لا يزال الجدل مستمراً في مصر بسبب أزمة ارتفاع أسعار تذاكر بطولة كأس الأمم الأفريقية 2019، التي ستعقد في مصر من 21 يونيو حتى 19 يوليو المقبلين، والجديد هو وصول الأزمة إلى أروقة مجلس النواب.
وكانت اللجنة المنظمة للبطولة قد أعلنت أسعار تذاكر حضور المباريات، على أن تكون تذكرة مقاعد الدرجة الثالثة 100 جنيه مصري (نحو 6 دولارات)، و300 جنيه (17 دولاراً) لمقاعد الدرجة الثانية، و500 (30 دولاراً) للدرجة الأولى، لكن ما أثار الجدل كان فرض أسعار أعلى لتذاكر مباريات المنتخب المصري، إذ بلغت 200 جنيه للدرجة الثالثة، و400 للثانية، و600 للأولى.
يقول المشجع المصري محمد كامل لرصيف22 إن الأسعار مبالغ فيها، وإن أغلب المصريين لن يستطيعوا حضور مباريات البطولة بسبب ارتفاع الأسعار، معرباً عن ضيقه من أن الدولة لم تراع الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الشعب منذ تعويم الجنيه في العام 2016.
وتشهد مصر أزمة اقتصادية صعبة منذ ثورة يناير 2011 التي أطاحت الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، تعود أسبابها الى تضاؤل الدخل بالعملات الأجنبية، بسبب التراجع الحاد في عدد السياح والاستثمارات الأجنبية.
وكان الحد الأدنى للأجور يبلغ 1200 جنيه (69 دولاراً) شهرياً، إلى أن قرر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أواخر مارس الماضي رفعه إلى ألفي جنيه (115 دولاراً)، لكن هذه الزيادة لم تُطبق حتى الآن.
وعلى وسائل التواصل الاجتماعي تسبب الإعلان عن الأسعار في جدل واسع. وغرد اللاعب المصري السابق أحمد حسام، الشهير بميدو، عبر حسابه على تويتر: "بصراحه مصدوم من أسعار تذاكر الدرجة الثالثة في كأس الأمم، ٢٠٠ جنيه كتير جداً، هل أصبحت كرة القدم فجأة لعبة الأغنياء في مصر؟"، مضيفاً: "مَن مِن محدودي الدخل سيدفع 600 جنيه لمشاهدة الثلاث مباريات (للمنتخب المصري) أي 35% من دخله الشهري".
"هل أصبحت كرة القدم لعبة الأغنياء في مصر؟". جدل واسع بسبب ارتفاع أسعار تذاكر بطولة كأس الأمم الأفريقية 2019 التي تحتضنها مصر ابتداء من 21 يونيو، والأزمة وصلت إلى أروقة مجلس النواب.
البرلمان المصري يناقش الأزمة
في الإطار نفسه، تقدم إيهاب منصور، عضو مجلس النواب عن دائرة العمرانية بمحافظة الجيزة، يوم 7 مايو، بطلب لمساءلة رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولى، وووزير الشباب والرياضة أشرف صبحي، بشأن الأسباب الكامنة وراء قرار رفع أسعار تذاكر البطولة.
ويقول منصور في تصريح خاص برصيف22 إن الارتفاع الكبير لأسعار تذاكر البطولة، يمكن أن يعد عائقاً حقيقياً أمام المشجعين الذين يرغبون في حضور المباريات، مشدداً على أن المنتخب الوطني يحتاج لمساندة الشعب في المباريات التي سيلعبها.
يضيف منصور أن حضور المباريات أصبح أمراً غير ممكن لملايين الأسر المصرية، التي ترغب في تشجيع منتخب مصر، مطالباً حكومة بلاده بإعادة النظر في الأمر والتراجع عن الأسعار التي أعلنتها اللجنة المنظمة لأنها غير منطقية.
ويؤكد منصور لرصيف22 أن مجلس النواب يدرك جيداً كيف تقف الأسعار وراء ضيق الكثير من المصريين الذين يمرون بظروف اقتصادية صعبة، مؤكداً أن المجلس لن يترك هذه القضية حتى يصل إلى حل لها، يكون في مصلحة المشجعين المصريين الذين ستتأثر المدرجات بغيابهم.
ونقلت وسائل إعلام محلية قبل أيام عن رئيس اللجنة المنظمة هاني أبو ريدة قوله إن اللجنة تُراجع حالياً أسعار تذاكر مباريات البطولة على نحو يحقق أحد أهم أهداف تنظيم البطولة بعودة الجماهير إلى المدرجات.
ختم أبو ريدة الذي يترأس أيضاً الاتحاد المصري لكرة القدم، في بيان أن تلك المراجعة تستهدف أسعار تذاكر الدرجة الثالثة بالنسبة لمباريات المنتخب الوطني بسبب "ما تمثله من عصب جماهيري مهم للمنتخب والبطولة"، بالإضافة إلى أسعار تذاكر مباريات المجموعات الأخرى التي تسعى اللجنة لتشجيع جماهير الكرة المصرية لملء مدرجاتها من أجل إظهار وجه مصر الحضاري أمام القارة والعالم، بحسب قوله.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...