دون مدرعات ولا صواريخ، وبعتاد ألكتروني و”جنود” خلف الحواسيب، جندت إسرائيل جيشاً ألكترونياً قوامه 15 ألف شخص مزروعين في 73 دولة بهدف التأثير على الرأي العام الدولي وطمس ما يدين الاحتلال ومواجهة الحملة الدولية لمقاطعة إسرائيل (BDS)".
وثائق سرية حصل عليها موقع "الانتفاضة الإلكترونية” الفلسطيني من داخل منظومة "التأثير العالمي" الإسرائيلية المعروفة باسم (Act.IL) التي تمثل "الجيش الافتراضي" الإسرائيلي تثبت حجم الإنفاق الإسرائيلي الحكومي الكبير عليها وخلوها من متطوعين.
ويبين التقرير السنوي الصادر في يناير/كانون الثاني الماضي، والذي حصل الموقع المعني بأخبار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على نسخة منه، كيف رصدت الحكومة الإسرائيلية قرابة 1.1 مليون دولار أمريكي العام الماضي لجهود الحركة.
الحركة وأهدافها
في التقرير تقول "Act.IL" إن هدفها "التأثير على الجماهير الأجنبية ومواجهة ‘الحملة الدولية لمقاطعة إسرائيل (BDS)". وتزعم أن لديها مكاتب في ثلاث دول فضلاً عن "جيش إلكتروني” قوامه أكثر من 15 ألف فرد في 73 دولة.
يوجه تطبيق الحركة تعليقاته نحو المواقع الإخبارية فيدعم وجهات النظر الإسرائيلية ويهاجم الفلسطينيين والمتضامنين معهم. ويكشف التقرير المسرب أن هذا التطبيق يؤدي قرابة 1580 مهمة أسبوعياً.
الحركة فضلاً عن مقرها الرئيسي بتل أبيب، لها 7 "غرف إعلامية" جميعها في الولايات المتحدة موزعة بين بوسطن ونيوجيرسي وفيلادلفيا ونيويورك ولوس أنجلوس.
يرفع موقعها الرسمي، علمي إسرائيل والولايات المتحدة وعلماً لبريطانيا للإيحاء بأن لديها مقار هناك، لكن التقرير يتحدث عن مجموعة ضغط بريطانية باسم "نحن نؤمن بإسرائيل" ومجموعة أخرى تحمل اسم "ساسكس أصدقاء إسرائيل” وهما شريكتان للحملة.
دحض مزاعم التطوع
تزعم الحركة أنها "حملة شعبية" بدأت بمبادرة طلابية، بينما يصفها أحد الخبراء بأنها "حملة شعبية زائفة" وملفقة. فعلى الرغم من وجود مستخدمين عاديين على تطبيقها، تبين لـ"الانتفاضة الإلكترونية" أن 6 من أصل 9 نشطاء نشطوا خلال أبريل/نيسان الماضي كانوا موظفين سابقين أو حاليين للحملة أو لدى الحكومة الإسرائيلية.
كما تبين أن 4 من 11 ناشطاً بارزين في شهر يونيو/حزيران الجاري موظفون سابقون أو حاليون في الحملة، وفق ما تؤكده حساباتهم على موقع "لينكد إن".
كما يتضح من خلال تطبيق الحملة منحها "جوائز رائعة" و"منح دراسية" للحصول على متطوعين لـ"جيش إسرائيل الافتراضي".
ويذكر التقرير أن لدى الحركة 13 موظفاً فقط بالإضافة إلى 150 مدرباً للمتطوعين المزعومين. لكن مزاعم إدارة "متطوعين"، سبق أن دحضتها مقابلة باللغة العبرية لمجلة فوربس إسرائيل في العام الماضي، اعترف خلالها الرئيس التنفيذي للمجموعة ياردن بن يوسف، بأن الطلاب يساعدون في جهود الحركة "أملاً في الحصول على منح دراسية".
