أثارت مباراة إياب الدور النهائي لمسابقة دوري أبطال إفريقيا لكرة القدم، بين الترجي التونسي والوداد المغربي التي جرت في تونس مساء الجمعة 31 مايو، جدلاً واسعاً بعدما أطلق الحكم الغامبي باكاري غاساما صافرته، معلناً فوز الترجي على ضيفه الوداد البيضاوي الذي انسحب من المباراة احتجاجاً على عدم احتساب هدفه وتعطل تقنية تصوير الفيديو المعروفة بالـ “ VAR” رافضاً استئناف اللعب. توقفت المباراة ساعة ونصف الساعة ما جعل حكم المباراة يطلق صافرة نهايتها معلناً فوز الترجي الذي كان متقدماً بهدف واحد في ما وصفه متابعون بـ "الفضيحة" و"المهزلة" للكرة الأفريقية لا سيما مع تداول أنباء عن أن قطعة من آلة الفار لم تصل تونس ما جعلها تتعطل وسط المباراة.
يُشار إلى أن لائحة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، تفيد بأن مراجعة اللقطة من خلال الفيديو تتم بشكل تلقائي من غرفة حكم الفيديو المساعد، حيث يُبلّغ الحكم ويكون له القرار النهائي بمراجعتها أو لا من دون أن يكون لعناصر الفريقين أي حق في المطالبة بمراجعة اللقطات. ولا تعتبر اللائحة تعطلَ تقنية حكم الفيديو المساعد من الأسباب التي تؤدي إلى إيقاف المباراة أو تعطيلها.
وكان الملعب الأولمبي في رادس، استضاف اللقاء الختامي للبطولة بعد تعادل الفريقين الأسبوع الماضي بهدف لكل منهما في الرباط.
وبعد جدل بشأن التحكيم في المباراة الأولى بين الفريقين، عاد التحكيم ليثير الجدل ولا سيما تقنية المساعدة بالفيديو (في ايه آر) المعطّلة، لينسحب الفريق المغربي حامل لقب عام 2017، من الملعب ويتوج الترجي بلقبه الرابع ويضاف إلى ألقاب 1994 و2011 و2018.
وفي الدقيقة 59 توقفت المباراة إثر احتجاج لاعبي الوداد على إلغاء هدف لهم عادلوا به تقدم الترجي في الشوط الأول سجله الجزائري يوسف البلايلي. وامتد التوقف نحو ساعة ونصف الساعة، وسط احتكاكات بين اللاعبين ورشق الجمهور لأرض الملعب بالقوارير البلاستيكية. ونزل رئيس الاتحاد الأفريقي (كاف) أحمد أحمد إلى الملعب للتشاور مع مسؤولي الناديين، قبل اتخاذ قرار إنهاء المباراة.
وعقب هذه الضجة، أعلن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم عن عقد اجتماع لجنة طارئة بعد أحداث مباراة الترجي والودادي وقرر أحمد أحمد رئيس الاتحاد الإفريقي تشكيل لجنة طارئة ستجتمع يوم 4 يونيو الجاري لمناقشة القضايا التنظيمية التي جدت في المباراة.
الترجي متمسك باللقب
ووفق تصريحات لقناة "بي ان سبورتس" القطرية، اعتبر معين الشعباني مدرب الترجي التونسي، أن التتويج لم يكن سهلاً، مشيراً إلى إبلاغ الحكم قائدَي الفريقين بوجود خلل في تقنية الفيديو قبل المباراة.
أما قائد الترجي خليل شمام فأوضح أنه وقائد الوداد عبد اللطيف نصير أكدا للحكم استعدادهما لخوض المباراة برغم غياب هذه التقنية، معزياً مطالبة لاعبي الوداد بالاحتكام إليها إلى عدم فهم قائد الوداد ما قاله الحكم بسبب "عائق اللغة"، معتبراً أن "التتويج مستحق ولا يهمنا أمر آخر" بعد عام وصفه بـ"الاستثنائي" للفريق الأحمر الذي يحتفل بمئويته هذه السنة.
الوداد يندد بالظلم ويتعهد بالمقاضاة
في المقابل، انتقد رئيس الوداد سعيد الناصيري، في تصريحات لقناة "الرياضية" المغربية، "المهزلة" التي حصلت في ملعب النهائي، مضيفاً "كلكم شهود، أتينا لنلعب بكل روح رياضية رغم الظلم الذي مورس علينا في مباراة الذهاب. تعرضنا لمهزلة تحكيمية في الرباط، تعاد وتكرر عن طريق الاتحاد الأفريقي. هذه مهزلة تحكيمية سيشهد عليها العالم. وسنلجأ إلى جميع الأمور القانونية. لن نتنازل عن كرامتنا وحقنا".
