أثارت سارة عيدان، ملكة جمال العراق للعام 2017، جدلاً واسعاً عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر بسلسلة تغريدات مجدت فيها الدولة العبرية مهاجمة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مدعيةً أن الشعب الفلسطيني لا يرغب في التحرر من الاحتلال الإسرائيلي.
وبالتزامن مع إحياء الفلسطينيين ذكرى النكبة، الأربعاء 15 مايو/ أيار، حجبت عيدان (29 عاماً)، المنشورات والحسابات المعادية لإسرائيل على حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي.
كما نشرت ردوداً على تغريدات لناشطين مدافعين عن الحق الفلسطيني على تويتر، قالت في أحدها: "الشعب الفلسطيني لا يسعى للحصول على الحرية، بل تستخدم ميليشيات حماس الإرهابية سكان غزة كدروع بشرية. وعندما تطلق حماس الصواريخ من المناطق السكنية، وترد إسرائيل، تستخدم حماس صوراً مروعة للضحايا وتروج لقضيتهم التي ليست مجرد حرية بل القضاء على إسرائيل".
وفي التغريدات اللاحقة، كررت عيدان قولها إن "غزة ليست محتلة" وإنه لا يمكن اعتبار "من يستطيع الحصول على 600 قذيفة محتجين سلميين"، مشددةً على أن سكان غزة هم ضحايا حماس لا إسرائيل، مدافعةً عن حق الإسرائيليين في الدفاع عن أنفسهم ضد الهجمات الصاروخية التي تستهدف المدنيين منهم، على حد قولها.
كيف بدأ الجدل؟
وكانت عيدان بدأت الجدل عندما نشرت مساء الثلاثاء صورة لرئيس الوزراء العراقي رشيد علي الگيلاني وهو يصافح الزعيم النازي هتلر، معلقةً عليها بالقول إنهما "اتفقا في 12 مايو/أيار١٩٤١ على معاهدة تضمن نهاية المملكة العراقية والنفوذ البريطاني و بالمقابل تتخلص من المواطنين العراقيين اليهود"، مردفةً أن تلك كانت "نهاية الحرية الدينية في بلاد العراق"، مستطردةً في تغريدة ثانية "طالما كان اليهود جزءاً من حضارة العراق، لا بد أن نفهم أن كره العرب لليهود اليوم ليس أساسه الدين بل السياسة".
واستنكرت الشابة العراقية الهجوم الشديد عليها، مشيرةً إلى أن "كمية الكره التي وصلتني خلال ٢٤ ساعة الماضية والتهديد بالقتل و الاغتصاب إثبات أن هذه النماذج تدعي الإسلام ولا تعرف الله ولا تعرف معنى الحرية"، مدافعةً عن حقها في "التعبير عن رأيها".
وعادت لتضيف في تغريدة أخرى: "أرى أن العديد من الصفحات العربية عبر وسائل التواصل الاجتماعي تنشر أن ملكة جمال العراق تهاجم الفلسطينيين وتقول إنهم لا يريدون الحرية. الإعلام العربي لا يعرف سوى الأكاذيب. قضيت الساعة الماضية في حجب الفلسطينيين عن حسابي على انستغرام، لا تعليق".
في ذكرى النكبة، ملكة جمال العراق للعام 2017، تنشر تغريدات تمجد فيها الدولة العبرية مهاجمة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مدعيةً أن الشعب الفلسطيني لا يرغب في التحرر من الاحتلال الإسرائيلي.
سوابق في التطبيع
ولعيدان سوابق في التطبيع مع الكيان الصهيوني، إذ اضطرت في نوفمبر/تشرين الثاني 2017، إلى الاعتذار بعد تداول صورة لها مع ملكة جمال إسرائيل، أثناء مشاركتهما في مسابقة ملكة جمال الكون، لكل من قد يعتبر هذا مساساً بالقضية الفلسطينية، وفق ما أكدته قناة السومرية العراقية آنذاك.
وبررت عيدان تصرفها حينذاك قائلةً "ملكة جمال إسرائيل ألقت علي السلام وأخبرتني بأنها تأمل أن يأتي يوم ويعم السلام بين الديانتين الإسلامية واليهودية"، قبل أن تسألها عن رأيها بالتقاط صورة معاً. وأوضحت عيدان أنها ردت معربةً عن سعادتها بـ"نشر رسالة السلام"، مشددةً على أن ما فعلته لا يعكس أي تأييد لإسرائيل أو موافقة على سياساتها في الوطن العربي.
وفي يونيو/حزيران 2018، زارت عيدان تل أبيب للمرة الأولى موجهةً، من هناك، دعوة إلى ما وصفته بـ "التعايش والسلم الإقليمي". هذه المرة تعمدت عيدان نشر صورة ثانية تجمعها بأدار غاندلسمان ملكة جمال إسرائيل للعام 2017، على حسابها على إنستغرام.
لم تكتفِ عيدان بالصورة التي التقطت في إسرائيل، بل ظهرت وهي تتجول في شوارع وأسواق إسرائيلية، كما عقدت مؤتمراً صحافياً بالقدس قالت فيه: "أدعو للسلام بين العراق وإسرائيل. سافرت لآلاف الأميال وعرضت حياتي للخطر ليس للتعبير فقط عن مدى شعورنا بالسأم من هذه الحرب التي لا نهاية لها بين بلدينا".
ولا يقيم العراق علاقات دبلوماسية أو تجارية مع إسرائيل ولم يعترف بالدولة العبرية. واضطرت أسرة عيدان إلى نقل إقامتها في الولايات المتحدة الأمريكية بعد هجوم شديد عليها عقب نشر صورتها الأولى مع ممثلة إسرائيل في مسابقة ملكة جمال الكون.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Mohammed Liswi -
منذ يومأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ 3 أياملا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 5 أياممقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...
Nahidh Al-Rawi -
منذ أسبوعتقول الزهراء كان الامام علي متنمرا في ذات الله ابحث عن المعلومه
بلال -
منذ أسبوعحلو
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ أسبوعالمؤرخ والكاتب يوڤال هراري يجيب عن نفس السؤال في خاتمة مقالك ويحذر من الذكاء الاصطناعي بوصفه الها...