شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!
اقتربت نهاية الفياغرا!

اقتربت نهاية الفياغرا!

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأربعاء 12 يونيو 201907:51 م

منذ أن طُرح دواء الفياغرا في السوق لأوّل مرةٍ في العام 1998، أصبحت هذه الحبوب الزرقاء الصغيرة الأكثر مبيعاً في تاريخ الأدوية، وقد حقّقت شركة "فايزر"، وهي الشركة المصنّعة للفياغرا، مبيعاتٍ خياليّةً بعد أن نجحت في تسويق دوائها على أساس أنه الدواء السحري الذي يساعد الأشخاص الذين يعانون من العجز الجنسي وضعف الانتصاب.

فبعد مرور 3 أشهرٍ فقط على طرح الفياغرا في السوق، تمكّنت شركة "فايزر" من تحقيق مكاسب خياليّةٍ وصلت إلى 400 مليون دولار أميركي، وخلال العقدين الماضيين حقّقت الشركة مبيعاتٍ سنويةً بحجم 1.8 مليار دولار.

وبالرغم من النجاح الكبير والمستمرّ لهذا العقار، تنتهي مدّة براءة اختراع دواء الفياغرا في العام 2020، ما يثير هواجس كثيرة بشأن تأثير ذلك على العجز الجنسي ونسبته المتصاعدة في العالم.

فهل ستتمكّن شركات صناعة الأدوية من طرح بديلٍ جديدٍ يكسر احتكار الفياغرا للسوق منذ سنواتٍ عديدة؟

سياسة الإحتكار

في الوقت الراهن يقف البشر من حول العالم أمام عددٍ قليلٍ من الخيارات المطروحة في السوق، والتي تَعِدُ بحلّ مشكلة العجز الجنسي، فالبدائل الوحيدة للفياغرا هي عبارةٌ عن أدويةٍ معيّنةٍ يجب حقنها مباشرةً في العضو الذكري من أجل توسيع الأوعية الدمويّة وتحسين تدفق الدم، أما الخيار الثاني فهو اللجوء إلى جراحاتٍ معقّدةٍ، تكون في معظم الأحيان غير مستحبّةٍ.

منذ أن طُرح دواء الفياغرا في السوق لأول مرةٍ في العام 1998، أصبحت هذه الحبوب الزرقاء الصغيرة الأكثر مبيعاً في تاريخ الأدوية

بالرغم من محاولاتها الحثيثة على مدى سنوات، إلا أن شركات الأدوية فشلت في إدخال عقاقير قويّةٍ تنافس الفياغرا، ونتيجة حجم الربح الهائل الذي حقّقته شركة "فايزر" عن طريق احتكار السوق، ارتأت معظم الشركات أنه من الأفضل لها الابتعاد عن لعبة التحدّي، على اعتبار أن وقوفها بوجه شركةٍ عملاقةٍ مثل "فايزر" يشكّل مخاطرةً كبيرةً ومراهنةً خاسرة.

غير أن هذا الوضع قد يكون على وشك التغيير في ظلِّ سعي الناس للعثور على عقاقير وأدويةٍ أكثر فائدة من الفياغرا لحلّ مشاكلهم الجنسيّة، فقد أوضح "ساميت سوني"، وهو طبيبٌ متخصصٌ في المسالك البوليّة في كلية بايلور للطب، أن العديد من المرضى الذي يعانون من العجز الجنسي يبحثون حالياً عن دواءٍ قوي لا يثير قلقهم لمدّة 30 يوماً، خاصّةً وأن الأفراد في الغالب يتوقّفون عن تناول حبوب الفياغرا بعد مرور بضعة أيام نتيجة آثارها السلبيّة.

من هنا أكّدت صحيفة الغارديان البريطانيّة أن هناك حاجةً ملحّةً لإيجاد علاجاتٍ أفضل من الفياغرا، بخاصّة وأن ضعف الانتصاب يزداد شيوعاً في العالم، في ظلِّ حيرة العلماء حول ما إذا كان هذا الموضوع يرجع ببساطةٍ إلى حقيقة أن الرجال أصبحوا أكثر انفتاحاً في الإبلاغ عن مشاكلهم الجنسيّة، أو نتيجة مشاكل صحيّةٍ معيّنةٍ، ووسط هذا الجدل الدائر حالياً فإن هناك شيئاً واضحاً ومؤكّداً: سوق الأدوية الجنسيّة ينمو ويزدهر.

وتعليقاً على هذه المسألة، قال "سوني: "لسنواتٍ عديدةٍ تلت عملية تطوير الفياغرا، لم يتغيّر الكثير في فهمنا لضعف الانتصاب وكيفيّة علاجه، ولكن مع انتهاء صلاحيّة براءة الاختراع، هناك بالتأكيد اهتمامٌ متجدّدٌ لتطوير طرقٍ بديلةٍ لعلاج ضعف الانتصاب، وتطوير أفكارٍ جديدةٍ يمكن من خلالها الحصول على براءة اختراع وتوفير ربحٍ مستدامٍ لهذه الصناعة".