فيما ركزت الصحف المغربية على "اعتداء" الجماهير التونسية على مدافع الفريق المغربي أشرف داري وعلى مشجعي الوداد.
“سمعة الكرة الأفريقية"
في سياق متصل، قال الحارس المصري المخضرم عصام الحضري عبر تويتر: "ما حدث اليوم في مباراة الترجي والوداد في نهائي دوري أبطال إفريقيا سيكون له مردود وتبعات سيئة في العالم حول سمعة الكرة الإفريقية".
وذكر الناقد الرياضي المصري علاء صادق بقوة المغرب الذي أطاح، على حد قوله، رئيس الاتحاد الأفريقي السابق عيسى حياتو، معتبراً أن "الفضائح التحكيمية الأفريقية تُعجِزُ عن الكلام" وأن ألقاب بطولات أعوام "2017 و2018 و2019 كانت مدفوعة الثمن".
أما الناقد والمحلل الرياضي الجزائري حفيظ دراجي، فأكد أن "الفضيحة التحكيمية أفقدت النهائي الأفريقي نكهته"، مطالباً بقرار شجاع بإعادة المباراة وإقالة رئيس الاتحاد الأفريقي الذي تدور حوله شبهات فساد.
وشغلت المباراة الجماهير الأفريقية وحصد هاشتاغ #الترجي_الوداد أكثر من 48 ألف تغريدة حتى كتابة هذا التقرير، جاءت غالبيتها متضامنة مع الفريق المغربي ومنددة بفساد الكاف.
تعليقات متباينة على نهائي دوري أبطال إفريقيا لكرة القدم، بين من اعتبرها "فضيحة تضر بسمعة الكرة الأفريقية" متحدثاً عن رشى، ومن وصفها بـ "مهزلة" تضاف إلى فشل مسؤولي الكاف في تنظيم البطولات القارية.
أطلق الحكم غاساما صافرته معلناً فوز الترجي التونسي بعد ساعة ونصف الساعة من توقف المباراة أمام الوداد المغربي لاعتراض لاعبي الأخير على إلغاء هدف بداعي التسلل وتعطل تقنية الفيديو (var) .. هل تؤيدون انسحاب الوداد؟
يقال إن التحكيم هو آفة كرة القدم الأفريقية وأحد أسباب تأخرها.. في التقرير بعض سقطات التحكيم الأفريقي، شاركونا ما تتذكرونه من أخطاء التحكيم التي لا تغتفر.
سوابق غاساما
ويعد بعض المراقبين والمتابعين التحكيم "النقطة السوداء في تاريخ كرة القدم الأفريقية والعائق أمام تقدمها. وشهد العام 2010 وحده 7 فضائح تحكيمية تضمنت اعتداءات جسدية على حكام واتهامات بتلقي الرشى.
اللافت أن الاتحاد الأفريقي قرر إيقاف الحكم الرئيسي المصري جهاد جريشة 6 أشهر بسبب أدائه "السيئ" في مباراة الذهاب، خصوصاً إلغاء هدف في أواخر الشوط الأول بداعي وجود لمسة يد، وعدم احتساب ركلة جزاء في الشوط الثاني وكلاهما ضد الفريق المغربي.
اللافت أيضاً أن إدارة الفريق التونسي سبق أن "تحفظت" على اختيار غاساما لتحكيم مباراة الإياب، على خلفية "انحيازه" لفريق الوداد في إياب الدور النهائي عام 2017 على حساب الأهلي المصري. اللقاء الذي انتهى لمصلحة الوداد بهدف دون رد في الدار البيضاء. كما أشار الترجي إلى حرمان الحكم لفريق "باب سويقة" من ركلة جزاء في ذهاب نصف نهائي النسخة الحالية ضد مازيمبي الكونغولي في تونس.
والحكم الغامبى غاساما (42 عاماً) حاصل على الشارة الدولية عام 2007 وأحد حكام النخبة الأفريقية "A" وحائز لقب أفضل حكم بالقارة السمراء عامي 2015 و 2016.
الجدير بالذكر أن جماهير الفريق المغربي استقبلته بحفاوة كما لو أنه الفائز بالبطولة في إشارة إلى دعمها الخطوة التي اتخذها اللاعبون.
وتأتي هذه الأزمة قبل أقل من شهر على إقامة بطولة كأس الأمم الإفريقية في مصر بين (21 يونيو/حزيران و 19 يوليو/تموز)، وهذا ما عده الكثيرون أمراً غير مبشر بالاستمتاع ببطولة "عادلة ونزيهة".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...