في منزل كل واحد منا "مرحاض محايد جنسياً" حتى لو لم نكن نعلم ذلك، فحين يزورنا ضيف ويطلب دخول المرحاض لن يجد لافتة مكتوب عليها مرحاض للرجال ولا آخر للنساء. لدينا غالباً مرحاض واحد يرحب بالجميع، لكن الأمور مختلفة تماماً في المؤتمرات التي نحضرها، فهناك مرحاض للرجال فقط، وآخر للنساء. لكن ماذا عن أصحاب الهويات الجنسية الأخرى؟
أخيراً لقيت لافتة وضعها منظمو مؤتمر "The RightCon Summit 2019" الذي افتتح في تونس يوم الثلاثاء 11 يونيو الجاري، أمام أحد المراحيض المخصصة لحضور المؤتمر اهتماماً بالغاً لدى الحضور، وهي اللافتة التي كتب عليها "مرحاض محايد". فما الذي نعرفه عن هذا النوع من المراحيض؟ وما مدى أهميتها؟
تعرّف مواقع مهتمة بمجتمع الميم المرحاض المحايد جنسانياً بأنه مرحاض يمكن أن يستخدمه أي شخص من أي جنس أو هوية جنسية، خصوصاً المتحولين جنسياً أو العابرين جنسياً أو الذين لا يعرفون بشكل واضح ما إذا كانوا ذكوراً أو إناثاً. وغالباً ما يحمل هذا النوع من المراحيض لافتة تفيد بأن الأشخاص من جميع الهويات الجنسية مرحب بهم في المرفق.
ويلفت حقوقيون إلى أنه يمكن للمراحيض المحايدة جنسياً أن توفر مساحة أكثر أماناً لشخص قد يكون متحولاً جنسياً أو قد لا يجد نفسه في أي من التصنيفين التقليديين، أنثى أو ذكراً، وهذان التصنيفان غالباً ما ينتشران على أبواب المراحيض العامة في كل مكان.
كذلك يمكن أن توفر المراحيض المحايدة راحة نفسية كبيرة لهؤلاء من غير المتحولين، والذين يشعرون بضغط نفسي وعصبي كبير حين يحتاجون إلى استخدام المراحيض في الأماكن العامة، حيث تسبب الحيرة الشديدة باختيار المرحاض الأنسب لهم في وضعهم بين خيارين صعبين.
دراسات عدة تشير إلى أن بعض المتحولين جنسياً، أو غير المتحولين، يتجنبون استخدام المراحيض كلياً في الأماكن العامة، تلافياً للضغط النفسي الذي يسببه لهم اختيار المرحاض الأنسب لهوياتهم الجنسية، وهؤلاء توفر لهم المراحيض المحايدة راحة كبيرة.
ويرى حقوقيون أن هناك أهمية أخرى لانتشار المراحيض المحايدة في العالم العربي، تتمثل في تجنيب الشخص المتحول جنسياً الاعتداء أثناء استخدامه مرحاضاً غير مناسب لهويته الحقيقية، إذ أظهرت الأبحاث أن أفراد المجتمع العابر جنسياً يواجهون معدلات عالية من الاعتداء الجنسي في دورات المياه العامة من قبل أشخاص لا يؤمنون بالاختلاف وحقوق الإنسان.
هناك مراحيض للرجال وأخرى للنساء لكن ماذا عن أصحاب الهويات الجنسية الأخرى؟ أليس من حقهم أن تكون لهم مراحيض لا تحمل أي خانة؟ مرحاض محايد الجنس في تونس وجد مكانه بفضل مؤتمر دولي…بداية تستحق الاهتمام.
وفي العام 2015، أعلن البيت الأبيض أن ضيوف الرئيس الأمريكي وموظفي البيت الأبيض سيكون بإمكانهم استخدام دورات مياه محايدة تناسب هوياتهم الجنسية، وجاء هذا القرار بعد فترة قصيرة من سريان قرار رئاسي يمنع التمييز ضد الموظفين المثليين والمتحولين جنسياً على أساس الميول والهوية الجنسية في المؤسسات المتعاقدة مع الحكومة.
وفي العام 2016، بدأت كندا في توفير مراحيض محايدة في بعض مدارسها، متاحة للمتحولين جنسياً ولمن يطرحون علامة استفهام حول انتمائهم الجنسي، معلنةً أن الوقت قد حان لتوفير ما يلائم الطلاب الذين يمرون بمرحلة إعادة نظر بشأن هويتهم الجنسية.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...