المنافسة على البديل

في السنوات الست الماضية، برزت مجموعةٌ كبيرةٌ من بدائل الفياغرا، والتي تأتي غالباً بأشكالٍ ملتويةٍ، كشرائط النعناع أو بخّاخاتٍ تُعتبر أسرع وأقوى مفعولاً من الحبوب الزرقاء المعروفة بعلاجها للعجز الجنسي.

وبعد أن خفّفت مؤخراً "فايزر" قبضتها عن السوق، فإنه من المتوقّع أن تشهد صناعة الأدوية الخاصّة بمعالجة الانتصاب لدى الرجال ثورةً، نتيجة البدائل المطروحة، لا سيّما وأن الشركات المصنّعة لمثل هذه العقاقير تعي تماماً أهمية هذا السوق والأرباح الطائلة التي تكمن وراءه.

وبالرغم من أن ذلك سيؤثّر على دواء الفياغرا لناحية توسيع رقعة انتشاره لا سيّما مع خفض سعره، إلا أن هذه المنافسة الشرسة بين الشركات تعني بالنسبة لملايين الرجال حول العالم والذين يعانون من مشكلة العجز الجنسي، أن هناك ابتكاراتٍ علاجيّةً في طريقها إليهم، لا سيّما وأن الحبوب الزرقاء وبعض العقاقير المشابهة مثل Cialis و Levitra والتي تعمل عن طريق زيادة تدفّق الدم إلى العضو الذكري، بالرغم من فعاليتها التي تصل لنسبة 70%، إلا أنها في المقابل تحمل آثاراً جانبيّةً كثيرة، تتراوح بين الصداع والآلام في المعدة.

هناك حاجة ملحة لإيجاد علاجات أفضل من الفياغرا، بخاصة وأن ضعف الإنتصاب يزداد شيوعاً في العالم في ظل حيرة العلماء حول ما إذا كان هذا الموضوع يرجع ببساطةٍ إلى حقيقة أن الرجال أصبحوا أكثر انفتاحاً في الإبلاغ عن مشاكلهم الجنسية  أو نتيجة مشاكل صحيّة معيّنة

بالإضافة إلى ذلك، فإن مفعول الفياغرا يبدأ بعد حوالي ساعة تقريباً، ما يعني أن هناك حاجة للتخطيط المسبق للجماع، كما أن هذه الحبوب الزرقاء قد تكون غير مناسبةٍ للوضع الصحّي الخاصِّ بكبار السن، نتيجة التفاعلات الخطيرة التي قد تحصل مع تناول بعض الأدوية الخاصّة بخفض ضغط الدم وغيرها....

أما أولئك الذين يعانون من العجز الجنسي ومن عدم القدرة على الانتصاب نتيجة تلف الأعصاب الناجم عن مرض السكّري أو سرطان البروستات، فإن الفياغرا لا تعتبر حلاً لمشاكلهم الجنسيّة.

عقار أكثر فعالية من الفياغرا؟

في أوائل العقد الأوّل من القرن العشرين، اكتشف علماء في شركة " Futura medical"، عن طريق الخطأ، دواءً مخصّصاً في الأصل لمرض القلب تبيّن أنه قادرٌ على تحقيق الانتصاب من خلال توسيع الأوعية الدمويّة وزيادة تدفّق الدم.

يقول "كين جيمس"، رئيس البحوث والتطوير في الشركة البريطانيّة: "انتشرت بعض التقارير التي تتحدّث عن قيام أشخاصٍ برشِّ هذا المنتج عمداً على أعضائهم الذكريّة".

وقد اعتبرت "فوتورا" أن هذا الاكتشاف المفاجئ يشكّل فرصةً ذهبيةً لمنافسة الفياغرا، خاصّة وأن هذا العقار يمكن تطبيقه مباشرةً على العضو الذكري مع ضمان الحصول على نتائج فوريّة، ومن دون آثارٍ جانبيّةٍ مقارنةً بالفياغرا.

وعلى مدار العقد الماضي، طوّرت شركة "فوتورا" عقاراً جديداً على شكل كريم إسمه "إروكسون"، يُعتبر منافساً شرساً للفياغرا، لكونه قادراً على تحقيق الانتصاب بعد مرور 5 أو 10 دقائق على الأكثر.

وبالتالي يعتبر "إروكسون"، المتوقّع طرحه في السوق في غضون السنوات القليلة المقبلة، أوّل علاجٍ جديدٍ للضعف الجنسي منذ عقدين من الزمن، هذا وقد حدّدت "فوتورا" مبدئياً قيمته التجاريّة المحتملة بـمليار دولار.

لكن وبالرغم من أن هذا الدواء الجديد يساعد الأوعية الدمويّة على الاتساع، إلا أن قدرته لا تزال محدودة مقارنةً بالحبّة الزرقاء، إذ يعترف علماء "فوتورا" بأنه من غير المرجّح أن يساعد "إروكسون" في حلّ بعض حالات الخلل الوظيفي المعقّدة، والتي تؤثّر على انتصاب حوالي 20-30% من المرضى، والناتجة في العادة عن تلف الأعصاب أسفل البطن.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard