ربما قادكم البحث ذات يومٍ على منصّة اليوتيوب عن وصفةٍ لأكلةٍ شهيّةٍ أو تساؤلٍ معيّن حول تجديد المنزل...وبخلاف المتوقّع، لم تظهر لكم قنوات الطهاة المحترفين أو مصمّمي الديكور المعروفين، وإنما وقعت عيونكم على قنواتٍ تعود لربّات بيوتٍ يقدمن وصفاتٍ شهيةً ويحققن مشاهداتٍ تتخطّى، في بعض الأحيان، حاجز المليون مشاهدة.
قرّرنا في موقع "رصيف22" التحدّث مع عددٍ من هؤلاء النساء المصريّات لنتعرّف عن كثبٍ على قصصهنّ مع تلك المنصّة، وحقيقة الأرباح التي يمكن تحقيقها من وراء العمل بهذا المجال.
من الطبخ إلى تربية الطيور
"لو عايزة تعرفي ازّاي تربي حمام وتسمّني البط والفراخ بسهولة شوفي الفيديو ده" هذه العبارة السلسة وغيرها استخدمتها "فاطمة العمدة" بتلقائيّةٍ شديدةٍ للترويج لمحتوى الفيديو الخاصِّ بها على منصّة "يوتيوب".
لقد قرّرت "فاطمة"، وهي إمرأةٌ صعيديّةٌ من محافظة بني سويف، اقتحام عالم اليوتيوب مؤخّراً، عن طريق استثمار ساعات الإنترنت التي تقضيها يوميّاً في العمل من المنزل.
وإثر ذلك، حقّقت "العمدة" آلاف المشاهدات، في فترةٍ لا تتعدّى الأشهر، لتصبح بعدها صانعة محتوى ولديها مجموعة خاصّة من المتابعين.
تقول "فاطمة العمدة" لرصيف 22: "أعتبر اليوتيوب بمثابة عملٍ خاص لي أمارسه من المنزل حيث أقضي ساعاتٍ طويلةً لتجهيز وترتيب المحتوى الذي سيظهر على القناة الخاصّة بي".
وتخبر "العمدة" أنها في بداية العام الماضي أسّست قناتها عبر نشر فيديو عن كيفية تجهيز الفطير المشلتت، وفوجئت بعدها بأن هذا المقطع المصوّر قد حقق ربع مليون مشاهدةٍ في فترةٍ وجيزة، الأمر الذي شجّعها للعمل وتقديم وصفات للمطبخ...غير أنه نتيجة بعض الظروف الخاصّة التي مرّت بها، توقفت عن تجهيز فيديوهات خاصّةٍ بالطبخ، وفكّرت في الاستفادة من محيطها.
وتعليقاً على هذه النقطة، تقول "فاطمة":"صعدت على سطح منزل والدتي وصوّرت فيديوهاتٍ خاصّةً بتربية الطيور بمختلف أنواعها، خاصّةً وأن هذه النوعيّة من الفيديوهات غير منتشرة في العالم العربي، واستغللت خبرتي في تربية الدواجن وعلى رأسها الحمام، لتقديم نصائح متعلّقة بتربية الطيور والعناية بها".
وقد لاقت هذه الفيديوهات إقبالاً كبيراً من المشاهدين داخل مصر وخارجها، وأصبحت "فاطمة العمدة" تستقبل تعليقاتٍ وطلباتٍ تحثّها على نشر المزيد من الفيديوهات.
أما عن الصعوبات التي واجهتها في هذا المجال، تقول "العمدة": "في البداية واجهت مشكلة مع شروط اليوتيوب والتي تنصُّ على أنه عند إنشاء قناةٍ ربحيّة يجب أن يكون هناك 1000 مشترك و4000 ساعة مشاهدة لكي يصبح الحساب ربحي، بالإضافة إلى تخصيص مصاريف خاصّة لليوتيوب، وتمضية ساعاتٍ طويلةٍ من الجهد والصبر على صناعة محتوى وتصويره ومتابعة تعليقات المشتركين، إلا أنّ كلَّ ذلك أصبح سهلاً مع تحقيق النجاح وجني أول مكسبٍ مادي من القناة"، كاشفةً أنها قرّرت التبرّع بالمبلغ كلّه ليبارك الله عملها.
بيتي مملكتي
لقد تمكّنت "مها نجم"، مؤسسة قناة "بيتي مملكتي" على يوتيوب، من تحقيق أكثر من 14 مليون مشاهدة.
وعن تجربتها مع منصّة الفيديو الشهيرة، تقول "نجم" لرصيف 22: "أنا سيّدة مصريّة أنحدر من منطقةٍ شعبيّة، متزوّجة ولديّ 5 أبناء، أهتمّ بصنع محتوى مميّز عن كلّ ما يخصّ البيت السعيد، فقد قدّمت نفسي كستِّ بيتٍ متنوّعة، أحضّر الطعام بوصفاتٍ مختلفةٍ، وأعرض كلَّ ما يخصُّ الأعمال اليدويّة، كصناعة فوانيس رمضان بالمنزل والمفارش وغيرها، كما أقوم بالتسويق لمنتجات بلدي من خلال تصوير جولاتي على منتجات الأماكن الشعبيّة، مثل العتبة والغوريّة، وأعتبر قناتي مصدر دخلي".
وتتابع "مها" حديثها بالقول: "بدأت العمل على يوتيوب منذ العام 2014 بمحض الصدفة، فلم أكن أعمل بشكلٍ محترف، وإنما كنت أستغلّ القناة لتخزين مقاطع فيديو عائليّة، تجمع المناسبات العائليّة الخاصّة، كأعياد الميلاد، وذات يومٍ قمت بنشر أحد الفيديوهات من دون أن أغيّر خصوصيته، وتفاجأت بكمية المشاهدات التي تخطّت خمسين ألف مشاهدة في فترةٍ زمنيةٍ قصيرة، وتردّدت حينها في إبقائه أو حذفه، خاصّةً وأن المقاطع المصوّرة تخصّني وعائلتي".
وعن كيفية تحوّل قناتها إلى مصدر ربحٍ يساعد في إعالة عائلتها، تقول نجم: "لقد نصحتني صديقتي بتحويل القناة لقناةٍ ربحيّةٍ، وبعد متابعة محتوى مجموعةٍ من القنوات على يوتيوب شعرت بطاقةٍ إيجابيّة، فقرّرت أن أصبح بدوري "يوتيوبر"، إلا أن الإمكانيّات كانت تعيقني، إذ كنت أحتاج إلى كاميرا ومعدّات تصوير، بالإضافة إلى ضرورة إظهار منزلي بشكلٍ لائقٍ، وعندها قمت بتغيير الديكور واستبدال المفروشات القديمة بمفروشاتٍ جديدةٍ، ونشرت أوّل فيديو لي، لكن المشاهدات لم تتخط الـ 500 مشاهدة".
غير أن هذا الموضوع لم يحبط عزيمة "مها" والتي لجأت إلى صديقةٍ لديها قناة ناجحة، ودخلت "غوغل ادسينس" وتعرّفت على أصحاب القنوات وشكّلت معهم حلقات دعم، وهكذا بدأت قناتها الخاصّة بجني الأرباح منذ عامين في رمضان الماضي، بحيث وصل عدد المشتركين 10 آلاف مشترك، وبلغ أوّل ربح 6 دولار، أي ما يعادل 100 جنيه مصري، إلى أن بدأت تحصل على أرباحها كلّ شهرين بمعدل 100 دولار وفوق. هذا وقد تخطّى عدد المشتركين بالقناة 175 ألف مشترك، وحصلت حينها على الدرع الفضي لليوتيوب "وأصبح حلمي الحصول على الدرع الذهبي".
تؤكّد "نجم" أن العمل على القناة لم يكن سهلاً على الإطلاق: "البعض كان يقابلني باستنكار، وهناك من اتهمني بالجنون وطردني، حتى أنني وجدت نفسي مضطرّة في بعض الأحيان لشراء بعض المنتجات لكي يسمح لي أصحاب المحال بالتقاط الصور، رغم أنني من خلال تصويري أقدّم لهؤلاء التجار خدمة وأعرّف الجمهور على منتجاتهم".
وعن الفيديو الأكثر تأثيراً، تقول "مها": "إن الفيديو الذي غيّر مجرى القناة كان عبارةً عن فيديو أعددته عن "سلطة بابا غنوج" وكان سبب "سعدي" لأنني اخترت له عنواناً جذّاباً "لو عندك بصلة وباذنجان تعالي اوريكي تعملي بيها إيه"، فحقّق الفيديو 15 ألف مشاهدةٍ في غضون ساعةٍ واحدة، ووصلت بعدها المشاهدات لنصف مليون مشاهدة".
"فاطمة وسعاد" مطبخ مصري 100%
إن كنتم من محبّي الطبخ فمع كلِّ بحثٍ لكم على "يوتيوب" عن طريقة عمل أكلةٍ مصريّة، ستجدون فيديو لـ "مطبخ فاطمة وسعاد" يشرح لكم طريقة عمل المأكولات الشرقيّة والغربيّة، وقد حقّقت القناة أكثر من 12 مليون مشاهدة، وتسلّم أصحابها درع اليوتيوب الفضّي، خاصّةً وأنها اكتسبت شهرةً سريعةً كونها قناةً عائليّة.
إن كنتم من محبّي الطبخ فمع كلِّ بحثٍ لكم على "يوتيوب" عن طريقة عمل أكلةٍ مصريّة، ستجدون فيديو لـ "مطبخ فاطمة وسعاد" يشرح لكم طريقة عمل المأكولات الشرقيّة والغربيّة
تقول فاطمة لـ "رصيف22": "منذ قرابة العام قرّرت أنا ووالدتي تأسيس القناة التي حملت أسماءنا، وركّزنا في محتواها على المطبخ، لكونه محتوى يهمّ كلّ سيدة منزل، ولم نكن نتوقع نجاحها، إلا أن وجود والدتي التي كانت معروفة للجمهور عبر ظهورها في قناة شقيقتي، ساعد كثيراً في عملية الانتشار، كما أن تقديم المحتوى بشكلٍ تلقائي ساعدنا على جذب الجمهور الذي شعر بأنه قريبٌ منا".
اليوتيوب كأيِّ عملٍ حر، كلّما أعطيناه من وقتنا وتعبنا كلّما جنينا منه نسبة أعلى من الأرباح
تخبر فاطمة أن البداية كانت عن طريق نشر فيديو خاص بتجهيز المحشي المصري، وقد حقّق هذا المقطع المصوّر نجاحاً كبيراً، وبعدها تمَّ إنشاء صفحة على الفيسبوك لزيادة الانتشار.
أما عن يوميّات العمل بالقناة وكيفية إدارة المحتوى، تقول فاطمة: "المطبخ بالنسبة لي هواية محبّبة لذا لا أجد صعوبة في إنشاء محتوى، إلا أنني لا أخصّص له وقتاً محّدداً، كما أنني لا أحدّد ميزانيّة معيّنة"، مستدركةً بالقول: "اليوتيوب كأيِّ عملٍ حر، كلّما أعطيناه من وقتنا وتعبنا كلّما جنينا منه نسبة أعلى من الأرباح".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
علامي وحدي -
منذ 3 ساعات??
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 23 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون