هي الصفقة التي بقيت طي الكتمان عشرين عاماً، وصاحب فكرتها موجود اليوم خلف القضبان بعد انقلاب عسكري أطاحه. الرجل موضوع الصفقة هو زعيم القاعدة أسامة بن لادن ومقترح الصفقة هو الرئيس السوداني السابق عمر البشير الذي عرض على السعودية تسليمها بن لادن (مواطنها) بشرط واحد. هذه القصة كشفها رئيس استخبارات السعودية الأسبق الأمير تركي الفيصل، متحدثاً لأول مرة عن هذا العرض مؤكداً أن عمر البشير اشترط على الرياض عدم محاكمة بن لادن في حال سلمها إياه.
جاء ما كشف عنه الفيصل في حلقات تلفزيونية متسلسلة سجلها معه برنامج الذاكرة السياسية، على فضائية العربية السعودية.
وبحسب الأمير السعودي، فإن "الرئيس البشير جاء في زيارة للمملكة بداية عام 1996 إما للحج أو للعمرة، والتقى الملك عبد الله الذي كان وقتها ولياً للعهد"، قائلاً إنه عرض عليه التعاون واستعداد بلاده تسليم بن لادن، الأمر الذي وافق عليه ولي العهد ورحّب به بشدة، قائلاً "أهلاً وسهلاً به في بلده"، وفق الفيصل.
تابع رئيس استخبارات السعودية الأسبق أن البشير اشترط على الأمير عبد الله وقتذاك عدم محاكمة بن لادن، وهذا ما دفعه لرفض العرض، قائلاً للبشير: "ما عندنا أحد فوق القانون، والشريعة تطبق على الجميع حتى على الملك كما تطبق على المواطن العادي، فليرجع ونحن نضمن له حكماً عادلاً من الشرع".
وأكد الفيصل أن موقف الأمير عبد الله جعل السودانيين يقررون إقفال هذا الموضوع نهائياً، ولا يتطرقون إليه مجدداً.
بن لادن في السودان
عاش أسامة بن لادن في العاصمة السودانية الخرطوم خمس سنوات مطلع التسعينيات من القرن الماضي.
وفي العام 2016، أظهرت وصية مكتوبة باليد، أن أسامة بن لادن خبأ ملايين الدولارات في السودان، وأراد استخدام معظمها في تمويل الجهاد.
وبحسب ما نشرته فرانس برس حينذاك، فقد تم الكشف عن هذه الوصية بين مجموعة من الوثائق التي رفعت عنها السرية بعد مصادرتها في الغارة التي شنتها القوات الأمريكية الخاصة في 2 مايو/أيار 2011 في آبوت آباد في باكستان، وأدت إلى مقتل زعيم تنظيم القاعدة.
ونشر مكتب مدير الاستخبارات القومية عشرات الوثائق، منها وثيقة قال إنها وصية بن لادن، تتحدث عن أموال في السودان، وجاء في الوصية الموقعة والتي كتبت بالعربية على صفحة واحدة من الورق المسطر، أن لدى بن لادن 29 مليون دولار في السودان، وأن معظمها من أخيه.
وكتب بن لادن: "لقد تلقيت 12 مليون دولار من أخي أبو بكر محمد بن لادن نيابة عن شركة بن لادن للاستثمارات في السودان"، مضيفاً: "آمل أن يلتزم أشقائي وشقيقاتي وخالاتي بهذه الوصية وأن ينفقوا جميع الأموال التي تركتها في السودان على الجهاد في سبيل الله".
وتقول وسائل إعلام إن بن لادن أمضى في السودان واحدة من أهم الفترات في حياته، إذ أعدّ هناك مقاتليه إعداداً عسكرياً في مزارع كان يديرها هناك، عدا أن وجوده في الخرطوم وعلاقته مع كبار المسؤولين فيها، ساعداه على البقاء قريباً من أحداث المنطقة.
وتظهر تقارير إعلامية أن بن لادن توجه إلى السودان بطائرة خاصة في رحلة سرية، مصطحباً بعض رفاقه، في حين لحق به آخرون بطرائق أخرى. وهناك ساهم بقوة في مشاريع طرق وانشاءات ومزارع وغيرها، وكان أشهرها "طريق التحدي" من الخرطوم إلى بورتسودان.
بعد مرور 20 عاماً على العرض، كشف رئيس استخبارات السعودية الأسبق الأمير تركي الفيصل، عن تفاصيل صفقة اقترحها الرئيس السوداني السابق عمر بشير لتسليم السعودية أسامة بن لادن لكن بشرط واحد.
عاش أسامة بن لادن في السودان خمس سنوات مطلع التسعينيات وأظهرت وصيته أنه خبأ ملايين الدولارات هناك، لاستخدامها في الجهاد. كيف عرض عمر البشير على السعودية تسليمها بن لادن وبأي شرط؟ الأمير تركي الفيصل يكشف أسرار ذلك العرض.
هجمات سبتمبر
في ما يتعلق بهجمات 11 سبتمبر عام 2001 في الولايات المتحدة، قال رئيس استخبارات السعودية الأسبق: "أول من خطر على بالي أن يكونوا مسؤولين عن هذا الحدث أنهم مجموعة من الصرب، لأن أمريكا تدخلت في الحرب الأهلية في البوسنة ثم في كوسوفو، وأجبرت الصرب على أن يتراجعوا عن همجيتهم ضد المسلمين في المكانين في البوسنة وفي كوسوفو".
وقال الأمير الفيصل إنه عرض على الملا عمر، زعيم حركة طالبان أفغانستان، تشكيل لجنة مشتركة بين العلماء الأفغان والسعوديين، في محاولة لإقناعه بتسليم بن لادن للسعودية، لكنه لم يوافق.
وتحدث رئيس الاستخبارات السعودية عن لقاءاته مع بن لادن مستغرباً كيف تحوّل الشاب الهادئ القليل الكلام كما وصفه "سفّاحاً يستبيح دم الأبرياء".
وكان الفيصل قد برر في إحدى الحلقات تخلص القوات الخاصة الأمريكية من جثة زعيم القاعدة في البحر بدلاً من دفنها، بأن الولايات المتحدة لم تشأ أن يكون له مشهد أو مزار أو شيء يجلب الناس إليه.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع