بالحب والتضامن رد المصريون مواطنين وفنانين على مدار اليومين الماضيين على دعوات قام بها محامي مصري تطالب بحصر أموال السوريين في مصر وكشف مصادرها شاكياً “غزو السوريين المناطق المصرية” ما أثار حفيظة مئات المصريين.
أعداد كثيرة من المصريين سارعوا إلى مواقع التواصل الاجتماعي الأيام الأخيرة للترحيب بالوجود السوري رداً على مذكرة تقدم بها المحامي المصري المثير للجدل سمير صبري للنائب العام نبيل أحمد صادق، مطالباً فيها بـ"حصر أموال السوريين” واتخاذ الإجراءات القانونية للكشف عن مصادرها معتبراً أنهم "غزوا المناطق المصرية وحولوها إلى مدن سورية".
اتهامات وتشكيك
وقال صبري المقرب من السلطات في مذكرته "إحصاءات قدرت حجم استثمارات رجال الأعمال وأصحاب رؤوس الأموال السوريين بـ23 مليار دولار، معظمها في عقارات وأراض ومصانع ومطاعم ومحال تجارية وغيرها، وبات السوريون يملكون أهم مصانع الألبسة والنسيج وسيطر بعضهم على مناطق تطوير عقاري في أهم وأرقى المناطق المصرية".
وأبدى المحامي تخوفه بشأن مصادر هذه الأموال. كما شاركه بعض أنصار النظام المصري وجهة النظر ذاتها بالتشكيك في مصادر الأموال السورية، مستشهدين باختيار اسم تركي لسلسلة مطاعم سورية شهيرة في مصر، محذرين من وجود شبهات لغسيل أموال تركية عبر اللاجئين السوريين.
للسوريين حصة مهمة في الأسواق المصرية بعد أن نجحوا في مجالات عدة، أبرزها الأكل والحلوى والملابس الجاهزة والعطور. واجتذبوا المشترين المصريين بمهارتهم وأسعارهم المناسبة وتعاملهم اللطيف.
ونهاية مايو/أيار، أكد مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون العربية، المندوب الدائم بجامعة الدول العربية، محمد البدرى، أن عدد اللاجئين السوريين الموجودين حالياً على أرض مصر يبلغ 137 ألفاً، لافتاً إلى أن العدد الحقيقي يقدر بـ550 ألف سوري، أي ما يعادل 10% من اللاجئين السوريين في سائر الدول، على حد قوله.
ويفضل السوريون مصر لسهولة العمل من دون الحصول على تراخيص خلافاً لما يحصل في غالبية البلدان الأخرى.
رد شعبي قوي
وعبر وسم #السوريين_منورين_مصر، وثّق المصريون رفضهم مطالب صبري وتباينت تعليقاتهم المرحبة بالأشقاء السوريين في مجملها بين من اعتبرهم ضيوفاً وآخر عدّهم "أصحاب بلد" ولهم ما للمصريين من حقوق فيها. كما تضمن الهاشتاغ شهادات عديدة عن "أمانة، وحسن خلق، ومهارة، ورقة طباع" الأشقاء السوريين وحسن معشرهم.
وشارك العديد من الفنانين المصريين، مثل محمد هنيدي وأحمد السعدني وآسر ياسين ومحمد عادل إمام، مرحبين بالوجود السوري في مصر، ومشددين على أن الشعبين "واحد"، وردت الفنانة السورية كندة علوش بأن "المصريين منورين الدنيا كلها".
العديد من الفنانين المصريين، مثل محمد هنيدي وأحمد السعدني وآسر ياسين ومحمد عادل إمام، شاركوا في هاشتاغ #السوريين_منورين_مصر رداً على دعوى رفعها المحامي المصري سمير صبري مطالباً بـ"حصر أموال السوريين”.
آلاف التغريدات المصرية ترحب بالوجود السوري على أرض مصر، رداً على دعوى رفعها المحامي المصري سمير صبري للنائب العام، مطالباً بـ"حصر أموال السوريين” مستحضرةً أمانة السوريين ومهارتهم وحسن أخلاقهم.
وردّ الكثير من السوريين، عبر وسم #السوريون_يحبون_مصر، معربين عن سعادتهم بالتعليقات الشعبية الودودة، ومشددين على شعورهم بالأمان والمحبة في مصر كوطن ثانٍ لهم، وتمنوا أن تتعلم بقية الشعوب حسن استضافة اللاجئين من المصريين.
اللافت أن جميع المواقع الصحافية المصرية، حتى المقربة من النظام، تداولت الهاشتاغ، متبنّيةً وجهة النظر الشعبية المرحبة بالسوريين مثل أخبار اليوم واليوم السابع.
ونهاية فبراير/شباط الماضي، دعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين المجتمع الدولي إلى رفع الدعم المقدم للاجئين السوريين المقيمين في مصر (قرابة 151 مليون دولار أمريكي للعام 2019) لتوفير الرعاية التي تمنحها لهم الحكومة المصرية في مجالات الصحة والتعليم والمجالات المعيشية المختلفة.
وأكدت المفوضية في مارس الماضي أن عدد اللاجئين وطالبي اللجوء المسجلين في مصر ازداد خلال العامين الماضيين بنسبة 24%، وأن أكثر من نصفهم سوريون والبقية من السودان وإثيوبيا وإريتريا وجنوب السودان واليمن.
الجدير بالذكر أن السلطات المصرية شنت، أخيراً، حملات على ما يسمى بـ"شارع السوريين" في إحدى ضواحي القاهرة لتنفيذ قرارات إغلاق وإزالة، بحجة الحد من العشوائيات والمخالفات.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...