ذكره أن يوم 21 يونيو الجاري، قررت الجمعية العمومية لحملة الأسهم في شركة "ميتسوبيشي موتورز" إنهاء ولاية كارلوس غصن كمدير لها في تصويت يجعل إقالة غصن من هذا المنصب والتي كانت قائمة عملياً، رسمية.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Tester WhiteBeard -
منذ ساعةtester.whitebeard@gmail.com
Ahmad Tanany -
منذ يومينتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ 4 أياملا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ أسبوعمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...