التنصل من الحكومة
ورغم استراتيجية الإنكار التي تتبناها، تبين الحركة في تقريرها أنها تستهدف جماهير لا تناصر إسرائيل بالضرورة، وتسعى لطمس كافة دلائل صلاتها بالحكومة الإسرائيلية.
كما تشترط على المنضمين إليها عدم الكشف عن صلاتهم بها أثناء ترويجهم للمعلومات الإسرائيلية المضللة أو عند هجومهم على الفلسطينيين.
لكن "العين السابعة" وهي هيئة رقابة إعلامية إسرائيلية مستقلة، تؤكد أن الحركة تأسست جزئياً على الأقل، بتمويل حكومي إسرائيلي، مشيرةً إلى أن وزارة الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلية أنفقت مليوني دولار في العام 2017 على حملة دعائية واحدة للدولة العبرية، وخصص جزء من هذه الأموال للحركة الناشئة آنذاك.
وزارة الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلية مسؤولة عن الحرب الإسرائيلية "شبه السرية" ضد BDSومعنية بتحسين صورة الدولة العبرية والحشد لها عالمياً. ورصدت لها ميزانية تبلغ قرابة 13 مليون دولار في العام 2017 وحده. أنفق منها قرابة 1.3 مليون دولار على تصميم الموقع الإلكتروني لـ"Act.IL" وإنتاج محتوى وسائط متعددة له وإعلاناته عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة.
وكان تقرير سابق حصلت عليه "الانتفاضة الإلكترونية" كشف أن ميزانية الحركة بلغت 700 ألف دولار أمريكي خلال 2016/2017، بينما بلغت 1.1 مليون دولار بين 2017/2018 ما يعني أن الحكومة الإسرائيلية قدمت غالبية تمويل الحركة للعام 2017 الذي أطلقت فيها تطبيقها.
ورغم محاولات إنكار علاقة الدولة بالحركة، أكد تقرير إخباري تلفزيوني إسرائيلي أن"Act.IL" هي حملة أطلقتها الحكومة للتأثير على الرأي العام الشعبي الأمريكي في مواجهة دعوات مقاطعة إسرائيل.
كما سبق للوزارة الترويج لتطبيق Act.IL عبر الإنترنت باعتباره "الطريقة السهلة لنشر رسالة إسرائيل" في مقطع فيديو شهير وخصص أحد مواقع الوزارة (4IL ) للترويج له.
تأثير واقعي وليس افتراضي فقط
ورغم أن الحركة يفترض أنها تركز على المعارك الافتراضية عبر الإنترنت، إلا أن التقرير المسرب يوثق معركة واحدة على الأقل، تمت على الأرض.
دون مدرعات ولا صواريخ، وبعتاد ألكتروني و”جنود” خلف الحواسيب، جندت إسرائيل جيشاً ألكترونياً قوامه 15 ألف شخص مزروعين في 73 دولة بهدف التأثير على الرأي العام الدولي.
موقع "الانتفاضة الإلكترونية” يكشف حقيقة "الجيش الافتراضي الإسرائيلي" من خلال وثيقة سرية تحصل عليها. كيف نجح هذا الجيش في منع نشر مقالات معادية لإسرائيل داخل الولايات المتحدة وطمس أدلة تدين الاحتلال؟
هذه الحرب الميدانية تسببت في طرد طالب أمريكي فلسطيني يدعى حمزة داوود من الحرم الجامعي بعد نشره عبر حسابه على فيسبوك، وعداً مازحاً "بمحاربة جسدية" للطلاب المعادين للفلسطينيين، معرباً عن رغبته في "إلغاء" إسرائيل.
وبينما يزعم التقرير أن الطالب طرد، تبين "الانتفاضة الإلكترونية" أنه انسحب طواعية إثر ضغوط. كما نجحت الحركة في منع نشر مقالات معادية لإسرائيل داخل الولايات المتحدة.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين